-->

الدولة الصحراوية الحديثة هي الحل

الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) إن ما تتخبط فيه القضية
الوطنية من لف ودوران وتهاون وتسويف إنما سببه خطأين والمسؤول عنهما واحد . أما الخطأين فهما سوء التعامل مع العدو وسوء التعامل مع الشعب والمسؤول بالطبع أولو الأمر منا أو القيادة السياسية بمفهوم أوضح .
وبالحديث عن الخطأ الأول فالقيادة السياسية أختارت السلم بدل الحرب ـ وما أظهر عيبنا أكثر من سلمنا ـ فإستبدلت فوهات البنادق بأفواه الديبلوماسين ؛ وأستبدل الضغط بالأسرى المغاربة إلى البكاء على المعتقلين الصحراوين ؛وأستبدلت حرب الإستنزاف بالمظاهرات السلمية ؛ وإحتل الحقوقي مكانة الشهيد والمعتصم مكانة المقاتل . 
فما كان لنا اصبح علينا !!!!!!!
فبعدما كنا نحصد الأسرى بأسلحتهم أصبحو يسوقون موطنينا إلى سجونهم وهم عزل لاحول لهم ولا قوة .
وبعدما كانت بنادقنا تصرخ في وجوههم فيخرون سجدا مكرهين لإرادتنا أصبحو يصرخون في وجوهنا متعنتين ومصرين على مواصلة إستعمارنا .
فهل يمكن لعاقل أن يظن أن الملك سيتنازل عن الصحراء لأنه يرمي بأهلها بسجونه ويجلدهم بكرة وأصيلا بعدما رفض أبوه ذلك وقد أذاقه مقاتلو الجيش الشعبي الصحراوي الأمرين ؟
أما الخطأ الثاني فهو سوء التعامل مع الشعب ويتجلى هذا في الهيستيريا التي يعيشها التنظيم السياسي من ضعف في الإدارة وإنعدام المساواة والسقوط في القبلية واللعب على الخطابات السياسية الجوفاء بدل المخططات والبرامج العلمية العملية البناءة .
وهذا كله جعل الجو العام يعيش فوضى عارمة من أجواء مشحونة وتصرفات شاذة وأعمال غير مرغوب فيها .
وما السبيل لتكفير عن هذه الأخطاء إلا بإرادة حقيقية للقيادة السياسية في بناء دولة حديثة يعيش فيها الجميع بتساو في الحقوق والواجبات ؛ أنها دولة المؤسسات والفصل بين السلطات ؛ دولة ديمقراطية يتم تداول السلطة فيها بسلمية مطلقة بقوة وملكية الإرادة الحرة للجماهير.
إنها الدولة القوية التي تزرع الهوية الوطنية لتكون الوعاء الشامل لكل مكونات المجتمع بدون إلغاء أو إقصاء أو تهميش لفرد أو جماعة او فئة ؛ أنها الدولة القوية القادرة على إخضاع العدو وفرض حل الإستقلال لا المطالبة به؛ فالملك لن يعيد الصحراء لأهلها إلى إذا سمع أصوات مدافع مقاتلي الجيش الشعبي الصحراوي وهو في عقر قصره.
إن قيام دولة صحراوية حديثة ؛ متطورة إداريا وقوية عسكريا ومتجانسة إجتماعيا تنطلق من نقطة إلتحام وتلاق بين جميع مكوناتها لتصبح كتلة قوية تؤثر دوليا قاريا وإقليميا وبذلك تنتقلق من مرحلة الضعف وإنتظار الحلول الخارجية والمساندة الدولية إلى دولة قوية تأخذ ما لها بنفسها؛ ضرورة ملحة لابد منها .
إن هذا الحل برأيي هو الحل الوحيد للوصول إلى الإستقلال التام بدون أن ننسى أنه عسير التطبيق ويتطلب مخاضا طويلا ومرحلة إنتقالية شاقة لكن الأهم من ذلك هو وجود إرادة حقيقية من طرف قيادة مثالية تفكر في الصالح العام وتطمح للخلود بخدمة الجماهير.
بقلم: حمادي جامع

Contact Form

Name

Email *

Message *