-->

لم يعد الصمت ممكنا ... ملف الشهداء الصحراويين في المخابئ السرية المغربية

الصحراء الغربية 21 يوليو 2015 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)- توصل
الفريق الاعلامي بمقال من مجموعة الكرامة لعائلات الشهداء الصحراويين بمخابئ الاعتقال السرية المغربية يؤكد عزمها مواصلة النضال من اجل كشف حقيقة الجرائم التي ارتكبت بحق الشهداء الصحراويين الذين لاتزال جثامينهم محتجزة لدى الاحتلال ان لم يكن اذابها بحمض الاسيد . وتؤكد اللجنة مواصلة مسيرتها النضالية من اجل كشف الحقيقة ومعاقبة الجناة 
وفيما يلي نص المقال مثلما توصل به ايكيب ميديا وننقله للاخوة الزملاء في المواقع الوطنية لنشره وشكرا 
لم يعد الصمت ممكنا
بعد هبوب رياح الحرية ،والحديث عن التكفل الأممي بمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ،يعود ملف الشهداء الصحراويين في المخابئ السرية المغربية إلى الواجهة من جديد بإصرار اكبر على الصراخ في وجه الجلاد بأنه لا مجال للنسيان ، وأن الذاكرة الوطنية تنحني إجلالا لشهداء سقطوا في ظروف التعتيم والحصار والتجويع ومختلف أشكال انتهاك الكرامة ،وأن السياق الذي تمت فيه الجرائم عصي على التطويع ،لان التاريخ لا يرحم ،وعجلة التقدم تدفع بالجلاد نحو الزاوية ،ذلك النكرة الذي يستبسل على النساء والأطفال والأبرياء ،و ينزوي خجلا أمام الأضواء ووسائل الإعلام الحرة، محاولا مواراة عورته.
وفي هذا الإطار لم يعد الصمت ممكنا ، فتوعية ورص صفوف عائلات الشهداء تفرض نفسها على الساحة الوطنية ،فليس المطلوب تورما يضاف للتورمات الحقوقية الموجودة بقدر ما هي حاجة موضوعية تفرضها الظروف في اتجاه تسليط الضوء على الانتهاكات الجسيمة المرتكبة من طرف الدولة المغربية .في اتجاه يدفع نحو كشف ومأسسة تلك الانتهاكات ونضال العائلات وتوثيقها .
لم يعد الصمت ممكنا كذلك ، والآليات الدولية الناظمة للملف تنير للعائلات دروب نضالهم ،وتنزع عنهم الحرج ،وخصوصا عندما يصرح السيد بابلودي غريف المقرر الأممي للحقيقة والعدالة وجبر الأضرار وعدم التكرار بالقول( يمكن أن ينظر بسهولة إلى التعويضات في غياب المحاكمات وتقصي الحقيقة والإصلاح المؤسسي على أنها مساعي لشراء سكوت الضحايا) فلا يغني" الإدماج والتعويض" في البحث عن الحقيقة ،ومعرفة السياق الذي تم فيه الانتهاك ،وتسليم الرفات وفق الحمض الجيني ،ومحاكمة الجناة وتحيين الأوراق الثبوتية ،وتطبيق العدالة الحقيقية وليس نموذج العدالة المسيسة المسوقة مغربيا والتي تمزج بين الانتقام والتسويق الإعلامي والترويج لجبر أضرار مبني على المن والصدقة والتمييز الغير مبرر والكيل بمكيالين بين الضحايا الصحراويين والمغاربة بحجج واهية تسقط عند كل تمحيص.
لم يعد الصمت مباحا ،لان كل الدلائل تشير أن التمييز بين الضحايا ليس سياسة مافيات ، لا يربطها بالملف إلا ما يربط الضبع بالجيفة ،بل هي سياسة دولة ممنهجة ،تهدف لتفريق شمل الضحايا والعائلات ،مما يفرض تجاوز كل الخلافات الجانبية ،وتوحيد الرؤى .فما يجمعنا أكثر مما يفرقنا،والقرائن موجودة للتدليل على ذلك.
وليس الصمت وحده الذي يجب القطع معه بل لابد من التحرك نحو رفاق درب الشهداء الأحياء ،الناجين من جحيم المخابئ السرية فنحن نعتبرهم مشروع شهادة ،وخزان معلومات وذكريات مشتركة مع الشهداء ،لابد من تحيينها وتدوينها قبل فوات الأوان، فالأحياء يتساقطون، ومع سقوط كل ناج، تندثر ذكريات كان لابد من تدوينها والدفع باتجاه المساندة والتنسيق لملف واحد يجمعنا .
وضمن هذا التوجه لا يسعنا إلا أن نثـمن الجهود المبذولة من طرف ثلة من أبناء الشهداء، حملوا الهم وواجهوا الدسائس والمؤامرات ،وقاموا بتوعية العائلات ضد الهدايا المسمومة التي كانت تقدمها الهيئات المغربية المكلفة بتصفية الملف ، وفرضا علينا أن ندعوهم إلى مؤازرتنا في الخطوات النضالية المرتقبة ،وتسطير برنامج نضالي يستجيب لمتطلبات المرحلة ،ويقطع مع عثرات الماضي
وتجاذبات الصف الوطني ،الذي ندعو له بالاستمرار موحدا ،لان الوحدة قدرنا،والتراكم مطلوب ،وكل جهد صادق النية مرغوب.
لا يسعنا في الختام إلا أن نتذكر ملف مجهولي المصير،ونتضامن مع عائلاتهم ونشد على أياديهم وصمودهم الذي يستحق التنويه فشهداء اكدز مكونة كانوا مجهولي المصير قبل إطلاق سراح رفاقهم سنة 1991 ،وندرك بالتالي حجم المعاناة وقوة الإصرار .
الشهداء أمانة في أعناقنا،فلنصن الأمانة

Contact Form

Name

Email *

Message *