الصحراء الغربية 26 اغسطس 2015(وكالة المغرب العربي للانباء
المستقلة)-دعى منتدى الوحدة الوطنية في مواقع التواصل الاجتماعي الى انشاء صندوق خاص لدعم انتفاضة الاستقلال بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية والتي أصبحتْ رهاناً حقيقياً يستدعى تكاثف جهود كل الصحراويين لكسبه وفيما يلي نص البيان الذي توج نقاش المنتدى حول انتفاضة الاستقلال:
بسم الله الرحمن الرحيم “إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ” صدق الله العظيم.
إن منتدى الوحدة الوطنية في مواقع التواصل الاجتماعي هو فضاء لنقاشٍ وطني جاد وبناء، يسلط الضوء على مختلف أوجه كفاح الشعب الصحراوي من أجل الحرية والاستقلال الوطني، انطلاقاً من حالة الجمود التي تمر منها القضية الوطنية، والتي يُوازيها تمادي العدو الغازي المغربي في تجاهل حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال.
ويضم هذا المنتدى العديد من مناضلات ومناضلي الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، من مختلف مواقع الفعل النضالي ومختلف فئات المجتمع، شيباً وشباباً، من بينهم أعضاء من الأمانة الوطنية، قادة عسكريون، برلمانيون، سفراء وممثلون، معتقلون في السجون ومعتقلون ومفقودون سابقين، حقوقيون من المناطق المحتلة، مسؤولو قطاعات وفروع، صحفيون وفنانون وشعراء.
ومواصلة لنقاشاته المعمقة، عكف المنتدى مطولاً على تقييم، دراسة وتحليل مسار انتفاضة الاستقلال في المناطق المحتلة كمحطةٍ بارزة وجبهة حاسمة في صراعنا مع المحتل المغربي؛ وإذ يُشيد المنتدى بالإنجازات الكبيرة التي حققتها هذه الانتفاضة العظيمة وأسلوبها الحضاري، فإنه يقف وقفة إجلال وإكبار ترحماً على أرواح شهدائنا الأبرار الذين قدموا حياتهم من أجل نصرة القضية الوطنية، ويُحي عالياً صمود وعزيمة أبناء شعبنا المغوار في المناطق المحتلة “الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا”، كما يُحي عالياً أولئك النسوة والرجال، أبطال الانتفاضة الذين ساروا ويسيرون على خطى الشهداء وعن دربهم لا يحيدون قيد أنملة، وقد دفعوا ثمن مواقفهم ونضالاتهم زهرة العمر التي قدمها مناضلونا عن طيب خاطر قرباناً على مذبح الحرية، ليُسطر التاريخ ملاحمهم قصص شموخ أربكت حسابات الغزاة وضربتْ هيبة الاحتلال في مقتل.
ويُعبر المنتدى، بشكل خاص، عن اعتزازه وافتخاره بصمود، مقاومة وشجاعة المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية، وعلى رٲسهم سجناء أكديم إزيك، ويَشد على أياديهم، ويُطالب بالإفراج عنهم في أقرب وقت.
ويُدين المنتدى بشدة ما تعرضتْ له المرٲة الصحراوية، شرف الصحراويين، من ممارسات مخالفة للقيم الانسانية والأخلاق والدين على يد السلطات المغربية الغازية، من تنكيلٍ واغتصابٍ واجهاضٍ للأجنة في السجون المغربية، ومن سحلٍ في الشوارع ومضايقاتٍ مهينة، كان آخرها المُعاملة الهمجية للأخت ليلى الليلي والوفد النسوي المرافق لها، بعد رجوعهن من زيارة للجزائر الشقيقة ومخيمات العزة والكرامة، لا لسبب سوى أنهن صحراويات يُدافعن عن حقهن المشروع في الحرية والاستقلال، ويرفضن الاحتلال المغربي لأرضهن.
وبالمناسبة، فإن كل أعضاء المنتدى، يُعربون عن اعتزازهم وافتخارهم بالدور الحيوي الذي تقوم به المرأة الصحراوية كٲم وأختٍ وزوجة، وكمعلمة وملهمة لمعاني التضحية والاقدام والصبر والإباء.
إذ يَستعرض المنتدى مسيرة الانتفاضة، فإنه يقف على حجم مؤامرات العدو ويُنبه إلى الأبعاد الخطيرة لتلك المناورات، التي لا تهدف فحسب إلى إجهاض الانتفاضة باعتبارها جبهة أمامية مُتقدمة، بل وللالتفاف على قضيتنا الوطنية ككل من خلال زرع بذور الخلاف والشقاق بين الصحراويين، ويدعو المنتدى جميع الصحراويات والصحراويين إلى رصّ الصفوف وتوحيد الجهود وتجاوز العراقيل.
إن انتفاضة الاستقلال التي اندلعتْ يوم 21 ماي 2005 في المناطق المحتلة من الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، هي امتداد طبيعي لحركة نضالية تاريخية، غنية، عتيدة ومريرة، أسسَ لها الشعب الصحراوي منذ نهاية الستينات، واستمرت بقيادة طليعته الصدامية الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، فبلورها وجدد أساليبها، خصوصاً أنها جاءتْ رداً مناسباً، حضاريا وواعياً على وضع الانتظار والترقب الذي كان سمة ما بعد وقف إطلاق النار وتوقف مسار تنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي بسبب العراقيل التي ما فتئت المملكة المغربية تضعها، وفي ظل عجز المنتظم الدولي عن فرض تنظيم هذا الاستفتاء، وبالمقابل تسويق الاحتلال لمشروعه “القديم الجديد” وتضييق إحكام القبضة الحديدية على المناطق المحتلة في إطار حربٍ نفسيةٍ لزرع اليأس والقنوط وانتهاج سياسات القمع والترهيب للقبول بواقع الاحتلال.
ولقد شكلتِ الانتفاضة ضربة قاصمة لمخططات العدو المغربي، وبعثرتْ أوراقه التي كان يُراهن عليها، كما أصبحتْ معطىً جديداً كان بمثابة المِعْوَل الذي أصاب جدار الطوق الاعلامي المضروب حول المناطق المحتلة بالتصدع، وشكلتْ كذلك الصوت الجماهيري الذي فضح الاحتلال وممارساته المخزية بحق مواطنينا ومناضلينا في المناطق المحتلة وجنوب واد نون والجامعات المغربية.
وانطلاقاً من كل ما سبق، فإن الانتفاضة هي انعكاسٌ طبيعي لإرادة وصمود وإصرار وتحدي الشعب الصحراوي، وتجسيدٍ واقعي على رقعة الميدان لنفسية وسلوك وممارسة الإنسان الصحراوي المؤمن بالمبادئ والثوابت الوطنية التي تحكم المشروع الوطني؛ هذه القناعات المترسخة هي التي شكلتْ أساس البناء والضمانة الرئيسية لاستمرار سفينة الكفاح من أجل التحرير الكامل للوطن المُغتصب، التي ظلتْ تشق طريقها لٲكثر من أربعة عقودٍ من الزمن ولازالت تواصل سيرها بثباتٍ وتحدٍ، والتي جربت أشرعة ومجاذيف عدة، أبرزها الكفاح المسلح الذي خاضه أسود جيش التحرير الشعبي الصحراوي البواسل، الذين كان لهم الفضل، كل الفضل في تثبيت وجود الشعب الصحراوي الأبي وتحصين مكتسباته الوطنية.
لقد جاءتْ انتفاضة الاستقلال بعد سلسلة نضالات عديدة مَهدتْ لاندلاعها وساهمتْ في استمرارها، فاختزلتِ الانتفاضة آلام الصحراويين وجسدتْ خياراتهم الوطنية في حراكٍ دائمٍ ضد العدو، يُلقي بظلاله على كل جوانب الحياة السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية، ويشمل كل فئات الشعب ومن مختلف الأعمار لضمان التواصل والتربية السياسية.
