التغيير و الإصلاح مهمة الجميع.
إن الحديث عن الإصلاح داخل الدولة الصحراوية هو الحديث عن أم القضايا التي لن
تستقيم إلا بتقويم النظام و رده إلى جادة الصواب، و هذا الإصلاح لم يعد بالأمر السهل، وعليه فالوزر ثقيل و ثقيل جدا وهو على عاتق كل الصحراويين. و اقول جازما ان لا شئ يخرج من الأرض و لا شئ ينزل من السماء، فإذا لم يحرر الشعب نفسه من قبضة الفساد فلم و لن يحرر الوطن و لو اجتمعت له جيوش الدنيا، و تتضاعف فينا ترسبات العقود الأربعة الماضية. إسئل نفسك ايها المواطن: لماذا يستبعد دائما المستقيمون في سيرتهم الوطنية؟؟ - ولا أدلّ على ذلك مما يحدث لمنظري الإنتفاضة و رؤوسها و ابطالها- لماذا هذا ٱلطعن في المقدسات...؟ لسبب واحد اصبح مؤكدا تأكيدا كاملا: هو ان هناك ثلة قليلة من قيادتنا لا ترى لنفسها مصلحة في الإستقلال. تلك شهادة من احد اعضاء اللجنة التنفيذية السابقة، و قد اصبح الأمر الآن نور على علم. و من هولاء من وقف سنة 1975 ضد اي اتفاق مع اسبانيا تحت ذريعة انه لن يجلس تحت علم الإستعمار، لكن الحقيقة انه رآى فى ذالك مغامرة بمنصبه في حال جاء الحل من الداخل، فهناك الحزب و سكان البلد. وهكذا إعتمدوا الأصوات المغردة لإطالة عمر الفساد، و التي ما زالت تستخدم اساليب تجاوزتها مراحل المحن، كتوزيع صكوك الوطنية، الخيانة و التخويف من المجهول، في إعتقادهم السائد تملُك القادة الأزلي للثورة و إيهامنا بأنهم المخلّصين و المنقذين للشعب من كل إحتلال عابر !وقد لا ينقذون !، لا لشئ سوى انهم يتقاضون اجرة تزلفهم لقيادة مفسدة متمصلحة اضلت طريقهم بعطاياها الكريمة. " فاللصوص فيما بينهم يتعاملون بشرف".
تستقيم إلا بتقويم النظام و رده إلى جادة الصواب، و هذا الإصلاح لم يعد بالأمر السهل، وعليه فالوزر ثقيل و ثقيل جدا وهو على عاتق كل الصحراويين. و اقول جازما ان لا شئ يخرج من الأرض و لا شئ ينزل من السماء، فإذا لم يحرر الشعب نفسه من قبضة الفساد فلم و لن يحرر الوطن و لو اجتمعت له جيوش الدنيا، و تتضاعف فينا ترسبات العقود الأربعة الماضية. إسئل نفسك ايها المواطن: لماذا يستبعد دائما المستقيمون في سيرتهم الوطنية؟؟ - ولا أدلّ على ذلك مما يحدث لمنظري الإنتفاضة و رؤوسها و ابطالها- لماذا هذا ٱلطعن في المقدسات...؟ لسبب واحد اصبح مؤكدا تأكيدا كاملا: هو ان هناك ثلة قليلة من قيادتنا لا ترى لنفسها مصلحة في الإستقلال. تلك شهادة من احد اعضاء اللجنة التنفيذية السابقة، و قد اصبح الأمر الآن نور على علم. و من هولاء من وقف سنة 1975 ضد اي اتفاق مع اسبانيا تحت ذريعة انه لن يجلس تحت علم الإستعمار، لكن الحقيقة انه رآى فى ذالك مغامرة بمنصبه في حال جاء الحل من الداخل، فهناك الحزب و سكان البلد. وهكذا إعتمدوا الأصوات المغردة لإطالة عمر الفساد، و التي ما زالت تستخدم اساليب تجاوزتها مراحل المحن، كتوزيع صكوك الوطنية، الخيانة و التخويف من المجهول، في إعتقادهم السائد تملُك القادة الأزلي للثورة و إيهامنا بأنهم المخلّصين و المنقذين للشعب من كل إحتلال عابر !وقد لا ينقذون !، لا لشئ سوى انهم يتقاضون اجرة تزلفهم لقيادة مفسدة متمصلحة اضلت طريقهم بعطاياها الكريمة. " فاللصوص فيما بينهم يتعاملون بشرف".
