هل سيكون الطلبة في مستوى التطلعات؟!
المؤتمر الثاني لإتحاد طلبة الساقية الحمراء ووادي الذهب أو مؤتمر إعادة تأسيس المنظمة بعد أن تمت ترقيتها إلى مصاف المنظمات الجماهيرية في المؤتمر الأخير للجبهة، منظمة إتحاد الطلبة التي كانت من بين أول المنظمات الجماهيرية من حيث الؤجود حيث تأسست إبان السنوات الأولى للثورة، بهدف تأطير و هيكلة هذه الفئة التي كان التنظيم السياسي للجبهة أنذاك في أمس الحاجة إليها، و قد كان مؤسسوا و قادة المنظمة أنذاك في مستوى المسؤولية و الحمل الثقيل الملقى على عواتقهم فتحملوا عديد المتاعب و الصعوبات من أجل تبليغ الرسالة و إقحام هذه الفئة لتعيش فعلا الثورة من أعماقها و تتولى زمام المبادرة في شتى المجالات، و قد نجحت في تكوين الطلبة و جعلهم من أهم الفاعلين داخل الإطار التنظيمي الموحد للجبهة.
هذا الدور الطلائعي الذي لعبته منظمة إتحاد الطلبة في سبعينات و ثمانينيات القرن الماضي تلاه للأسف الشديد تراجع حاد في عمل هذه المنظمة خاصة بعد وقف إطلاق النار، و إذا كان هذا التراجع يعود لعدة أسباب أهمها الضعف الذي لحق بالتنظيم السياسي للجبهة بصفة عامة أمام تغول “الدولة” ، و التهميش الذي طال مركزية الفروع لأسباب لا يسع المقام لذكرها، إلا أن هذا العجز في إيصال الخطاب السياسي للطلبة لم يجد ما يبرره.
بعد الكثير من الشد و الجذب و العمل أيضا، قدمت اللجنة التحضيرية للمؤتمر 13 للجبهة هدية للطلبة ــ ما يزال الوقت مبكر للحكم ما إذا كانت ستكون نعمة أم نقمة ــ و ذلك بإدراج مقترح ينص على ترقية منظمة إتحاد الطلبة إلى مصاف المنظمات الجماهيرية و هو ما زكاه المؤتمرون بإعتباره “مطلبا ملحا” خاصة في ذلك الوقت الذي كانت تشهد فيه المنطقة العربية ثورات و إنتفاضات كان أبطالها شباب و طلبة، هذه الترقية و أهدافها المعلنة و الخفية أثارت الكثير من الجدل و أسالت الكثير من الحبر بين مؤيد و معارض و لكل حججه و مبرراته، و بما أن المؤتمر هو السيَد بإعتباره أعلى سلطة في التنظيم فقد أصبح الجميع (المؤيد و المعارض) أمام الأمر الواقع و أمام الخيار الذي حاز على أغلبية “التأشيرات”.
ثلاث سنوات مرت بعد مؤتمر الجبهة ، كانت بمثابة الفترة “الإنتقالية” التي لم يتم فيها عقد المؤتمر التأسيسي بحجة أنه ليس من “الأولويات” لدى القيادة السياسية ، و أن خزينة الدولة لا يمكنها تحمل أعباء أكثر من إستحقاق و طني واحد في السنة إلى غير ذلك من الحجج التي كانت حاضرة كلما طرح إشكال “متى نعقد المؤتمر؟”
ثلاث سنوات تم فيها التركيز على “العمل الخارجي” و إن كان ذلك على حساب الهدف الأساسي للإتحاد و على حساب أهم مكونات هذا الجسم، ليتواصل بذلك غياب الخطاب السياسي عن القواعد الطلابية ، و يتواصل فشل المنظمة على الأقل في إستقطاب الطلبة و تكوينهم وتستمر بذلك أيضا النظرة الدونية لهم بإعتبارهم مجرد وعاء إنتخابي يتم اللجوء إليه وقت الحاجة.
أيام معدودة و سيكون الطلبة على موعد مع التاريخ، فإما أن يثبتوا أنهم في مستوى أمال و تطلعات شعبهم و قضيتهم التي تحتاجهم في هذا الوقت بالذات الذي تعرف فيه منعطفا بالغ الأهمية، و إما أن يثبتوا أنهم لا يعدوا أن يكونوا جزء من جسم نخره الضعف و الوهن و الحسابات الضيقة ليتلاشى بذلك بصيص الأمل المتبقي.
هي إذن فرصة للطلبة ليبرهنوا أنهم قادرون على إعطاء صورة مشرفة لمنظمتهم و أنه بإمكانهم حمل المشعل و إحداث التغيير نحو الأفضل، هي فرصة لإسكات الأفواه المنتقدة و التي طالما إعتبرت الطلبة مجموعة من “الصبية” العاجزين عن تقديم اية إضافة ، كل هذا لن يكون ممكنا إلا إذا إرتقى الطلبة بأفكارهم و سلوكياتهم و جعلوا مصلحة المنظمة و مصلحة المشروع الوطني فوق أي إعتبار و أدركوا أن الؤصول “السليم” هو الذي يكون عن طريق منافسة صحية و نزيهة.
لا شك أن الحشد الكبير الذي نمتلك من الطلبة في حاجة إلى منظمة تعكس طموحاتهم و تضع حلولا لمشاكلهم ، هم بحاجة إلى منظمة تستوعبهم كلهم دون إستثناء، بمعنى أن يكون فيها مكان لمن يؤيد و من “يعارض” لمن يمدح و لكن أيضا لمن “ينتقد” ، إن الطلبة بحاجة إلى منظمة تسع أفكارهم و تطلعاتهم ،هم يحتاجون إلى منظمة موحدة لا مكان فيها للتفرقة و التحزبات، منظمة تعيد الطالب إلى دوره المحوري وسط شعبه و مجتمعه.
إن أكبر تحد ينتظر الطلبة في المستقبل هو إعادة منظمتهم إلى المكانة التي ينبغي أن تتواجد بها بإعتبارها منظمة كل أعضائها مثقفون أو على الأقل متعلمون و حملة شهادات و بالتالي فإن المطلوب هو أن تعود المنظمة إلى أن تشكل ذلك الخزان للإطارات القادرة على تولي مختلف المناصب ، و فرض تجسيد التداول كمطلب ملح و ضامن لإستمرارية المشروع الوطني الذي لم يحقق أهدافه بعد.
تحديات كثيرة أخرى تنتظر المنظمة يبقى أهمها معالجة النفور و العزوف الحاصلين على مستوى الطلبة فيما يتعلق بالمشاركة في البرامج السنوية للإتحاد، كذلك تراجع ذووا القدرات و الكفاءات عن تحمل مسؤوليات داخل المنظمة ، بالإضافة إلى ضرورة إعادة النظر في نوعية البرامج المقدمة و التي تشهد شبه مقاطعة لأسباب يجب النظر فيها ووضع الحلول المناسبة لها، هذا فضلا عن تدعيم الهيكلة و تقويتها.
خلاصة القول أن الجميع ينتظر و يترقب هذه الأيام ما سيقدمه الطلبة في مؤتمرهم ، و الكل يعقد الكثير من الأمال على هذه الفئة علها تُبقي على بصيص الرجاء المتبقى في جيل بأكمله ، فهل يا ترى سيكون الطلبة في مستوى التطلعات؟ وحدها الايام كفيلة بالإجابة.
بقلم:المحفوظ محمد لمين بشري.
بعد الكثير من الشد و الجذب و العمل أيضا، قدمت اللجنة التحضيرية للمؤتمر 13 للجبهة هدية للطلبة ــ ما يزال الوقت مبكر للحكم ما إذا كانت ستكون نعمة أم نقمة ــ و ذلك بإدراج مقترح ينص على ترقية منظمة إتحاد الطلبة إلى مصاف المنظمات الجماهيرية و هو ما زكاه المؤتمرون بإعتباره “مطلبا ملحا” خاصة في ذلك الوقت الذي كانت تشهد فيه المنطقة العربية ثورات و إنتفاضات كان أبطالها شباب و طلبة، هذه الترقية و أهدافها المعلنة و الخفية أثارت الكثير من الجدل و أسالت الكثير من الحبر بين مؤيد و معارض و لكل حججه و مبرراته، و بما أن المؤتمر هو السيَد بإعتباره أعلى سلطة في التنظيم فقد أصبح الجميع (المؤيد و المعارض) أمام الأمر الواقع و أمام الخيار الذي حاز على أغلبية “التأشيرات”.
