-->

اخصائي أمراض الجهاز الهضمي الخليل لسياد يتحدث في حوار لوكالة الانباء المستقلة عن اسباب ظهور مرض السرطان وتاثير المواد المسرطنة على صحة المواطن


بدأ الحديث في الفترة الاخيرة عن انتشار لمرض السرطان في مخيمات اللاجئين الصحراويين، والحديث عن تاثير الماء او وسائل تخزينه في الموضوع بالاضافة الى لبلاستيك وبعض المواد الغذائية، وللوقوف على الاسباب الحقيقية وبالرجوع لاهل الاختصاص تستضيف لاماب المستقلة الدكتور الخليل لسياد احمد من مواليد 1968 بالصحراء الغربية واكب ظروف التهجير القسري الذي تعرض له الشعب الصحراوي إبان الاجتياح المغربي للصحراء الغربية، ودرس في المدارس الوطنية لينتقل للدراسة بالجماهيرية الليبية ثم الجزائر التي تحصل فيها على شهادة الباكالوريا، بعدها ذهب لدراسة الطب في بولونيا "بولندا" وتخرج دكتورا في الطب.
وبعد تجربة ثماني سنوات من العمل في مستشفى ولاية الداخلة بمخيمات اللاجئين الصحراويين وعلاج المرضى ذهب لدراسة اختصاص أمراض الجهاز الهضمي في إيطاليا، وكالة الأنباء المستقلة ولاثراء النقاش حول"الاسبوع التحسيسي حول مخاطر مرض السرطان" والاستفسار حول بعض القضايا التي تؤرق المواطن ويبحث لها عن اجابات قامت بزيارته في المركب الصحي وأجرينا معه الحوار التالي: 
وكالة الأنباء المستقلة: ماهو سبب انتشار مرض السرطان في الفترة الاخيرة:
د. الخليل لسياد: تحسن مستوى المعيشة و توفر إمكانيات الكشف المبكر يؤدي الى تحسن المستوى الصحي وهذا له اثر في زيادة معدل عمر الانسان وهو ما يؤدي الى ظهور امراض للمسنين لم تكن اعمارهم تصلها في السابق.
لا توجد لدي اي معلومات عن اسباب لظهور مرض السرطان وإرتباطها بمواد بعينها لانه لا توجد ادلة على ذلك، ومالم تثبته الادلة بفحص تلك المواد لايمكن الحديث عن ذلك لانه يبقى مجرد دعاوى من غير دليل علمي ثابت .
بالتاكيد ان الماء موجدة توجد فيه كميات كبيرة من اليود و الفلورقبل ان تتم معالجته بالتصفية في السنوات الاخيرة وهي مواد تسبب مشاكل في الغدة الدرقية.،المياه والمواد الغذائية و العادات الاجتماعية لها تاثير في ظهور سرطانات الجهاز الهضمي الذي تسبب مؤخرا في وفاة شخص في الثلاثينيات من عمره.
ماهو النوع الشائع من السرطانات في المخيم و هل هناك إمكانية للعلاج؟
د. الخليل لسياد: انا وبحكم إختصاصي اعتقد ان هناك عدد لابأس به من سرطانات الجهاز الهضمي والتي تشمل سرطان المعدة و المرئ سرطان الكبد والصفراء و سرطان القولون والتي تشكل مصدر قلق بالنسبة لنا في القسم .
واعتقد ان سرطان الثدي من اكثر انواع السرطان الموجودة بالمخيمات، كما ان سرطان الرئة بالنسبة للمدخنين. ومن المؤسف ان اغلب الحالات لا تشخص إلا في وقت متأخر مما يصعب عملية استأصالها.
ماهي اسباب هذه الانواع من السرطانات؟
د. الخليل لسياد: الاسباب هي نفسها المعروفة على المستوى العالمي وبالنسبة مثلا لسرطانات الجهاز الهضمي فإن التدخين وبعض انواع البكتيريا يعتبر احد الاسباب كما ان الاصابة ببعض الفيروسات الكبدية هو الاخر سبب للاصابة بسرطان الكبد. 
كما ان انتشار مرض السلياكية له تاثير في ظهور بعض سرطانات القناة الهضمية بسبب تأثيره على جهاز المناعة.
هل ترى من علاقة بين طرق حفظ لبن الابل ومرض السرطان؟
د. الخليل لسياد: اخر الدرسات التي اعدت عن الالبان في المخيمات لم تثبت ووجود مواد مسرطنة رغم ان الماشية تاكل لبلاستيك والذي يحتوي على مواد مسرطنة.
و قد وجدت فيه كميات كبيرة من مادة اليود لكن لم يتم العثور على مواد تسبب السرطان.
ما تاثير هذه المادة التي تحدثت عنها على صحة الانسان؟
د. الخليل لسياد: مادة الليود تسبب تضخم في الغدة الدرقية وبالتالي قد يسبب هذا في زيادة افرازاتها او نقص افرازاتها.
إذن ما هي النصائح التي تقدمها للطريقة المثلى في الاستفادة من اللبن وطريقة حفظه؟
د. الخليل لسياد: يحاول الانسان ان يستهلكه بسرعة ولا يتركه لفترة طويلة، وإن كان لابد من حفظه يكون في الثلاجة.
والشعب الصحراوي يعرف جيدا اللبن، لانه يعيش به وبالتالي يعرف طرق حفظه.
الا ترى ان عرضه في اشعة الشمس في المحلات التجارية وحفظه في قارورات بلاستيك تسبب مرض السرطان؟