فهل يمكن القول أنه كان بالأمس من المناضلين السَّابقين، السّبَّاقين من يفكر في أمر الأمة من رجال الدولة ، مِن مَن يحبون وطنهم ويضحون بمصالحهم الخاصة لصالح العامة. فلا عجب في ذلك ! أما اليوم فأغلب من يشغلون الساحة السياسية هم سطحيون و فكرهم تجمد في مرحلة السبعينات، لكنهم فارهون في خلق السراب والعود الدخانية، او بالأحرى ليس مسموح لهم بالتفكير لا في التغيير ولا في غيره.'' فالسياسي المعين بالصبع'' تعوّدَ أن يكون محميا من قبل الرئيس لئلاّ يلحقه عقاب البرلمان او إقصاء مؤتمر "الجماعة الحاكمة " شريطة ولاء محكم و مطلق، فليس من إختصاصه البحث عن حلول بل الطلاء بلسانه على مكامن الخلل بالشعارات القديمة التي تركتها المحافظة السوفياتية لمافيا روسيا الجديدة دون جدوى.
إن عقلية الولاء وهيمنة الرداءة وغياب المبادرة وصلت بالسلطة الحاكمة إلى الانكماش و الإنطواء على النمط القبلي والجهوي حمايةً لمصالحها الضيقة وإنه لأمر مخجل جدا، حيث صار يتسبب للكثير من الوطنيين فيغيظ يدفعهم للصراخ في وجه قيادة تلاعبت بل تعاقبت على يدها اجيال بنفس النهج المنحرف دون خوف او حرج، عسى أن توقِظ ضمائر الأغلبية الصامتة بفعل الخوف من المستقبل أو فشل المشروع الوطني الذي يسقونه بتوهمات و توجيهات ممن لا يخاف شتات أهل الوطن...و هم في حقيقة الأمر لا يخافون إلا من الإستقلال لأنهم تأكدوا ان الدولة الصحراوية على ارضها ليست هي التي على لحمادة. حينها سنكون جد أغبياء إذا لم ندرك متاهة اربعين سنة!. فبهذا التغوغل تحول نظام بكامله الىعنوان للإرتجالية، والفساد الإداري، وتجميل الهوان الرسمي، وتبرير سياسات الإنبطاح ، وتيئيس المواطن، والتبخيس من شأن النضال الثوري لمصلحةاجندات قاصرة، غير معروفة، تحت مسميات النظام.
ندرك جيداً ان الإصلاح يحتاج الى صبر وتأن وضبط للنفس، ولكننا ندرك ايضاً ان الفساد استشرى في مفاصل الدولة، وهي كثيرة ولا يتسع المجال هنا لحصرها.
لا نريد تقديم صورة قاتمة للوضع الحالي الذي يمر به مشروع دولتنا الفتية، ولكنها الحقيقة التي لا يمكن ان نتجاهلها، لاننا نعول كثيراً على إصلاح هذه المؤسسات تماما على غرار ما اصبح شبه متفق عليه من طرف المعارضين والموالين، فليس هناك شيء مستحيل إذا توفرت الإرادة و فهمنا ان الفاسدين في النظام قلائل جداً لكنهم نافذون، و ربما ولدوا فاسدين، اجارنا الله منهم.
لكن، ما نراه غريبا و لم نجد له جوابا مقنعا، هو العجز المكتسب الذي اصاب نفوس المناضلين لإلتزامهم الصمت بهذا الوضع، بحجج غير مقنعة أعذارها مترجرجة!. فما بال أولائك الذين اعطوا صدورهم للموت و اليوم فضلوا الرحيل للقارة العجوز بحثا عن رمق عيش يعيلون به عائلاتهم في دولة اسسوا لبنيانها بايديهم و دماء رفاقهم الذين سقطوا في ساحات الوغى!؟.
لقد تركنا الديار لتغيير واقع مرفوض إلى آخر مقبول!!!. فكيف بنا نقبل المرفوض لنعيش للمجهول!؟
نتمنى ان لا تتحول بذرة الخير التي زرعتها ثورة 20 ماي لإقامة نظام مشرّف يعيد للصحراويين كرامتهم وعزتهم إلى وطنهم السليب، ان لا تتحول إلى سراب صيف في احمادة تندوف مصنوع بأديهم وموقّع بِصَمتنا بعد عقود مضت من العطاء والتضحيات الجسام.
و نبقى بفارق الصبر ننتظر إشراقة شمس ابريل بما ستتمخض عنه "سنة الحسم" من مسكنات الإنتظار التي تحقن القيادة بها شعبها كلما ابتعدت عن تحقيق الهدف. و قد يكون الوعد الذي يوقظنا من سبات مسلسلات الأماني و ينطق اهل الحق، فتتحول "سنة الحسم" بقدرة قادر إلى مهمة للجميع في التغيير و الإصلاح لنيل الإستقلال الوطني التام.
لا بديل لا بديل عن تقرير المصير.
حمادي محمد بابيت
