-->

وكالة الأنباء المستقلة في حوار مع الدكتور ابا محمد لمين ددي مدير الصحة المدرسية بوزارة الصحة

وكالة الأنباء المستقلة : تلعب الصحة المدرسية دورا مهما في الحفاظ
على الرعاية الصحية عند الاطفال ومتابعتهم في اطوار الدراسة حبذا لو تفضلتم لنا بماهية الصحة المدرسية ، اهميتها و اهدافها ؟
الدكتور : أبا محمد لمين : في البداية انا بدوري اشكر جزيل الشكر هذا الفضاء الإعلامي الحر على خلق هكذا فرص ومنابر نخاطب من خلالها المواطن الكريم من اجل إيصال الرسالة العلمية الطبية المتمثلة في نصائح ، إرشادات وتعليمات طبية نراها جد ضرورية في حياته اليومية بكل أمانة ومصداقية .
أما بخصوص السؤال الذي تفضلتم به والمتعلق بالصحة المدرسية فقبل ان اتطرق للتعريف بهذه الاخيرة اقول بان الصحة بشكل عام هي حالة من التكامل الجسدي والنفسي والعقلي والاجتماعي وليست فقط مجرد الخلو من الامراض كما هو سائد بين العامة ، اما الصحة المدرسية فهي مجموعة من المفاهيم والمبادي والانظمة والخدمات التي تقدم لتعزيز صحة الطفل اساسا في السن المدرسية ومن خلالها أي المدرسة تعزيز صحة المجتمع ومن هنا نقول بان الصحة المدرسية ليست تخصصاَ مستقلا وانما هي بلورة لمجموعة من العلوم والمعارف الصحية العامة كالطب الوقائي وعلم الوبائيات والتوعية الصحية والاحصاء الحيوي وصحة البيئة والتغذية وصحة الفم والاسنان والتمريض .
اما بخصوص اهميتها :
يمثل الاطفال في هذه المرحلة العمرية (سن الدراسة) نسبة هامة من المجتمع عادة ما تصل لربع عدد السكان اذ توفر المدرسة فرصة كبرى وارضية خصبة للعناية بهذه الشريحة الهامة من المجتمع و يمر كل افراد المجتمع بكل فئاته بالمدرسة حيث تتوفر الفرص المواتية للتأثير فيهم وإكسابهم المعلومات وتزيدهم بالسلوكيات الصحية الجيدة .
هذه المرحلة من العمر بالنسبة للطفل هي مرحلة نمو وتطور ونضج وتحدث خلالها الكثير من التغيرات الجسمية والعقلية والاجتماعية والعاطفية ولا بد ان تتوفر للطفل في هذه السن جميع المؤثرات الكافية لحدوث هذه التغيرات في حدودها الطبيعية. 
في السن المدرسية يكتسب الاطفال السلوكيات المتعلقة بالحياة عموماَ وبالصحة بصفة خاصة ويحتاجون لجو تربوي صحي يساعد في اكتساب هذه العادات كما ان المدرسة تمثل جو مناسب لتعديل السلوكيات الخاطئة .
أهدافها:
تهدف انشطة وبرامج الصحة المدرسية الى التحسيس والتوعية و الرعاية الطبية من خلال:
نشر ثقافة صحية جيدة عند الاطفال .
فحص جميع الاطفال من اجل التشخيص المبكر. 
علاج الحالات المرضية الموقوف عليها في المدرسة سوى على مستوى المستشفى الجهوي او الوطني اما الحالات المستعصية فإنها تحال الى البعثات الطبية الاجنبية او الى قسم الاجلاء بالوزارة . 
إعداد ملف طبي لكل طفل من اجل تسهيل المتابعة الطبية واستكمال العلاج خلال برامج عطل السلام.
التحضير المسبق للحالات المرضية للبعثات الطبية التي تستقبلها وزارة الصحة العمومية سنوياَ. 
تزويد ممرضات المدارس بمهارات التوعية الصحية.
وكالة الانباء المستقلة: ما هي المجالات التخصصية التي تأخذ اهتمامكم؟
الدكتور : أبا محمد لمين اولا البعثة تشمل تخصصات عدة و هي:
طبيب امراض عامة
طبيب امراض الفم اللثة و الاسنان
طبيب الكلى و المسالك البولية
تقني العيون
بالإضافة الى الممرضة المدرسية, ولكن نحن نراعي تقريبا جميع الجوانب و المجالات و اخذها بعين الاعتبار .
كالتربية الصحية: وهنا نعنى مجموعة من الأنشطة تقدم بطريقة مدروسة في اطار واضح بهدف تغيير ثلاثة جوانب في الفئة المستهدفة وهي (المعرفة ، الاتجاه ، السلوك) 
البيئة المدرسية : كونها لا تنفصل عن بيئة المجتمع الموجودة فيه فبالتأكيد البيئة المدرسية دورها يؤثر سلباَ او ايجاباَ في صحة الطفل.
الخدمات الصحية : ونقصد بها الخدمات المتعلقة بالصحة والمرض وتنقسم الى : 
الخدمات الوقائية: وتشمل الوقاية من الأمراض والمشاكل الصحية الشائعة في المجتمع المدرسي (التطعيمات والعزل الصحي.... الخ ) كما انها تقدم الإسعافات الأولية عند الضرورة وخدمات الاكتشاف المبكر للمشاكل الصحية والتدخل المبكر للعلاج كأسلوب أنجع ووقائي وذلك من خلال إحالتها الى الخدمات العلاجية المتخصصة ومتابعة التعامل مع الحالات الصحية المزمنة.
