-->

ما وراء تسريبات كولمان، العائد من حدائق المغرب السرية

جرت مياه كثيرة في بحر هذا الشهر، قبل أن يبتلع المغرب الرسمي ريقه ويتخلى عن
صمته،لصالح الإعتراف رسما بصحة التسريبات،التي حملت إمضاء رجل يسمي نفسه،كريس كولمان،بل الذهاب في وصفها بالحقيقة التي لايطالها الشك.
ومع أن العديد من حالات تلك التسريبات ليست مجهولة،لكونها أسرار مصنفة ظلت حبيسة داخل دوائر مغلقة، مما حال دون ظهورها للعلن.إلا أنها مثلت عملية إختراق عظيمة مست العديد من الحسابات البريدية التي تخص كبار المسؤولين المغاربة،العاملين في وزارة الخارجية،والمديرية العامة للدراسات والمستندات"لادجيد".
وسواء،أن كان كولمان شخصا قائما بذاته، أو جهة ما تناصر القضية الصحراوية،تختفي وراء إسمه،فإن يده أمكنها أن تمتد بخفة مذهلة،لتطال السلة التي كان المغرب يكفي بها كل بيضه.بعد أن قضي الرجل سنين طويلة وهو يسترق السمع،ويختلس النظر على عمل مؤسسات ثقيلة في ميزان الحكم بالمغرب، سياسيا،وعسكريا،وأمنيا،بل أنه ترك هذه الأجهزة عاطلة ، بلا عمل.
ولكى لا تضيع جهود أريد بها خدمة قضية عادلة،مثل القضية الصحراوية،لابد من الإشارة إلي الدور الذي تلعبه الأسرار في إدارة الصراعات،والفوز برهاناتها الصعبة،بحيث أنه من يتوفر على المعلومات،يمكنه بناء الملفات،ومن يمتلك الملفات،ويحسن تدبيرها يصل حتما إلى أفضل النتائج،ولعلى هذا مايحمل دول بحجم الولايات المتحدة الإمريكية إلى دفع مبالغ مالية قصد التزود بمعلومات قد تكون غاية في الصغر،وقد يتبين في آخر المطاف أنها غير صحيحة إلم تكون مشوهة أو غير مكتملة.
باتت إذا،أسرار النوايا المغربية تجاه الصحراوين،وقفا قائما بين أيديهم،وقد لايقدر بثمن،فهل سيظهر من بيننا من يمكنه أن يجيد إستخدام هذه الأوراق مجتمعة،لصالح القضية الوطنية،أم علينا تحويلها الي أوراق نقدية،كى يزداد الإهتمام بها؟
في وقت ينتظر فيه أذرع النظام المغربي الموغلة في وحل الفشل،وقت طويل، كي يعلو لها صوت،وحتي يمكنها إعادة جبر الضرر الكبير الذي لحق بجوهر عملها في أشياء كثير منها:
- خسارة المغرب لشبكة علاقاته العامة،ولوبياته،التي أشرف على بنائها على مدى عقود من الزمن،وكلفته مالم يعوض،من أموال ووقت،ربما تضاهي ماخسره هذا البلد على مدى سبعة عشرة سنة من حرب ظالمة على الصحراويين )1975-1991(.
- عرت التسريبات،ما كان مستتر من أسسرار الجيش المغربي،الذي كان المغرب يظنه
حصنه المنيع،فوفرت التسريبات،معطيات آنية حول أشياء منها:التسلح،الجاهزية،المعنويات،الدعم...الخ.
- كشفت التسريبات أيضا،أمر العديد من موظفى الأمم المتحدة،والذين قبلوا التعاطي السري مع المغرب،بصورة تخالف أعراف القانون الدولي في ملف الصحراء الغربية،وربما يكلفهم هذا الأمر مستقبلا مناصبهم،إلم يقدمو إستقالاتهم.
- ستؤدي نتائج هذه التسريبات ،بالعديد من الدول التي كان لها ماضي في التعاون الأمني مع المغرب إلى مراجعة لتعاملاتها المستقبلية مع هذا البلد،الذي لم يعد به شئيا آمنا.
بالنسية للصحراويين،مكنت التسريبات من إكتشاف أمر العديد من العملاء،والخونة،الذين نجحوا لوقت طويل في التستر وراء وطنية زائفة.ممن ينطبق عليهم قول الرصافي:"لايخدعنك هتاف القوم بالوطن،فالقوم في السر غير القوم في العلن".
وإلى ذالك،مما هو آت من نتائج،ستتمخض عنها هذه التسريبات مستقبلا،تبقى ثمة فرص ثمينة مفتوحة أمام الطرف الصحراوى،كى يلملم مزيد من الأدلة التي تثبت تورط المغرب كطرف ظالم،آن له أن يتخلى عن رأس الجبل.
بقلم: أزعور ابراهيم 

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *