جريمة دولة بحق هيدالة الصحراوي
يوجد منزل عائلة القتيل تحت حراسة الشرطة المغربية، التي تمنع الصحفيين من الوصول إليه، كحالة من حاولوا يوم الثاني عشر شباط وتمت مهاجمتهم بالحجارة والهراوات قبل أن ينجحوا في الفرار.
بحسب العديد من الشهود ، فإنه وفي مساء الثلاثين من كانون الثاني يناير تعرضت الآنسة رجاء هدي خالة محمد الأمين إلى تحرش جنسي بالشارع من طرف المسمى عبدالوهاب القعقاوي الذي كان مرفوقا بشاب مغربي آخر يدعى بلعيد اومكا بنعمر ، وكان محمد الأمين بالقرب من منزل عائلته فتدخل من اجل وقف الاعتداء وفرض احترام خالته
لكن الاثنين قاما بمهاجمته قبل أن ينضم إليهما ثلاثة آخرين بينهم بوشعيب دينار ، خمسة ضد شخص واحد، كان احدهم مسلحا بالة حادة
تدخلت الشرطة بينما كان محمد الأمين ساقطا على الأرض وتم تصفيد يديه وهو مدرج بالدماء وافقت الشرطة التداول مع والد المعتدين المغربيين الذي فاوضها كي لا يتم اعتقالهم
لم يتم نقل محمد الأمين على متن سيارة إسعاف بصحبة الشرطة إلى مستشفى الحسن بن المهدي الا ساعة بعد وقوع الشجار ، هناك تمت خياطة الجروح بالرقبة ، الرأس والساعد ، الشهادة المقدمة من الطبيب الهاشمي نوفل مؤرخة في الحادي والثلاثين من كانون الثاني يناير
لم يتم نقل المعتدين المغربيين إلى مديرية الشرطة ، وأفاد شهود عيان بأنهم لم يصابوا بأية جروح لكن مصادر أخرى أكدت أن الطبيب منحهم شهادة نثبت عجزهم عن العمل لواحد وعشرين يوما ، لم يتمكن صحفيو ايكيب ميديا من الحصول على تلكم الوثائق ، المستوطنون انتقلوا بحرية إلى مديرية الشرطة من اجل التحقيق لساعات قبل ان يعودوا لديارهم
على الرغم من شكواه بالآلام والوهن ، فقد تم نقل محمد الأمين على عجل من المستشفى إلى مديرية الشرطة ، هناك وبحسب ما نقله والديه تعرض إلى الاستنطاق و الضرب وتم تركه دون علاج
ظل رهن الاحتجاز إلى الفاتح من شباط فبراير حتى تم نقله إلى المستشفى من طرف الشرطة ، وتشير شهادة طبية إلى إصابته بهستيريا ولربما أزمة ضيق
وفي الثاني من شباط فبراير استقبل هيدالة من جديد مرفوقا بالشرطة من طرف طبيب المستعجلات دون أن يتلقى عناية مثلما هو مشار إليه في الشهادة الطبية ، وكل ما تم هو وصفات طبية تتضمن مضادات حيوية .
وفي نفس اليوم وجهت المحكمة استدعاء لمحمد الأمين هيدالة رفقة بلعيد اومكا بنعمر و عبد الوهاب قعقاوي من اجل الحضور لجلسة تعقدها في الخامس من شباط فبراير ويشير محضر التهم الى السكر العلني ، ممارسة العنف اقتحام مسكن الغير تحطيم وتكسير أثاث باستخدام السلاح
وبانتهاء مدة الحراسة النظرية التي امتدت لاثنين وسبعين ساعة ، وفي الثالث من شباط فبراير نقلت الشرطة هيدالة إلى المستشفى كان يعاني من صعوبات في التنفس و فقد الوعي لمرات عديدة
في الرابع من شباط فبراير أمضت الدكتورة كريمة درغال بقسم الأنف والحنجرة وطبيبة جراحة كانت قد أوصت بمضادات حيوية وضد الألم في الصباح أمضت وثيقة نقل المريض إلى مراكش قرار الترحيل كان بحضور طبيب التخدير مع توصية بنقله عاجلا لأجراء عملية جراحية في الصدر نتيجة ضائقة نفسية جد حادة
تقع مراكش على بعد 870 كيلومترا ، ومن اجل البحث عن جودة العلاج بالمستشفيات العمومية بالمغرب و التمييز الممارس بحق الصحراويين ، قررت العائلة نقل محمد الأمين إلى اغادير . وصل مستشفى الحسن الثاني مرفوقا بوالده وخاله في الرابع من شباط فبرابر ، هناك تلقى المساعدة التنفسية ، ونظرا لغياب الاهتمام وسلبية الرعاية الطبية فان والد وخال هيدالة حاولا يوم السادس من الشهر نقله فاقدا للوعي إلى عيادة خاصة ، وهو ما لم يتم بسبب رفض عيادتي الضمان الاجتماعي و تيليلة ليعاد الى المستشفى العمومي .
أخبرت العائلة بوفاة ابنها محمد الأمين صباح الثامن من شباط فبراير ، ولم يتم إجراء العملية الجراحية التي أوصت بها الدكتورة في مستشفى العيون
يطالب والدا القتيل معرفة أسباب وفاته ، وبإجراء خبرة طبية ، لكن لم يتم تسليمهما أي وثيقة بخصوص طلبهما ، لكن يبدو أن السلطات المغربية انتدبت صحراويين من اجل التدخل للتقليل من المعلومات المسلمة إلى العائلة
وفي مساء الثامن من نفس الشهر ، اوقفت الشرطة المغربية المغربيين بلعيد اومكا بنعمر و عبد الوهاب قعقاوي و اودعتهما السجن للاسباب المشار اليها في استدعاء الخامس شباط فبراير ولم تتم فيها الاشارة الى عملية القتل
نتيجة للصدمة وكأسلوب للاحتجاج نظمت العائلة مظاهرة في اليوم الموالي ، التاسع من شباط فبراير . تدخلت الشرطة بعنف ما أدى إلى إصابة أربعة فتيات من العائلة وشاب إضافة إلى علي السعدوني عضو مجموعة المطالبين بإسقاط الجنسية المغربية
في العاشر من الشهر وفي حدود الساعة السابعة مساءا ، اختطفت الشرطة المغربية علي السعدوني من القرب من محطة نقل المسافرين سوبراتور بساحة أم السعد . بحسب الأسلوب المعتاد لشرطة الاحتلال ، اقتيد السعدوني خارج المدار الحضري للمدينة اعتدي عليه بالضرب وتعرض للترهيب والسب وأصيب على مستوى الراس والوجه . تم منعه من المشاركة في المظاهرات التضامنية مع عائلة محمد الأمين ، والذهاب إلى شارع مولاي إسماعيل و إخبار ايكيب ميديا بما تعرض له من تعذيب ، وفي الساعة الثامنة والنصف انطلق أصدقاء السعدوني للبحث عنه فوجدوه مرميا في الصحراء ونقلوه إلى المستشفى
على الرغم من الترهيب و العنف البوليسي ، تقدمت والدة القتيل السيدة تكبر هدي يوم الثاني عشر شباط فبراير بشكاية إلى وكيل الملك ضد ثلاثة مغربيين لمهاجمتهم ابنها ، ضد الشرطة المغربية لعدم تقديمها المساعدة لشخص في وضع الخطر ، ضد طبيب المستعجلات الهاشمي نوفل بمستشفى الحسن بن المهدي لتعمده ارتكاب خطأ طبي والتواطؤ مع الشرطة . طالبت بتسلم نتائج التشريح الطبي و كل الشهادات الصور و التقارير الطبية المتعلقة بابنها بالإضافة إلى وثائق التحقيق الذي أنجزته الشرطة المغربية .
في العيون المحتلة ، انتشرت عناصر الشرطة في كل الأحياء الصحراوية ، لكن على الرغم من ذلك فان مظاهرات التنديد بالجريمة و المساندة للعائلة استمرت يومي الحادي عشر والثاني عشر من شباط فبراير في شارع مزوار وحي معطى الله المشاركين في تلك المظاهرات اغلبهم من النساء
ويظل جثمان محمد الأمين بمستشفى أغادير ، لان العائلة ترفض دفنه طالما لا يوجد تعهد بإجراء تحقيق محايد وطالما أنها لم تتسلم كل الوثائق الإدارية والطبية
فيما سبق ، ومن اجل التذكير بتورط السلطات المغربية في موت شبان صحراويين خارج السجن ،في 24 كانون الأول ديسمبر 2010 تم اغتيال سعيد دمبر من طرف الشرطة المغربية في ظروف لاتزال غامضة إلى حدود الآن ، وبنفس الأسلوب رفضت عائلته دفن جثمانه طالما ان الشرطة والعدالة لم يقوما بواجبهما و معاقبة كل المسؤولين ، جثمان سعيد ووري الثرى في الرابع من حزيران يونيو2012 من طرف السلطات المغربية في غياب والديه اللذان طالبا دائما بنتائج التحقيق و التشريح الطبي . فقط شرطي واحد تم إدانته بخمسة عشر سنة سجنا لقتله سعيد
عن الفريق الإعلامي الصحراوي "ايكيب ميديا"
الصحراء الغربية المحتلة في 14 شباط فبراير 2015
المصادر : وثائق طبية ، استدعاء و شكاية تظلم، العائلة ، شهود عيان ، مشاركين في مظاهرات ، صحفيين