مخيم الجريفية بين حنين الماضي وظواهر الحاضر
الداخلة (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) كم منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه
أبدا لأول منزل هي لحمادة بسحرها الخفي وبشمسها الحارقة صيفاً والدافئة شتاءً وبقمرها الصافي ونجومها المتناثرة في سماءٍ يخلو من حركة الملاحة الجوية لا ترى في يومه الطويل سوئ طلعات تقوم بها الغربان علئ علو منخفض تداعب بها قمم الكثبان الرملية المحاذية للمخيم. في صباحه الباكر يستيقظ المخيم الهادي علئ أصوات شاحنة النظافة تجول أطرافه الشمالية وبها عمال يصرخون ....الكبااااا الكبا ....ممزوج مع صوت صافرات المدارس بينما تبدا أولى حركاته بمجموعة من الاطفال يهرولون بأتجاه مدارسهم , لتبدأ الحياة في مخيمٍ إسمه الجريفية أجراس تقليدية و خلايا تنظيمية وعريفات من طراز رفيع هم من يصنعون الاحداث داخل المخيم المهرجان و الدراسة و الحملة والنظافة هم العنوان الأبرز في المخيم الهادي غرب ولاية الداخلة.
لم تؤثر الحركة الدائمة لسيارات مزرعة الجيش المجاورة ومركز أسرى الحرب على هدؤ مخيم الجريفية المتمسك بكثبانه الرملية و أباره العذبة الشهيرة كتمسكه بثوابت الثورة أو الجبهة أو النظام كما هو معهود هناك. لكن تاتي الرياح بما لا تشتهي السفن كما يقال فالجريفية الهادئة و المنظمة على أربعة أحياء يتربع مقر الدائرة و المتجر والتربية بينهم على أرض تختلف جغرافياً كما يعرف سكانها أصبحت من الماضي, هاجر من هاجر من أبناء و بنات المخيم و تناثرت الخيم على ربوع -الرك- فأختلطت الاحياء و أستبدلت بالبلديات حديثاً وفشل تنظيم الصفوف للخيم لتنظيم المخيم ورحل ذاك الهدؤ المعهود ... لتتحول دائرة الجريفية كباقي دوائر ولاية الداخلة إلى صفة جديدة هي صفة مخيم للأجئين في القرن الواحد و العشرين .. صخب و ضجيج و غزُو لحضارة الغرب لمجتمع البيظان و إنسلاخ يؤلم الشاهد عن الثقافة الصحراوية الأصيلة و مبادئ الدين و فوضئ تشمئز منها النفوس لأ شئ يذكرك بماضٍ جميل عشته بين تلك الربوع لأ صوت يعلو علئ أصوات هجيج محركات السيارات و لا مشهد بهي يذكرك بحملات النظافة و جمع الطلبة و زغاريد نسوة حرائر كسرو صمت لحمادة ذات يوم ... تتألم عند رؤية أشخاص عرفتهم في زمن كان لقولهم و لفعلهم صدئ كنت تشاهدهم في صباح الباكر و في المساء يجوبون المخيم و يشرفون على سيره، يحرسون الأبار و يخدمون القضية بكل آمانة و صدق . تراهم اليوم ياللاسف منسيون بين خيمهم المتواضعة بينما تعمل الأيام على محو سجلهم التاريخي المجيد في ظل زمن ضاعَ في التاريخ و ركدت الأجيال نحو صراب الحداثة في غفلةٍ منها عن الكتابة و التأليف. لا شيء سيعجبك إن كنت صاحب ذكريات جميلة و طفولة بريئة بين تلك الكثبان و التلال فلكل شربَ من كاس الحضارة و التقدم الزائف و أصبح بأمكاننا تسميته هذا الواقع المر يوميات مخيم للاجئين في القرن الواحد و العشرين.
بقلم : اسلوت امحمد سيد احمد