الوزير الأول الصحراوي لوكالة الاخبار: مسار السلام صعب وطويل (مقابلة)
الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) قال الوزير الأول
الصحراوي عبد القادر طالب عمار إن مسار عملية السلام بين المغرب وجبهة البوليساريو هو مسار صعب وطويل، غير أن الأهم بالنسبة لجبهة البوليساريو هو أن يبقى الملف حيا والاهتمام الدولي به متواصل لتفادي الأسوأ.
الصحراوي عبد القادر طالب عمار إن مسار عملية السلام بين المغرب وجبهة البوليساريو هو مسار صعب وطويل، غير أن الأهم بالنسبة لجبهة البوليساريو هو أن يبقى الملف حيا والاهتمام الدولي به متواصل لتفادي الأسوأ.
وتحث عبد القادر طالب عمار في مقابلة خاصة مع وكالة الأخبار عن الرسائل التي حملها العرض العسكري الأخير في منطقة التفاريتي وعن التسريبات التي تحدثت عن تمكن المخابرات المغربية من اختراق جبهة البوليساريو وما يتوقعه الصحراويون من التقرير الأممي المرتقب نهاية إبريل الجاري.
وهذا نص المقابلة
الأخبار: أجريتم اليوم عرضا عسكريا استباقا على ما يبدو للتقرير الأممي المرتقب بشأن النزاع في الصحراء، فما هي الرسالة التي حملها هذا العرض وإلى أي الأطراف توجهونها؟
عبد القادر طالب عمار: الرسالة هي أن الشعب الصحراوي لديه الإرادة لإيجاد حل سياسي يضمن تقرير مصيره وأنه كذلك لديه الإرادة في المساهمة في الأمن ومحاربة الجريمة المنظمة في المنطقة وخاصة كميات المخدرات الكبيرة التي ينتجها المغرب ويصدرها ومعروف أنها هي التي تمول الإرهاب لأن الإرهاب يتغذى إما من الفدية أو من المخدرات والمغرب يغرق به هذه المنطقة وبالتالي حرق كميات من المخدرات وتفجير مخزون من الألغام المضادة للأفراد هذا يعطي بعدا إنسانيا وبعدا أخلاقيا لمقاومة وكفاح الشعب الصحراوي وتعبيرا عن إرادته في الحل القائم على الشرعية الدولية.
ولكن في نفس الوقت المناورات العسكرية والتعبئة العسكرية والتجنيد كلها أمور تظهر أن الشعب الصحراوي لديه القدرة على استئناف القتال إذا ما تم إقراره من طرف القيادة السياسية للجبهة، إذا نحن نمد يدنا للسلام ونمد يدنا للإسهام في الاستقرار وفرض الأمن هذه هي الأولى وفي حالة التمادي فليفهم الجميع أن الشعب الصحراوي ما زالت لديه القدرة على القتال وأنه مازال يعد نفسه وبالتالي هذه هي الخلاصات التي يمكن أن تستنتج من مضمون هذا العرض العسكري.
الأخبار: المتابع لمسار قضيتكم، لا يرى جديدا في إجرائكم لمناورات عسكرية والتلويح بخيار العودة إلى الحرب لأنه صار عملا روتينيا لديكم منذ سنوات، لماذا هذه الرتابة في الموقف الصحراوي؟
عبد القادر طالب عمار: بالنسبة لنا نحن هذا الموقف هو تأكيد على أن الشعب الصحراوي لا يزال موجودا ولا تزال لديه قواته المسلحة وهذا خلاف لما يدعيه المغرب بأنه لم يعد هناك شيء وأنه لم يعد هناك جيش وأن النظام المغربي أصبح ينمي المناطق الصحراوية وهذا الوجود يظهر عكس تلك الدعاية ويظهر وجود الشعب الصحراوي المعبر والمجند شرق الحزام ولكن كذلك النضالات الصحراوية غرب الحزام تظهر أن الشعب الصحراوي مازال موحدا ومازال جاهزا وبطبيعة الحال فالأمم المتحدة موجودة الآن على الأراضي الصحراوية والذي يوجد في نزاع مع الأمم المتحدة هو المغرب الآن ليس الصحراويون
النظام المغربي هو الذي كان يرفض مجيء "روس" وكان يرفض مجيء الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة وبعد الكثير من الضغط قبل رغم أنفه وإذا ما طلب من الصحراويون القيام بفعل آخر يكسر هذه الرتابة كما تفضلت فذلك سيشكل مخرجا للنظام المغربي وبدل أن يكون في صعوبات وفي صراع مع الأمم المتحدة تتحول المشكلة إلى صراع مع جبهة البوليزاريو والصحراويون لن يعطوه في هذا الوقت هذه الهدية ولكن هم سيبقون جاهزين
من كان يهدد بالأمس بطرد المينرسو ولم يستطع هو النظام المغربي نحن لا نهدد المينرسو نحن نقول يجب أن تتحملوا مسؤولياتكم ويجب أن تطبقوا المضمون الذي قامت عليه بعثة الاستفتاء في الصحراء الغربية هذا هو الغاية وهذا هو ما نطالب به، إذا بالنسبة لنا ليست هناك رتابة بل هناك فشل حقيقي للمغرب لأنه لم يستطع تشريع احتلاله للصحراء وأصبح الآن يهدد بطرد المينرسو والقطيعة معها وبات في عزلة دولية وهذا لم يكن من قبل فلقد كان في فترة سابقة ربما أحد الوسطاء وصل إلى أن يقول "استقلال الصحراء الغربية غير واقعي" وكان يحظى بدعم أطراف دولية كالولايات المتحدة وفي فرنسا في عهد بوش وساركوزي اليوم لم يعد هذا موجودا وانقلبت الموازين
إذا المتتبع لتطورات القضية يرى أن هناك تقدم وهناك تطور ولو بطيء، الاتحاد الإفريقي قام بخطوات جريئة منها تنديده بتنظيم منتدى كرناس مونتانا في مدينة الداخلة بوصفها مدينة محتلة وإقراره تنظيم أنشطة تضامنية في المناطق المحررة ومطالبته للمفوضية السامية للاتحاد بأن تقوم بدور فعال اتجاه الأمين العام للأمم المتحدة واتجاه مجلس الأمن وهذه تطورات حقيقية تضغط على المغرب وقد وصل النظام المغربي إلى مرحلة تجعله يفقد الثقة في حلفائه التقليديين ويبحث عن حلفاء جدد في الصين وروسيا وهو ما فشل فيه كذلك، إذا هناك تطور في الجوهر يضع المغرب في وضعية حرجة ويفتح الأفق لكفاح الصحراويين.
