-->

الجزائر: أحداث 8 ماي 1945.. الحرية تسطع على جثث آلاف الجزائريين !

الجزائر (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) مجازر 8 ماي 1945، تاريخ ينحني له التاريخ، و تسجله الذاكرة بكثير من الفخر و كثير من الخجل..فخر بالأوراسيين الجزائريين الذين رفعوا يومها راية بلدهم على مقابر 45 آلف شهيد أبادتهم آلة المستعمر الفرنسي ببشاعة حين خرجوا يومها في عدد من ولايات شرق الجزائر في مسيرة سلمية للمطالبة بحريتهم. أما الخجل، فمن ظالم جاء ليرفع رايته على جثث الأبرياء، ليشهد العالم واحدة من أعظم حكايا الثورات، و التي نتوقف اليوم و ككل سنة عند تفاصيلها المحفورة في وجدان من عايش الحدث.
قالمة تتذكر المأساة.. 18 ألف شهيد في يوم واحد
أكثر من 18ألف شهيد أحصتهم ولاية قالمة(500كلم شرق العاصمة) يومها في أكثر من 11 موقعا بوسط المدينة وبلخير وبومهرة وهيليوبوليس وواد شحم ولخزارة و من بين تلك الأماكن توجد "محرقة " حقيقية عبارة عن فرن لصناعة الجبس كان يمتلكه أحد المعمرين بمنطقة هيليوبوليس اسمه " لافي" تحرق فيه جثث الأبرياء الذين يقتلهم بوليس المستعمر بقالمة والمناطق المجاورة لإخفاء آثار الجرم و ذلك حسب النتائج التي توصل إليها الناشطون في كشف ملابسات تلك المجزرة.
وغير بعيد عن تلك المحرقة توجد منطقة القتل الجماعي "لكاف البومبة" بالقرب من وادي سيبوس وأول فوج أعدم بالمكان ضم 50 شهيدا منهم تباني محمد وجمعاوي حميد وهو ما تتذكره عائشة جمعاوي أخت حميد التي كانت حينها تبلغ 23 سنة، حيث تقول أنها حين ذهبت إلى المكان في اليوم الموالي لحادثة مقتل أخيها وجدت عشرات الجثث مكدسة فوق بعضها بسبب رفض رئيس بلدية هيليوبوليس " قيرو"، دفن الموتى.
ومن بين المواقع الشاهدة على بشاعة تلك المجازر، الثكنة القديمة بوسط مدينة قالمة، في أول انزلاق حقيقي لبوليس المستعمر في عملية التصفية الجماعية لنشطاء الحركة الوطنية يوم 11 ماي45 أين تم إعدام جماعي ل9 مواطنين شاركوا في مسيرة 8 ماي.
وهو ما تأكده وثيقة رسمية عبارة عن مراسلة من قائد الفرقة المتنقلة بقالمة المدعو " بويسون" إلى مدير الأمن العام للجزائر يوم 23 ماي 1945 يخبره فيها أن عملية إعدام المشاركين في المسيرة قد تم رميا بالرصاص مرفوقة بأسماء الشهداء ورتسي مبروك، اسماعيل عبده وأخوه علي، شرفي مسعود، بن صويلح عبد الكريم، دواورية حميد، بلعزوق محمد، أومرزوق محمد.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *