-->

في ذكرى تأسيس جبهة البوليساريو وقفة مع الحدث

في العاشر من ماي 1973م تأسست الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب بعد عقد مؤتمرها التأسيسي تحت شعار " بالبندقية ننال الحرية".
وحلل البيان السياسي الذي حمل لواء الفقيد محمد سيدي إبراهيم بصيري ، الوضع والأسباب العميقة التي دفعت الشعب الصحراوي إلى امتشاق البندقية وإعلان الكفاح المسلح ضد الإدارة الاستعمارية الإسبانية وذلك بعد فشل كل أساليب النضال السلمي التي قمعت بعنف وهمجية من قبل المستعمر في 17 يونيو1970
وأعلن البيان بعبارات واضحة، الأسباب التي أدت إلى تبني هذا الخيار مؤكدا على أنه لم يكن هناك غيره : " إزاء تشبث الاستعمار بالبقاء مسيطراً على شعبنا العربي الأبي ، ومحاولة تحطيمه بالجهل والفقر والتمزق وفصله عن الأمة العربية ، وإزاء فشل كل المحاولات السلمية. تتأسس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، كتعبير جماهيري وحيد متخذة العنف الثوري والعمل المسلح ، وسيلة للوصول بالشعب الصحراوي إلى الحرية الشاملة من الاستعمار الإسباني."
عشرة أيام بعد ذلك، أي في 20 ماي 1973, اندلعت شرارة الكفاح المسلح ضد الاستعمار الإسباني ، بقيادة جبهة البوليساريو مع عملية الخنكة التاريخية التي شكلت الشرارة الأولى للفعل المسلح الذي تواصل في مواجهة الاستعمار الإسباني ثلاث سنوات قبل أن يفرض على الشعب الصحراوي الانخراط في الكفاح مجددا بعد تعرض وطنه للغزو الملكي المغربي سنة 1975 ولم يتوقف حتى 6 سببتمبر1991 مع وقف إطلاق النار تحت اشراف الامم المتحدة، قبل استئناف الكفاح المسلح في 13 نوفمبر2020م ردا على الخرق المغربي والتوسع العسكري للاحتلال بمنطقة الكركرات.
لقد تكبدت إسبانيا ثمنا غاليا أمام ضربات جبهة البوليساريو في عدة معارك ضارية ، وأجبرت الانتصارات العسكرية المتتالية التي حققها المقاتلون الصحراويون الإدارة الإسبانية على محاولة " استنساخ " وتقليد الإستراتيجية التي اتبعتها فرنسا في مستعمراتها الإفريقية ، والمتمثلة في إنشاء حكم ذاتي داخلي يخفي نواياها من خلال خدعة حزب الاتحاد الوطني الصحراوي الذي أنشئ حسب المزاج الاستعماري وبدعم منه.
لكن الحزب المذكور لن يطول به العمر حتى ينفضح وتتكشف أوراقه ، لذلك لم يتريث زعماؤه في التخلي عنه ، فمنهم من انضم إلى جبهة البوليساريو ومنهم من فر إلى المغرب ، خاصة بعد زيارة لجنة تقصي الحقائق الأممية يوم 12 ماي 1975.
تأتي ذكرى تأسيس جبهة البوليساريو عقب الخرق المغربي ووقوف الشعب الصحراوي قاطبة وراء قرار مراجعة التعاطي مع الامم المتحدة والعودة الى الكفاح المسلح حتى لا يضيع المزيد من الوقت.
فالشعب الصحراوي يحتفل بمرور 48 سنة على تأسيس جبهة البوليساريو واندلاع الكفاح المسلح وسط " مكاسب " سياسية ودبلوماسية على الصعيد الدولي منها تكريس عضوية الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في الاتحاد الافريقي واعتراف اكثر من 80 بلدا عبر العالم بالجمهورية الصحراوية.
في حين تحظى جبهة البوليساريو بمكانة " متميزة " كونها ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الصحراوي وكشريك في صنع السلام في المنطقة باعتراف من الأمم المتحدة وكافة المنظمات الدولية ، في مقابل عدم وجود أية دولة أو منظمة تعترف للمغرب " بمزاعمه " التوسعية في الصحراء الغربية التي تظل مسألة تصفية استعمار بحسب قرارات وتوصيات الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي
وفي جبهة المناطق المحتلة ، يتصاعد رفض الاحتلال المغربي وتصعيد "نهج" الانتفاضة السلمية رغم شراسة القمع المغربي ، في وقت تعلن عديد المنظمات والهيئات الدولية إدانتها لممارسات النظام المغربي وتتبنى الأمم المتحدة ضرورة احترام حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير ووضع الية اممية لحماية والتقرير عن انتهاكات حقوق الانسان.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *