-->

جراح القذافي: لن انسى لحظات الرعب في عيادة تحت الارض

مدريد (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)ـ ترجمة: البشير محمد لحسن
نشرت جريدة الباييس الاسبانية في عددها الصادر الخميس شهادة للجراح التجميلي البرازيلي "لياسير ريبيرو"، يقول فيها انه اجرى عملية تجميل للزعيم الراحل معمر القذافي، في عيادة تحت الارض في العاصمة الليبية طرابلس سنة 1994.
لكن الغريب في شهادة الطبيب البرازيلي البالغ من العمر 73 عاما، هو انه جاء الى طرابلس للمشاركة في اشغال المؤتمر العربي الاول للجراحة التجميلية، لكن وزير الصحة الليبي آنذاك و هو جراح تجميل ايضاً طلب منه اجراء عملية تجميل لصديقٍ له، فوافق الطبيب البرازيلي، ليصطحبه الوزير في سيارته عبر ازقة ضيقة متجاوزاً العديد من نقاط المراقبة المشددة، ليجد نفسه في قصر امام العقيد معمر القذافي الذي طلب منه اجراء عملية جراحية مستعجلة.
و يتذكر الطبيب البرازيلي تلك التجربة قائلا: "تملكني الخوف في اليوم الاول، لانه ـ أي القذافي ـ كان المتحكم الوحيد في البلاد و يمكن ان يفعلوا بي ما يشاؤون"، واصفا الزعيم اليبي الراحل بالانسان المتخلق، الذكي و المرح، حيث كان يعلم كل شيء عن الجراحة التجميلية، مضيفاً: "اذهلني لكن لا احد يمكنه قيادة ثورة في 27 من عمره".
اراد العقيد ان تجرى العملية في الحال، لكن الدكتور "ريبيرا" شرح له بكل لباقة "ان الامور لا يمكن ان تتم بهذا الشكل". ليعود الطبيب البرازيلي الى بلده لتحضير فريقه و احضار ادواته لإجراء العملية بعد بضعة اسابيع. متسائلاً في نفسه "هناك شيء مقلق، ماذا لو لم حدث خطأ ما، هل سأخرج حياً من هنا؟، مستحضرا قصص العديد من جراحي التجميل لبعض الملوك الذي تخلصوا منهم بعد اجراء العمليات، كي لا ينتشر الخبر".
يتذكر الدكتور "ريبيرا" ان العيادة التي اجريت فيها العملية كانت في مخبأ تحت الارض، و ان غرفة العمليات كانت تتوفر على اجهزة المانية جد حديثة لا تتوفر في الكثير من العيادات عبر العالم. كما انه لا يوجد أي ليبي ضمن الطاقم الطبي العامل بالعيادة، "كلهم اجانب من اطباء التخدير الى الممرضات الى المساعدين".
و يسرد الجراح البرازيلي بعض تفاصيل العملية قائلا: "انها اجريت تحت تأثير مخدر محلي لان القذافي كان يخشى ان يتم تخديره ولا يستيقظ ليتم عزله او الانقلاب عليه". و لأسباب اخلاقية لم يكشف الدكتور "ريبيرا" عن نوع الجراحة التي اجراها للعقيد القذافي، لكنه يؤكد انها كانت من اجل "التشبيب". و بعد اول يوم من العملية سلم احد المقربين من القذافي للدكتور "ريبرا" ظرفاً به آلاف الفرنكات السويسرية. و يعبر له عن ارتياح العقيد للعملية. ليكشف انه تم استدعاؤه قبل بضع سنوات من مقتل القذافي لإجراء عملية اخرى لكنه رفض.
و يضيف الجراح التجميلي البرازيلي "لياسير ريبيرو" ان من بين زبائنه ايضاً رئيس الوزراء الايطالي السايق "سيلفيو برلسكوني"، قبل ان يصبح رئيساً للوزراء، حيث اجريت له عمليتا تجميل بعد ذلك، لكنه لن يكشف عن التفاصيل لانه لازال حياً. و يختم شهادته مبتسما "اتأسف لانه ـ برلسكوني ـ لم يستدعني قط لأي من حفلاته".
الصورة هي للطبيب رفقة القذافي

Contact Form

Name

Email *

Message *