الأخبار: هل يعني هذا أنكم ترون أن الحل ليس في الخيار العسكري خصوصا وأنكم لوحتم به أكثر من مرة؟
عبد القادر طالب عمار: إلى حد الساعة ما دام الذي يواجه الضغوط هو النظام المغربي وليس الصحراوييون، نحن في وضعية مريحة ما دامت الأمم المتحدة تتجه نحو الطرف المعرقل وهذا يتطلب بشكل بديهي وواضح أنه يجب الحفاظ على وضعية كهذه وأن لا نخلق وضعا آخر يجد فيه النظام المغربي متنفسا.
الأخبار: التسريبات الأخيرة لـ"اكريس كولمان" على موقع "اتويتر" تحدثت عن اختراق الاستخبارات المغربية لجبهة البوليزاريو عن طريق عناصر صحراوية وأخرى موريتانية، كيف تعلقون على هذا الموضوع؟
عبد القادر طالب عمار: هذه التسريبات تتطلب التحري والتأكد من صحتها ونحن إلى حد الساعة مطمئنون بأن النظام المغربي لم يتمكن من الوصول إلى ما يمكن أن يشكل مساسا خطيرا بأمننا.
الأخبار: هناك من يربط بين رتابة الموقف الصحراوي، وبين عدم تغيير الجبهة لقيادتها التي تحكمها منذ منتصف سبعينات القرن الماضي، هل من ترابط بين الأمرين؟
عبد القادر طالب عمار: قيادتنا لم تأتي عبر انقلاب عسكري ولم تأت قهرا كما أنه كل ثلاث أو أربع سنوات ينظم عندنا مؤتمر عام يشارك فيه ممثلون عن كل التنظيمات الصحراوية من الداخل والخارج والمهجر وينتخبون ممثليهم بكل حرية ودائما تطرح عدة خيارات وفي الأخير يقع ما يختاره الصحراويون وفي هذه الظروف التي ترون من منفى وتشريد فإن المحرك الأساسي للبوليزاريو هو القناعة وليس الأجور ولا الأموال وبالتالي لا يمكن لأحد أن يفرض على الصحراويين شيئا لا يقنعهم وبالتالي هم من اختار هذه القيادات
النظام المغربي دائما يقول إن الصحراويين محاصرين وإن هذه القيادة مفروضة عليهم، أذكر بأنه في تبادل الزيارات التي تشرف عليها مفوضية غوث اللاجئين كانت في كل أسبوع تتم رحلة جوية في طائرة تتسع لـ170 راكب يتم نقلهم من المخيمات إلى المناطق المحتلة والعكس وكان النظام المغربي يحاول في كل مرة تقديم عروض لهم بالوظائف والمناصب والمنازل والأموال وهذه عائلات وأناس عاديون ولكنهم كانوا يردون على تلك العروض بأنهم يفضلون حريتهم وكرامتهم وقناعتهم وهذا بشهادة مفوضية اللاجئين فآلاف الصحراويين سافروا جيئة وذهابا وبالتالي يظهر من هذا للنظام المغربي أن الصحراويين متمسكون بحقهم وما دامت هذه خياراتهم فنحن نحترمها.
الأخبار: ماذا تتوقعون من التقرير الأممي المرتقب وكيف ترون أفق عملية السلام؟
عبد القادر طالب عمار: نحن نتمنى أن تخرج الأمم المتحدة بخلاصات من كل هذه الفترة وتحدد الطرف المعرقل وتضع خطوات عملية تضمن للشعب الصحراوي حق تقرير المصير
الأخبار: هذه أمانيكم لكن السؤال هل تتوقعون أن يحمل التقرير جديدا غير التمديد المعتاد؟
عبد القادر طالب عمار: نتوقع أن تمارس الأمم المتحدة دورها كمنظمة أممية جيء بها لإنقاذ السلام وتطبيق القانون الدولي وهذا ما سنعمل عليه وأن تتخذ الخطوات اللازمة كما التزمت بذلك في تقريرها الماضي
الأخبار: هل ترون أفق عملية السلام واعدا؟
عبد القادر طالب عمار: في الأسابيع الأخيرة كان هناك السيد روس واتصل بجميع الأطراف ولديه بعض الأفكار يقدمها للتعجيل بمسلسل السلام، كانت هناك زيارات مكوكية وربما جولات ومفاوضات وهذا مجهود كان لمحاولة الدفع بالعملية إلى الأمام والمهمة بالتأكيد ليست سهلة بل هي صعبة للغاية ولكن الأهم هو أن يبقى الملف حيا والاهتمام الدولي به متواصلا لتفادي الأسوأ.
المصدر: وكالة الاخبار المورتانية