"لن نصير امة حتى نتوقف عن الاستماع الى ما تقوله لنا القبيلة "
الاجتماعية سيجد ان هناك شعب تحدى الصعاب واجتاز مرحلة صعبة ومهمة في ظرف وجيز اين انتقل من العدمية السياسية الى مجتمع منظم في اطار تنظيم سياسي الطلائعي يصبو الى تحقيق مشروع وطني ودولة مستقلة ذات مكانة محترمة بين الامم فضحى الصحراوين بالغالي والنفيس في سبيل ذلك
وبعد توافر مقومات الدولة الى حد وفي ظروف استثنائية فان مشروع الدولة سيبقى مشوها ما لم يتوفر عنصر اخر مهم وهو مفهوم المواطنة اين تذوب الفروق والاختلافات وتتساوى الناس في الحقوق والواجبات ويصبح الولاء للوطن بدل القبيلة . وقد قطع التنظيم السياسي اشواطا طويلة في هذا المضمار الى ان احداث لاحقة خاصة مع نهاية الثمانينات اذكت النعرة القبلية و اصبح الناس فجأة لا تكتمل معرفتهم لشخص ما إلا بعد تحديد قبيلته بعدما كان رفقاء الامس يكفيهم ان تكون صحراويا ويفتخرون بذلك دون التفاخر بالانتماء القبلي ومكانة الشخص الاجتماعية تتحدد بما يقدمه الفرد من تضحيات لخدمة الثورة والمشروع السياسي .
وبعد اكثر من عشرين سنة على وقف اطلاق النار تزايد الاحساس بالانتماء والولاء للقبيلة بدل القبيلة الام ( البوليساريو )
والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح كيف لأفراد تربوا داخل العائلة التقليدية وتشبعوا بثقافة "لفريك " ان يتخلوا عن هذا الاحساس وهذه النزعة بين عشية وضحاها ؟ ذلك ان القبيلة بمفهومها التقليدي ومجالها الضيق اصبح قاصرا عن تحقيق مصالح افرادها وكذا تعزيز الاحساس بالذات وهو ما وجده الصحراويون في جبهتهم الشعبية التي وحدتهم تحت هدف تحقيق الحلم بإنشاء دولة صحراوية مستقلة لكافة الصحراوين دون تمييز او فوارق اجتماعية
الظاهرة الان اصبحت تحت المجهر و دراستها بموضوعية اصبحت تشكل اكثر من ضرورة خاصة بعد انتقال هذا الاحساس وانتشار الظاهرة بين الشباب الذين تربوا داخل الدولة والتنظيم وتشبعوا بمختلف القيم الوطنية . فأي عامل ادى الى هذا الحال ؟
والشباب اليوم يشكل حوالي ثلثي المجتمع الصحراوي داخل المخيمات. والرهان الحقيقي يقع عليه لقطع الصلة مع سرطان المجتمع الذي قد يعيد الصحراويين الى زمن ابا جهل فتتقاتل ذبيان مع عبس و بكر وتغلب ليصبح الواقع اشبه بكابوس ابشع من ان يصدق .
لكن الشعب الصحراوي وبفضل ميزاته الايجابية الكبيرة كميوله الى السلم وتحكيم العقل والترفع عن " العار " والتسامح وغيرها تجعل هذا السيناريو غير وارد . لكن الكثير من الساسة استعمل سلاح القبيلة لتحقيق مأرب شخصية وعلى حساب المصير المشترك والوحدة الوطنية التي يتشدقون بها في كل مناسبة لتجد انهم الد اعدائها.
نعم نحن ابناء مجتمع بدوي قبلي لكن هل هذا ليس مبرر ان نحكم على انفسنا بذلك الى الابد فما نجح فيه الصحراوين في بداية المشروع الوطني فشلت فيه دول وامم لمئات السنين ولا زالت تتخبط في مشاكل وا زمات سببها الرئيس يعود الى التعدد العرقي والاثني والديني وغيرها .
ولان من سهرا على لمي شملنا راء في اتحادنا قوة بها نستطيع النهوض بمجتمعنا الى ارقى مقمات التطور والازدهار هنا يتحمل الشباب المسولية كاملة لانه وقود الثور و سليل الشهداء ولكن حينما نتوقف لبرهة ونتامل بعمق نجد ان القبلية بدات تعود بشكلا يدمع العين ويحزن القلب اين ؟ في المواقع الاجتماعية كيف بوضع صفحة اهل فلان انا من قبيلة اهل فلان وافتخر ومن هم هم الشباب المفروض ان تكونا هذه المواقع هي التي من خلالها ندعو للاتحاد والتكاتف اصبحت لتفاخر والابتعاد عن ما كانا يحلم به ابانا وليكن في علم الجميع ان ثاني عدو بعدا الاحتلال هي القبلية وانه بها لا نستطيع ان نواكب الشعوب الراقية والمتحدرة واين بقيت راصخة في عقول ابناينا فلا مستقبل لنا ولحياة لنا وقبل ان نعضى اصابعنا علينا ان نطوي صفحة القبلية عفوا علينا ان نحرقها وننظر الى الامام الى الاتحاد الذي سيخيم بنا في بحر الامان اينا المحبة والمودة.
بقلم : سيد احمد بوزيد