الخدمات العلاجية : وتشمل الكشف الطبي للمصابين بأمراض حادة او مزمنة وعلاجها و كذا الاهتمام بصحة العاملين وهنا تكتمل الشمولية المطلوبة في تعزيز الصحة في المدارس عندما تشمل جميع البرامج الصحية الموجهة للمدارس الأطفال و المعلمين وكافة العمال بالمدرسة.
الصحة النفسية: نحن نركز على هذا الجانب لما له من اهمية قصوى في امتلاك الطفل القدرات والمهارات التي تمكنه من التعامل مع التحديات اليومية بالشكل المناسب .
وكالة الانباء المستقلة: كيف هو تجاوب الاسر مع ما تقدمونه وما هو دور المسيرين التربويين في العملية .
الدكتور : أبا محمد لمين في اعتقادي هذا سؤال جوهري كون ان العملية لن تكون لها جدوى ولا مردودية دون تعاون اولياء امور الاطفال و المسيرين التربويين. في البداية كنا قد لاحظنا وخاصة في ولاية الداخلة ان بعض الاطفال الذين كنا قد استدعيناهم للعلاج بالمستشفى بعد عملية التشخيص الاولية في العيادة المتنقلة لم يأتوا لاستكمال العملية وبالتالي تمت عملية الفحص والتشخيص وغاب العلاج هذا في بداية الامر ولكن والحمد لله تم تدارك الامر بعد القيام بالعديد من المجهودات كالإشعار من خلال مكبرات الصوت بالدوائر المعنية وكذا القيام ببعض البرامج التوجيهية على مستوى الاعلام الجواري والاذاعة الوطنية .
اما بخصوص مدارس الأراضي المحررة كمدرسة الشهيد المحفوظ اعلى بيبا ومدرسة ابير تغيسيت فكانت عملية سلسة وبدون مشاكل.
وكالة الانباء المستقلة: ماهي ابرز الصعوبات التي تعترض سبيلكم ؟
الدكتور : أبا محمد لمين :بدون شك العملية ليست بالسهلة وتتطلب الكثير من المجهودات والامكانيات البشرية المؤهلة وكذا المادية .
وتبقى ابرز العوائق و الصعوبات هي اقحام الاباء في العملية و كذا التعاطي مع التعليمات و الارشادات الطبية المقدمة من طرف اطباء البعثة, هذا من جهة و من جهة اخرى ضعف الثقافة الصحية عند الاطفال ، ارتفاع نسب التسوس والتهاب اللثة عند الكثير من الاطفال خاصة الدرجة الثالثة والرابعة من المرض ما يفرض علينا القيام
بخطوات علاجية معقدة نسبياَ وتتطلب العديد من المواعيد الطبية وضياع الادراس الدائمة عند الكثير منهم وهذا له عواقب اخرى على الجسم كالجهاز الهضمي مثلاَ وعدم وجود الكهرباء في المدارس يعرقل نوعا ما سيرورة العملية. 
امكانية عدم استعمال مستحضرات نظافة الفم والاسنان كالمضامض الفموية وجيلات الاسنان التي نقوم بتوزيعها عليهم كأسلوب وقائي. 
صعوبة وعدم تجاوب بعض الحالات اثناء علاجها خاصة التى تتطلب حقن التخدير المحلية.
وكالة الانباء المستقلة: ماهي الافاق المستقبلية للنهوض بالصحة المدرسية حتى تستجيب للاحتياجات المطروحة ؟
الدكتور : أبا محمد لمين اولا التركيز على الخدمات الوقائية وعلى رأسها التوعية الصحية
انطلاق البرامج والانشطة الصحية من المدرسة
تفعيل ادارة البعثة مع التركيز على قسم الدراسات الطبية 
اشراك الاسرة التربوية في صحة الطفل مع التركز على دور المعلم 
اشراك اسرة الطفل في التوعية وتعديل السلوك الغير جيد 
الاستفادة من الخبرات المتاحة داخل وخارج نظام التعليم. 
تكوين و تطوير القوة العاملة وتزويدها بالكوادر ذات الطابع الوقائي.
اعداد دراسة شاملة للوضعية الصحية في المدارس.
وكالة الانباء المستقلة: هل تتوفر المدارس على عيادات طبية وممرضين؟ و ما هو دور الشركاء الاجانب في العملية وهل يساهمون في توفير المستلزمات الضرورية ؟
الدكتور : أبا محمد لمين : نعم تتوفر كل مدرسة على صالة علاجية يتلقى فيها الاطفال الفحوصات الطبية والاسعافات الاولية وكذا ممرضتان تعملان بالتناوب اما بخصوص دور الشركاء الاجانب فالصليب الاحمر الاسباني يساهم في توفير وسائل النظافة وفي تحسين البنية التحتية للصحة المدرسية والقيام بدورات تكوينية لممرضات المدارس وكذا إعداد برامج صحية تحسيسية لفائدة الاطفال و المسيرين واولياء امور التلاميذ وهذا
بطبيعة الحال بتنسيق واشراف وزارة الصحة العمومية الممثلة في مدير القسم المركزي للصحة المدرسية. اما منظمة تشيسب الايطالية تساهم مع القسم المركزي للصحة المدرسية في حملات القضاء على الديدان عند الاطفال من خلال التطعيم ضد هذا النوع من الامراض وكذا توعية الامهات بخطورتها وتساهم كذلك في توزيع بعض المواد التغذوية في المدارس .
وكالة الانباء المستقلة: شكرا لكم الدكتور ابا محمد لمين على هذا الحوار المفيد ونتمنى لكم التوفيق في مهامكم النبيلة.

Contact Form

Name

Email *

Message *