-->

التربية مسؤولية الجميع

اخلاق الناس التي بها يتخلقون , هي عنوان إنسانيتهم التي بها يتميزون عن الحيوان الاعجم , وهي دليل تفاضلهم على بعضم البعض في مجال الفضيلة و الاخلاق معيار لنزاهة المجتمع وصفاته لهذا الاعتبار حثت الرسالات السماوية جميعا , بان الاخلاق فيها مكانة بارزة اتصفت بها الانبياء و المصلحون في جميع الامم , وعبر عصور الزمن . وتبارى بها الفلاسفة في تحليلها وتدوينها في مناهج للناس ليتخلقوا بها , و ليتميزوا بها عن البهائم و التي تبشرها الحاجات و الغرائز الدينية .
وعندما تقول الاخلاق فإن الموضوع يتسع ويتشعب بإتساع الحياة عبر سلسلة من القيم و المثل المتناسقة ضمن نظام متعارف عليه من السلوك و الاوامر و العادات و النواهي التي كلما كبرت قيمة كان علينا ان نحترمها لأنها تفتح ثغرة في ذاتنا وفي شخصيتنا وكلما ضعف قيد اخلاقي او تجرأنا على محظور كان ذلك مسمارا يدق في نعش الاخلاق ,
فالتربية ليست بالمفهوم الضيق اننا نكتفي بالتلفظ بها فقط او عبارة نرسمها على الجدران دون ان نستدرك المفهوم الجوهري لما تحمله العبارة , نقتدي بها عند الضرورة فالتربية هي مجموعة من المعاني الاخلاقية كالصدق و الوفاء و المودة و الاحترام الصغير للكبير و التوقع عن الدنايا وغيرها من المعاني الفضيلة و النيرة التي تمثل سرا من اسرار مجتمعنا بمختلف اصنافه.

اما عادات الزمن ونوائه تلك القيم التي يعتري او يظهر اليوم الكثير منها الضعف و يصيبها الصداء ويعلوا بعضها الغبار , وعندما يحدث هذا فإن الباب ينفتح تدريجيا على ضعفها وتقائصها , فتظهر على سطح عيون الانسان عندما يقفد جوهر إنسانيته , والعقل و التربية الفاضلة فيتحول الى بهيمة او وحش كاسر , وعندما يسيطر عليه الشر , فيطفي النفاق و الخيانة و الكذب و الحقد و الحسد وينعدم الحياء , ويهجر الناس الاخلاق , ويتجراون على الحرام , وهنا لايمكن ان نتحدث عن بر الوالدين لان لابناء لم يتربوا على احترامهم , ناهيك عن احترام الكبير او طاعة المدرس الذي يقال عنه ( قم للمعلم وفه تبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا .
كما اننا لايمكن ان نتحدث عن المودة و الامانة وغيرها فقيم الشر نعتبرها ضعفا , وليس كالبعض الذي يعتبر السرقة و النهب اسلوب الشجاعة .
ان اي مجتمع بدون اخلاق فهو مجتمع من الوحوش مأله الخراب و الزوال ..... وتربية المجتمع ليست مسؤولية النتظيم وحده , ولكنها مسؤولية الجميع .... الاسرة و المدرسة فعندما تتازر الجهات كلها نستطيع ان نحمي اخلاقنا ونحافظ عليها , 
وان واقع الحرب و اللجوء و الاحتكاك بالمجتمعات الاخرى والاتصال بالعالم وحالة التحول الاجتماعي و الثقافي , والتي يشهد المجتمع انتقال من مجتمع تقليدي محافظ الى مجتمع معاصر كا هذه العوامل مجتمعة ينتج عنها من السلوكات و الظواهر الاخلاقية و التربوية مثل السرقة ..و الكذب وغيرها ... وعليه فبالتأزر و التاخي و التعامل نستطيع ان نتغلب على كل اشكال الظواهر الداخيلة على مجتمعنا .
اذا رادت مشورعا تحصده بعد عام فازرع قمحا واذا رادت الحصاد بعد عشرة اعوام فاغرس شجرة وإذا اردت حصاد مائة عام فعلم شعبا ..بقلم الاستاذ : محمد سالم الداف 

Contact Form

Name

Email *

Message *