-->

الثورة أنثى الثور/ الشيخ لحبيب حمادي

من منا لا يريد ان يكون حرا. من منا لا يرفض القمع والتهميش والحكم الشمولي. ان
الحرية والكرامة من اجمل الاشياء التي يتطلع لها الانسان السوي. رغم عدم نفينا ان من البشر من يرضى يالعبودية والدونية.فالادواق لا تناقش.بيد ان طريق الحرية ليس مفروشا بالورود, بل انه عامر بالاشواك والعراقيل.ولعل الانسان المؤمن بالحرية يصبر على كل تلك العوائق ويتحداها.ودلك للوصول الى المبتغى المنشود.فمن توقف أمام اول عائق فانه لا يستحق الحرية.
لقد عرف التاريخ البشري صراعا ضاريا بين الانظمة الشمولية و شعوبها التواقة للحرية. وكان دلك غبر ثورات قضت مضاجع العقول المستبدة وجغلت اصحابها يرضخون الى مطالب الشعوب اما طوعا او غصبا.فقد عرفت انجلترا ثورة ادت الى صياغة الوثيقة العظمى -الماكناكارتا-سنة 1215 يمنح بموجبها الملك حريات اكثر ويحد من امتيازاته.وكانت الماكناكارتا بداية الى ثورات عرفتها انجلترا والمملكة المتحدة للحد من السلطات المطلقة للملك. كما عرفت فرنسا ثورة قل نظيرها حيث انطلقت شرارتها سنة 1789 وامتدت حتى سنة 1799 وكانت ضد النظام الملكي المستبد.ولم تستكمل الثورة الفرنسية اهدافها الا بعد اكثر من 70 سنة. ولقد امتد تاثير هدة الثورة الى اوروبا والعالم لما حملته من حمولة فكرية وايديولوجية قوامها النضال من اجل الحرية الى اخر رمق .اما الاتحاد السوفياتي فلقد عرف ما يسمى بالثورة البلشفية سنة 1917 بقيادة لينين دو الفكر الشيوعي ودلك لافامة دولة اشتراكية . وكانت الطبقة العاملة اولى الطبفات الثائرة ضد سياسة الطبقة الحاكمة.وقد عرفت دول امريكا الجنوبية ثورات ضد الانظمة الغسكرية الشمولية.
اما في العصر الحالي.طفا على الساحة العربية ما بات يعرف اعلاميا بالربيع العربي.وصفا لثورات الشعوب العربية ضد الحكام الساقطين المتساقطين.لكن المشكل هاهنا هو ان الثورة تحولت الى ثور.تخيلوا معي ثور هائج.داك الثور الدي ينطح يمينا وشمالا. ياتي على كل شي من حوله. وتخيلوا ثورا يصارع مصارع ثيران. الثور يكابد لكي لا يسقط. يابى الموت ككل كائن رغم الالم الدي يشعر به جراء السكاكين والسيوف المغروسة في جسده. فمن منا يحب الموت.الثورات العربية اضحت ثورا هائجا يفرس من يقترب منه.الثورة العربية أنثى الثور المتألم الدي يعيش سكرات الموت والدي يحس بخطر خارجي يدنو منه.فدعونا نلقي نظرة على حال الشعوب العربية بعد ربيعها.فطبيعي ان بعد الربيع يأتي الخريف.
سوف نبدأ باقل ثورة دموية. لقد اندلعت الثورة التونسية في ولاية سيدي بوزيد.حينما أضرم البوعزيزي النار في جسده.لتنتقل بعد دلك الى القصرين ثم الى المدن الكبرى.ولعل من اسباب هده الثورة أزمة النمو غير المتكافئ والفجوة الكبرى بين المركز والأطراف,فلقد تركزت 80% الاستثمارات الحكومية والخاصة في المناطق الساحلية الشمالية والشرقية للبلاد.كما ان للبطالة دورا مهما في الثورة التونسية.حيث ان معدلات البطالة وصلت في ولاية سيدي بوزيد الى 30% مفارنة بالمتوسط الوطني الدي يتراوح بين 13%و16%.مع العلم ان نصف السكان في تونس شباب تحت 30 سنة.اما سياسيا,فكان النظام التونسي اكثر الانظمة استبدادا وانغلاقا في العالم العربي.ولقد نجحت الثورة التونسية نظرا لوعي الشعب التونسي وانشقاق النخبة الحاكمة.لكن بعد انتخاب السبسي رئيسا لتونس.اصبح من الواضح ان فلول نظام بنعلي سوف يتسلقون سلم السلطة من جديد ولو بعد حين.اما الثورة المصرية فلقد عرفت مراحل درامية مأسوف عليها.فبعد سقوط الفرعون مبارك.انيطت مهمة الحكم الى المجلس العسكري بفيادة الطنطاوي.ونظمت انتخابات برلمانبة ورئاسية. أدت الى فوز الدكتور محمد مرسي برئاسة جمهورية مصر.لكن التوجه الفكري والايديولوجي للرئيس مرسي لم يعجب العسكر في مصر كما لم يتماشى مع هوى دول الخليج. مما ادى بهده الاطراف الى الانقلاب على حكم الاخوان في مصر.وكان نتاج الانقلاب. دخول مصر داومة عنف غير مسبوف في العصر الحالى.والدي يرجعنا الى فترة حكم العسكري جمال عبد الناصر .ففي فترة سنة كاملة لم تتوقف المظاهرات المناهضة للانفلاب على الرئيس مرسي. والمطالبة باسقاط الرئيس غبد الفتاح السيسي الدي جاء بصندوق99.99. فنظام السيسي اظهر انه استاد في القمع والتقتيل ليتأسف .الثوار على ثلاثين سنة عسل من حكم الفرعون مبارك.فلقد أسقطوا فرعون وجاؤوا بنمرود.السيسي فتح عليه جبهة جديدة متمثلة في عداء القبائل العربية في شبه جزيرة سيناء. فالعنف لا يؤدي الا للعنف. فسيناء مند توقيع اتفاقة السلام مع الكيان الصهيوني. لم تعرف تنمية تدكر.مما ادى الى سخط عارم بين القبائل السيناوية. التي لا تحس بالانتماء للوطن. كل هدا .كان نتاجه تهريب السلاح والمخدرات ومواجهة الدولة.واستغلت الجماعات الجهادية مظلومية قبائل سيناء.لتتحالف معها ضد حكم السيسي المرتد حسب رؤيتهم.ولقد اخدت الثورة الليبية منحى تراجيدي.فبعد سقوط ملك ملوك افريقيا القدافي. وانتصار حلف الناتو على انصاره.دخلت ليبيا دوامة من العنف والحرب الاهلية..ودلك لان الشعب الليبي مجتمع قبلي.وكما أن ليبيا دولة نفطية تسيل لعاب المتلهفين للنفط..وبعد الانتخابات ,اضحت ليبيا تتوفر على برلمانين وحكومتبن. وتنتشر فيها فصائل متناحرة تقتسم الشرعية.وجماعات جهادية تقاتل كل من على الارض الليبية.متمثلة في داعش وأنصار الشريعة.والتي يبقى حلمها قيام دولة الخلافة سموها دامل.وعلى غرار الفدافي,قمع بشار الاسد الثوار بجميغ تلاوين الاسلحة المشروعة وغير مشروعة.ودلك لاخماد شرارة ثورة الشعب الساخط على الحكم الشمولي لحزب البعث دو الرداء القومي.ففي الحالة السورية,تعتبر ايران سوريا بمثابة الحديفة الامامية لها.وتربطها بسوريا اتفاقية الدفاع المشترك. ومن هدا المنطلق, جيشت ايران جميع الامكانات العسكرية والسياسية لاخماد الثورة السورية.كما ان لروسيا الاتحادية مصالح استراتيجية في سوريا.فسوريا تعتبر بوابة روسيا الى الشرق الاوسط.ولدلك أنشأت روسيا قاعدة غسكرية غلى الساحل السوري.ولا ننسى مصالح الكيان الصهيوني في بقاء النظام السوري.فهو الضامن لحماية الحدود السورية والصهيونية.والضامن لعدم اطلاق ولو رصاصة واحدة تجاه الجولان السوري المحتل.ولقد كان النظام السوري دكيا عندما روج للحرب ضد الارهاب في سوريا.ودلك بعدما أنشا جماعات تكفيرية تقاتله في الارض. وهدا لا ينفي وجود جماعات مستقلة قي سوريا تعلن الجهاد ضد النظام النصيري الكافر حسب رؤيتها.