د. الخليل لسياد: لايمكن ان اجزم بان ذلك يسبب السرطان لكن بالتاكيد له تاثيرات صحية خطيرة، لان هذا النوع من حفظ الالبان يمكن ان يتسبب في تسممات غذائية، التي تسبب الاسهال
وتتسبب في ضعف الاطفال الصغار، وبالمناسبة يمكن ان انبه الى عادة غذائية سيئة وغير صحية وتتمثل في كثرة تناول الحليب، والتي يجب ان لا تتجاوز لتر من الحليب في اليوم وهو ما يؤثر سلبا على صحة الانسان. لانه قد يسبب فقر الدم وبالتالي انعكاسات فقر الدم الخطيرة على الصحة العامة للانسان.
ماهي تاثيرات وسائل حفظ الماء "الكوبات" و"لبيشان".
د. الخليل لسياد: البيشان المصنوعة من البلاستيك بمجرد وصول الماء اليها تبدأ الطحالب تنبت فيه ويتغير طعم الماء، لذا انا لانصح به بسبب تغير طعمه وريحه، لان الماء ينبغي ان يحافظ على طبيعته، اما بالنسبة لكوبات الزنك فالمشكل الناجم عنهم هو حالة الصدأ التي يسببها مكوث الماء فيهم لفترة طويلة والترسبات التي تحصل.
اما فيما يخص الطريقة المثلى لتخزين الماء فهي حسب ما اعتقد بناء صهاريج من الاسمنت رغم التكلفة المالية ومحدودية القدرة المادية للمواطنين في المخيمات إلا انها الطريقة الافضل للحفاظ على الصحة.
في نظركم هل توجد سياسة اعلامية كافية لوزارة الصحة تجاه التحسيس بمخاطر الامراض والمواد السامة؟
د. الخليل لسياد: لا استطيع ان انكر وجود مجهود تبذله الوزارة ولكن لايزال يحتاج للمزيد من العمل، بسبب بعض المشاكل التي قد تكون موضوعية.
لذا لابد من مجهود اكبر واستغلال كافة الامكانيات المتاحة من اجل توعية المواطنين بمخاطر الامراض.
وفي المدة الاخيرة بدأت الوزارة تولي أهمية وجهد اكبرللموضوع وقد عقدت اجتماع مع وزارة الاعلام من اجل التنسيق في الموضوع وتوقيع وثيقة عمل في جانب التوعية والتحسيس.
بدأنا نسمع في الفترة الاخيرة عن انتشار سرطان الثدي ماهي الاسباب في اعتقادكم؟
د. الخليل لسياد: سرطان الثدي من السرطانات الموجودة هنا بالمخيمات، وهو من الانواع التي يمكن ان تواجه ببرنامج وقائي من خلال الفحص المبكر، والفحص لايكلف شيء فبامكان كل امرأة ان تقوم به لوحدها، يوميا من خلال فحص ثدييها والبحث عن وجود بقع او اورام، كذلك من خلال زيارة المركز الصحي بالدائرة او بالمستشفى وتجري فحص اعمق واشمل حتى تتأكد من سلامتها او إصابتها. 
وخلال شهر اكتوبر سوف تقوم بعثة طبية قادمة من مدينة خاين الاسبانية ببرنامج للكشف المبكر عن سرطان الثدي وباجهزة متطورة ستكون في المركز الصحي بالشهيد الحافظ.
واتمنى ان ينجح هذا البرنامج الوطني في الكشف المبكر عن سرطان الثدي، فيما تفتح الخطوة المجال امام التفكير في برامج اخرى لانواع اخرى من السرطانات.
البعض يعزو ظهور بعض الامراض المستعصية الى وجود مواد سامة في المواد الغذائية المدعومة ما تعليقك؟
د. الخليل لسياد: الذي اعرفه هو ان كل المواد التي تدخل الى مخيمات اللاجئين الصحراويين عن طريق الدعم الانساني تخضع للفصح والتحليل ولا تمر حتى تخضع للاجراءات الصحية، امام ما نسمعه من اشاعات حول تسمم بعض المواد الغذائية او فوائد لبعضها الاخر مثل ما نسمعه الان عن السكر الاحمر القادم من كوبا بانه يعالج مرض السكر هو محض افتراء.
إذن جميع المواد الغذائية التي تصلنا تخضع للتحاليل، وما نطمح اليه هو ان يكون لنا مختبر وطني خاص بنا نفحص نحن كل المواد التي تصلنا فهذا شي جيد ومفيد، لكن محدودية الامكانيات تعيق ذلك بالاضافة الى ووجوب إتخاد قرار سياسي لضمان ذلك. 
اما ظهور بعض الامراض فيعود الى ثقافة اصبحت سائدة في المجتمع وللاسف الشديد وهي الراحة الزائدة وترك النشاط الحركي بما في ذلك العمل وممارسة الرياضة، وفي النهاية تجده يشكو انا مصاب بالسكري اوإرتفاع ضغط الدم اوالتهاب وألم المفاصل ووو وهو لم يقم بدور يجنبه هذه الامراض في عدم الاسراف في الاكل والشرب والجلوس لساعات طويلة امام التلفاز او اعداد الشاي او الحديث.
وكالة الأنباء المستقلة: شكرا لكم الدكتور الخليل لسياد على رحابة الصدر والمعلومات المفيدة ولكم التوفيق

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *