-->

المشروع الوطني بين إرادة الصقور و مطالب الحمائم

المشروع الوطني هو ذالك المشروع العظيم الذي وضع الفقيد بصيري و رفقائه أولئ
مخططاته لتبدى الجماهير الشعبية في حشد قواها من أجل تجسيد ذالك الحلم الذي راود كل الصحرايين.
لم تكن سنوات 73 و 75 بكل ماتحملانه من دلالات تاريخية سوى سنوات من العمل الشاق لمناضلين و مناضلات تحملوا مسؤولية حمل المشعل و السير به إلى الامام في إتجاه إستكمال مخطط المشروع و الحلم الوطني السائد لدى الصحراويين.
لم يكن تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب بجناحيها السياسي و العسكري في العاشر من مايو أيار سنة 73 وليدة الصدفة بل كان أمراً مدروساً دعمته رياح التحرر أنذاك و إيديولوجيات ذالك العصر و رجاله , ليكتب التاريخ لكوكبة من الشباب الصحراوي أنهم أسسُ أول تنظيم سياسي شامل بأسم شعب الصحراء الغربية إسمه الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب كأطار قانوني شامل لكل الصحراويين كخطوة شجاعة يشهد بها لهم التاريخ في إتجاه المشروع الوطني .
ماهي إلا عشرة أيام على تأسيس المنظمة البوليساريو تؤكد للمستعمر و للعالم من منطقة الخنكة جديتها في التوجه إلى العمل المسلح كأداة لطرد الإستعمار من الصحراء الغربية.
سنة بعد ذالك شيوخ و وجهاء قبائل الصحراء الغربية يعلنون من عين بنتيلي شمالِ شرق الصحراء الغربية ولائهم للجبهة لشعبية و يقلدونها أوسمة و نياشين قيادة هذه الأمة في واحدة من أهم محطات تاريخ شعب الصحراء الغربية لتاتي كخطوة جد مدروسة و كأساس رئيسي لبناء الخيمة الصحراوية و تحقيق الحلم المنشود.
أربعة و سبعون يوماً كانت كافية لتعلن الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب عن ميلاد ذالك الحلم الذي راود الكثيرين ليضع الشهيد الولي مصطفى السيد رحمة الله عليه حجر أساس بنائه تحت إسم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بعلم و نشيد و سيادة مغتصبة من طرف الجيران ،
رحل الشهيد و رفاقه في سبيل إستكمال بناء مؤسسات الدولة و حلم الجماهير ليخلفه في ذالك رفاقاً له عاهدو الله منهم من خلف الوعد و منهم من قضى نحبه و منهم من بقيا على وعده و عهده يخدم الجماهير و يعمل على إستكمال بناء البيت الصحراوي حتى و إن كان من خارج حدود الوطن.
صقور هي تلك الشخصيات الفريدة البارزة في تاريخ أمتنا المعاصر و أسود هي تلك التي جاهدت في سبيل الله و الوطن من أجل الحرص على مكتسبات الأمة و أدوات بناء المشروع الوطني.
بدأت الجماهير تحت إطار الجبهة الشعبية و نظرة صقورها أنذاك ببناء المشروع الوطني من على أرض اللجؤ و جز من أرض الوطن المحرر فيما حلقو به إلى كل من مدغشقر و البينين و أنغولا و الموزنبيق في أولى الأسس الخارجية للمشروع
لتتواصل الإنتصارات و البناء المؤسساتي على وقع صوت المعارك البطولية لجيش التحرير الشعبي الصحراوي البطل.
ستتعشر سنة هي عمر تلك المرحلة التاريخية من بناء المؤسسات و الإنتصارات المتعددة في شتى المجالات على وتيرة الكفاح المسلح المعمول بها أنذاك كوسيلة لسترجاع السيادة الوطنية.
واحد و تسعون سنة التوقيع على إتفاق وقف إطلاق النار و دخول بعثة الأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية على الخط
سكتت المدافع و حوصرت الاسود من طرف قوانين الأخرين..
غَضبت الجماهير و خاطبت الصقور حينها بهدؤ إنه مخطط السلام و إنها لبعثة السلام المرشدة نحوى تحقيق المشروع...
أربعة و عشرون سنة تمر على ذالك التاريخ أربعة و عشرون سنة من عمر المشروع مشلولةُ و قلبها النابض أصلاً بات دون الشلل بقليل ، مشاريع و خطابات ندوات و مؤتمرات لجان و مهرجانات هي عناوين لمرحلة التخضير هذه بزعامة الصقور .
لا صوت يعلو على صوت مذهب الصقور الهرمة في قاطرة قيادة المشروع و أي خطاب لا يحمل لون تلك الايديولوجية الخاصة هو خطاب مرفود و غير مرغوب فيه برغم من حاجة المشروع إلى كل الخطابات و الأفعال و الأفكار الصحراوية .
هو صراع الأجيال إذاً بدل تواصلها المعلن من طرف الصقور و تصادم الايديولوجيات بسبب قدم بعضها ، هكذا يقف المشروع الوطني مكتوف الأيدي و الأرجل على أرض الغير رغم أجود آلاف المثقفين و أصحاب الشهادات و الدراسات العليا ، رغم أجود جيش من أبناء الشعب ينتظرون الإشارة رغم أجود شعب مشتت و يعاني في كل بقاع العالم رغم أجود أرض الأباء و الاجداد مغتصبة رغم أجود ثروة تنزف و رغم أجود حمائم إن لم تكن صقور تنادي يوماً بعد يوم بفك قيد المشروع الوطني و إعطاء الكلمة لتلك الأسود المحاصرة منذُ سنة واحد و تسعون و المصارحة مع الذات من أجل إستمكال بناء حلم و مشروع هذا الشعب في بناء الدولة الصحراوية المستقلة على أرض الصحراء الغربية.
أسلوت أمحمد

Contact Form

Name

Email *

Message *