-->

وزارة الدفاع الصحراوية تتلف كمية معتبرة من المخدرات قادمة من المغرب

الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) قامت وزارة الدفاع
الصحراوية اليوم الجمعة بعرض كمية معتبرة من القنب الهندي المعالج، كان جيش التحرير الشعبي الصحراوي قد تمكن من احتجازها خلال الأعوام : 2012 ، 2013 و 2014 عبر نقاط على طول الجدار العسكري المغربي الذي يقسم الصحراء الغربية ويفصل شعبها.
العرض الذي تم بقاعدة القوات الخاصة التابعة للجيش الصحراوي ، حضره وزير الدفاع الوطني محمد لمين البوهالي ، إلى جانب أعضاء من هيئة أركان الجيش الصحراوي والأجهزة القضائية ، إضافة إلى ممثلين من مكتب بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) والمجلس الوطني الصحراوي ووسائل الاعلام الوطنية.
وبناء على قرار المحكمة العسكرية والإجراءات العسكرية بهذا الخصوص ، فقد تم اتلاف والتخلص من كمية المخدرات التي احتوت على عدة أنواع من القنب الهندي المعالج.و تتكون الكمية التي تم اتلافها بعد عرضها على المراقبين و وسائل الاعلام من عدة أنواع حسب التصنيفات و الجودة المعتمدة بين مروجي المادة و شركائهم من العصابات الذين يتفننون في التسميات على السلع لتمييزها مثل ( الجزيرة و هطلير ، و تويوتا ، و أودي و الدولار و المفتاح ..الخ) و هي أغلب الأنواع المتداولة و التي تم عرضها بكميات متفاوتة . عملية إتلاف المخدرات المحجوزة هي الأولى من نوعها منذ سنوات، حيث تمت بأمر من المحكمة العسكرية قرأه قاضي التحقيق لتحرق الكمية أمام الحضور، و قد لوحظ بشكل لافت غياب القيادات المدنية من وزراء في الحكومة و أعضاء أمانة ، في الوقت الذي كان يفترض تواجدهم للوقوف على الجهد المبذول في محاربة الآفة التي أصبحت خطر حقيقي يهدد النظام و الشعب الصحراوي.
و تستحق هذه البادرة الاشادة خاصة انها تميزت بالتنظيم المحكم والجيد كما انها تاتي ضمن خطة شاملة في محاربة المخدرات وتستجيب لمتطلبات أساليب الحرب المتجددة و قدرة القوات الخاصة على القيام بعمليات عسكرية و أمنية دفاعا عن التراب المحرر.
و يتفق الجميع على ما تسببه المخدرات المتدفقة على طول الجدار المغربي من أثار اجتماعية و سياسية و أمنية خطيرة تستهدف النسيج الاجتماعي الصحراوي و تشويه سمعة الدول الصحراوية و زعزعة الاستقرار و الامن على ربوع الوطن المحرر ، لكن الجيش الصحراوي لطالما تبؤ المكانة اللائقة به في محاربة الجريمة العابرة للحدود والإرهاب والمخدرات رغم إيمانه العميق بأن السيطرة على المخدرات عمل يحتاج لتضافر كل جهود قطاعات الدولة الصحراوية .
و يظهر جليا في كل مرة أن القيادة العسكرية ممثلة في الجيش الوطني الصحراوي المرابط تحاول صد الباب امام المخاطر الأمنية المحدقة و على رأسها المخدرات ، فى وقت يجب فيه على القيادة السياسية ان تلعب دورها المنوط في تحقيق الإجماع الوطنى على القرارات السياسية والعسكرية والأمنية المتعلقة بقضايا مثل المخدرات و لعلى غيابها اليوم عن عملية حرق هذه الكمية من المخدرات قد أبان الفجوة بين هاذين الجناحين.
و قد لا نكون نملك الإمكانيات والقدرات التى تمكن من تنفيذ جميع المهام الامنية و العسكرية لحماية التراب الوطني فى وقت واحد بنجاح كامل لكن تصاعد النشاط الإجرامي المنظم يفرض تضافر الجهود لتقوية الجبهة الامامية خاصة الحكومة الصحراوية في البحث عن سن تشريعات و خلق هيئات متخصصة في مجال محاربة المخدرات كباقي دول الجوار لمواجهة التحديات الأمنية المتفاقمة الناجمة عن ظاهرة المخدرات العالمية و تنامي نشاط الجماعات المسلحة والعصابات التي تعتمد على تهريب المخدرات لتغذية عملياتها.
بيد أن التصدي لشبكات التهريب العابرة للحدود الصحراوية سيكون شبه مستحيل طالما بقي التوتر في مالي و انتشار الجماعات الاسلامية المسلحة في مثلث مالي الجزائر موريتانيا، ما يفرض دخول البوليساريو كطرف في صلب أي مقاربة في المستقبل و هو ما يحتم ضرورة شن حملة حاسمة على التهريب لقطع مصادر التمويل وتعطيل الشبكات الإجرامية المنتشرة في شمال مالي و الصحراء و خلق جبهة مشتركة مع دول الجوار لمحاربة المخدرات والإرهاب و السجائر المهربة والاتجار بالبشر .
وإذا كانت دول الساحل و الصحراء تعتبر تهريب المخدرات تهديدا أمنيا يهدد بقاء الدول و الشعوب، فإن الدولة الصحراوية و الجيش الوطني مطالب بلعب دورا رياديا و محوريا في مناطقه المحررة من أجل استتباب الامن و حماية التراب المحرر من كل أشكال التطاول على السيادة الصحراوية.
للإشارة ، فإن المغرب يصنف عالميا كأكبر منتج للقنب الهندي ، وتهدف سلطات الاحتلال المغربية من وراء تصدير هذه السموم ، إلى نشر الآفات في أوساط الشباب الصحراوي خاصة وتعريض منطقة الساحل والصحراء بصفة عامة للخطر من خلال تمويل الجماعات الإرهابية.
مراسل لاماب المستقلة من عين المكان

Contact Form

Name

Email *

Message *