كما جلب النظام السوري ميلشيات شيعية طائفية تقاتل الى جانبه.بحجة حماية المراقد الشيعية قي سوريا.مثل مرقد السيدة زينب.لتتحول سوريا الى حلبة ملاكمة لنزال الاعداء وتصفية الحسابات.وتتلون بمختلف الاجناس البشرية من الفرس والروم والسند والافرنج والصفر.وقد كان لحزب الله ولواء ابو الفضل العباس والحرس الثوري الايراني الدور الاساس في صد المعارضة السورية.وفي المقابل عرفت المعارضة السورية انتكاسات عدة نظرا للانشفافات الداخلية .ولم تعد الممثل الوحيد للشعب السوري. فمن يمثل المعارضة السورية? داعش.الجيس السوري الحر.جبهة النصرة.جند الشام.جيش المهاجرين والانصار. الجبهة الاسلامية.لواء احفاد الرسول..وبالتالي اصبحت الثورة السورية ثور ينطح كل الاطراف.والضحية الاول والاخير هو الشعب السوري.أما الثورة اليمنية فقد قامت ضد الرئيس علي غبد الله صالح .جراء تماديه في التسلط والاستبداد.مما ادى به الى التنازل عن السلطة.لكن صالح متغول في العمق اليمني نظرا لخبرته السياسية ومكره وعلاقاته السياسية والقبلية.فهو كالاخطبوط له موطأ قدم في كل الارض اليمنية. استطاع في فترة حكمه ان يربط علاقات جيدة مع ضباط الجيش ليقدموا له الولاء.وربط علاقات مشبوهة من جماعة الحوثي الناطقة بلسان ايران.والمبشرة بالفكر الشيعي في المنطقة. كما انه ربط علاقات براغماتة مع القاعدة. قياسا على ما سبق.انتظر صالح الوقت المناسب للانقلاب بمعية جماعة الحوثي على الرئيس المنتخب هادي. لقد راوغ صالح دول الخليج ونهب مساعداتهم. لتصل ثورته الى 60مليار دولار.المهربة الى الامارات باسماء غير معروفة. .ونظرا لان اليمن تعد الحديقة الخلفية للسعودية. قامت هده الاخيرة بتشكيل تحالف عربي للقضاء على جماعة الحوثي وانصار صالح وارجاع الرئيس المنتخب هادي منصور.ان الصراع في اليمن دو حمولة عقائدية بين السعودية السنية وايران الشيعية.فلن تتخل السعودية عن اليمن .كما لن تتحل ايران عن سوريا.انه صراع وجود.. ونفس الشي بالنسبة لمملكة البحرين دات الاغلبية الشيعية 70%.التي لا تزيغ عن الصراع الخليجي الفارسي.فهدف شيعة البحرين اسقاط الملك السني واسقاط النظام الملكي.لكن الملك استعان بقوات خليجية لاخماد ثورة الشيعة.ولتبقى الدول المغلوب على امرها ضحية الصراعات الدولية والاقليمية.ربما تصدق الاطروحة التي تقول ان الربيع العربي ماهو الا مؤامرة كونية غلى العرب.لكننا نعاني من فوبيا المؤامرة. فالزلازل والفيضانات يدخلون ضمن المؤامرة الصهيوامريكية.اننا نتامر على نفسنا.ونقطع علاقاتنا بسبب مباراة كرة فدم.اننا نعاني من كبث في الحرية والاخلاق. انظروا الى حال الشعوب الثائرة .فوضى في كل شئ.اصبحت الثورة لتصفية الحسابات والتامر على الوطن.فلن يحب لك الغير الخير.بل كل ما يقدمه يكون نظير مصلحة ومقابل ,غالبا ما يكون نفيسا جدا .في الحفيفة أن بيئة الثورة غير متوفرة في الدول العربية. الفقر و الاميةو التخلف....الثورة نقوم بها الشعوب المثقفة المركزة على اهداف محددة وراء ثورتها.أما ثوراتنا فهي أنثى للثور.وجهان لعملة واحدة. الفوضى. العنف .العشوائية

الشيخ لحبيب حمادي

Contact Form

Name

Email *

Message *