ثلاث سنوات مرت بعد مؤتمر الجبهة ، كانت بمثابة الفترة “الإنتقالية” التي لم يتم فيها عقد المؤتمر التأسيسي بحجة أنه ليس من “الأولويات” لدى القيادة السياسية ، و أن خزينة الدولة لا يمكنها تحمل أعباء أكثر من إستحقاق و طني واحد في السنة إلى غير ذلك من الحجج التي كانت حاضرة كلما طرح إشكال “متى نعقد المؤتمر؟”
ثلاث سنوات تم فيها التركيز على “العمل الخارجي” و إن كان ذلك على حساب الهدف الأساسي للإتحاد و على حساب أهم مكونات هذا الجسم، ليتواصل بذلك غياب الخطاب السياسي عن القواعد الطلابية ، و يتواصل فشل المنظمة على الأقل في إستقطاب الطلبة و تكوينهم وتستمر بذلك أيضا النظرة الدونية لهم بإعتبارهم مجرد وعاء إنتخابي يتم اللجوء إليه وقت الحاجة.
أيام معدودة و سيكون الطلبة على موعد مع التاريخ، فإما أن يثبتوا أنهم في مستوى أمال و تطلعات شعبهم و قضيتهم التي تحتاجهم في هذا الوقت بالذات الذي تعرف فيه منعطفا بالغ الأهمية، و إما أن يثبتوا أنهم لا يعدوا أن يكونوا جزء من جسم نخره الضعف و الوهن و الحسابات الضيقة ليتلاشى بذلك بصيص الأمل المتبقي.
هي إذن فرصة للطلبة ليبرهنوا أنهم قادرون على إعطاء صورة مشرفة لمنظمتهم و أنه بإمكانهم حمل المشعل و إحداث التغيير نحو الأفضل، هي فرصة لإسكات الأفواه المنتقدة و التي طالما إعتبرت الطلبة مجموعة من “الصبية” العاجزين عن تقديم اية إضافة ، كل هذا لن يكون ممكنا إلا إذا إرتقى الطلبة بأفكارهم و سلوكياتهم و جعلوا مصلحة المنظمة و مصلحة المشروع الوطني فوق أي إعتبار و أدركوا أن الؤصول “السليم” هو الذي يكون عن طريق منافسة صحية و نزيهة.
لا شك أن الحشد الكبير الذي نمتلك من الطلبة في حاجة إلى منظمة تعكس طموحاتهم و تضع حلولا لمشاكلهم ، هم بحاجة إلى منظمة تستوعبهم كلهم دون إستثناء، بمعنى أن يكون فيها مكان لمن يؤيد و من “يعارض” لمن يمدح و لكن أيضا لمن “ينتقد” ، إن الطلبة بحاجة إلى منظمة تسع أفكارهم و تطلعاتهم ،هم يحتاجون إلى منظمة موحدة لا مكان فيها للتفرقة و التحزبات، منظمة تعيد الطالب إلى دوره المحوري وسط شعبه و مجتمعه.
إن أكبر تحد ينتظر الطلبة في المستقبل هو إعادة منظمتهم إلى المكانة التي ينبغي أن تتواجد بها بإعتبارها منظمة كل أعضائها مثقفون أو على الأقل متعلمون و حملة شهادات و بالتالي فإن المطلوب هو أن تعود المنظمة إلى أن تشكل ذلك الخزان للإطارات القادرة على تولي مختلف المناصب ، و فرض تجسيد التداول كمطلب ملح و ضامن لإستمرارية المشروع الوطني الذي لم يحقق أهدافه بعد.
تحديات كثيرة أخرى تنتظر المنظمة يبقى أهمها معالجة النفور و العزوف الحاصلين على مستوى الطلبة فيما يتعلق بالمشاركة في البرامج السنوية للإتحاد، كذلك تراجع ذووا القدرات و الكفاءات عن تحمل مسؤوليات داخل المنظمة ، بالإضافة إلى ضرورة إعادة النظر في نوعية البرامج المقدمة و التي تشهد شبه مقاطعة لأسباب يجب النظر فيها ووضع الحلول المناسبة لها، هذا فضلا عن تدعيم الهيكلة و تقويتها.
خلاصة القول أن الجميع ينتظر و يترقب هذه الأيام ما سيقدمه الطلبة في مؤتمرهم ، و الكل يعقد الكثير من الأمال على هذه الفئة علها تُبقي على بصيص الرجاء المتبقى في جيل بأكمله ، فهل يا ترى سيكون الطلبة في مستوى التطلعات؟ وحدها الايام كفيلة بالإجابة.
بقلم:المحفوظ محمد لمين بشري.