ووقفتِ الانتفاضة بالمرصاد أمام كل محاولات العدو الرامية إلى تفكيك الوحدة الوطنية وإجماع الصحراويين على الاستقلال، فاستطاعتْ أن تُفشل سياسات الابتلاع والاستيطان والتهجير التي انتهجتها السلطات المغربية منذ البداية لتغيير البنية الديمغرافية الصحراوية، وذلك بالحفاظ على عاداتِ الشعب الصحراوي وتقاليده وتلاحمه، وفرضتِ التسليم بخصوصيته كمجتمع متميز.
لقد تجلى تميز انتفاضة الاستقلال وريادتها، في أساليبها الجديدة والمتجددة، حيث نجحتْ في توظيف الملف الحقوقي للكشف عن جرائم الدولة المغربية ضد المواطنين الصحراويين في المناطق المحتلة، وهو ما أعطى للقضية بعداً دولياً سلط الضوء على القضية الوطنية بشكل عام، وخاصة جوانبها القانونية.
كما تميزتِ الانتفاضةُ كذلك بإبداعها في خلق قياداتها الميدانية واتساع رقعتها وشموليتها لكل الشرائح الاجتماعية من نساء وطلبة وعمال وفئات اجتماعية مختلفة، مما جعلها قادرة على كسر الحواجز النفسية الفاصلة بين الصحراويين، وإخراجهم من الدوائر الضيقة التي حاول الاحتلال المغربي حشرهم فيها، ليستعيدوا قوتهم الخارقة، الكامنة في وحدتهم والتحامهم، وأخذهم زمام المبادرة، وكان خلاصهم من كابوس الخوف الذي جثم على صدورهم طيلة سنوات، هو سر افتخارهم واعتزازهم بانتفاضة الاستقلال، ورهانهم عليها لكسب معركتهم المصيرية مع الاحتلال المغربي.
وقد عززتْ ملحمة “أكديم إزيك” بزخمِها الجماهيري وقوتها التنظيمية، ثقة الصحراويين بأنفسهم وقدرتهم على صنع المستحيل، وأكدتْ لهم جدوائية الفعل الوطني في تغيير الموازين؛ كما شكلتْ رسالة قوية للعالم تؤكد من جديد رفض الاحتلال المغربي، وبأن الشعب الصحراوي أصبح حقيقية لا يُمكن القفز عليها، لا بالحسابات الضيقة، ولا بالرهانات على النيل من وحدته، ولا بالمُماطلات والتسويف، وأن إرادته في الحرية والاستقلال، هدفٌ أسمى، شق طريقه إليه بتضحياتِ أبنائه، وسيصل إليه حتماً اليوم أو غدا.
وفي ظل وضعيةٍ تنذرُ بالانسداد النهائي لأفق الحل السياسي وعودة القضية لمربعها الأول، بسبب الرفض الواضح والصريح للنظام المغربي لاحترام حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال، واستمراره في سياساته الاستعمارية، والمدعوم من طرف قوى دولية كبيرة، ونظراً للآثار التي ستترتب عن هذا الموقف المتعنت للحكومة المغربية، بات لزاما علينا، أكثر من أي وقتٍ مضى، أن نحافظ على مكاسبنا ونعززها.
وفي هذا السياق تأتي المناطق المحتلة كجبهةٍ حاسمةٍ في الصراع أذا ما وظفتْ حركتها النضالية أحسن توظيف، ودعمتْ بقوةِ حضور الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب كإطارٍ جامعٍ لكل مُكونات النضال الصحراوي، وتأطيرها لساحاتِ الفعل الوطني في المناطق المحتلة وجنوب واد نون والمواقع الجامعية المغربية، من أجل خلق نقلة نوعية في الصراع المباشر ضد العدو، تبعد الخوف عن الجماهير وتشجعها على الخروج للشارع.
إن المنتدى، ٳذ يُؤكد على أن المناطق المحتلة أصبحتْ رهاناً حقيقياً يستدعى تكاثف جهود كل الصحراويين لكسبه، فإنه يرى أن ذلك لن يتٲتى إلا بتقوية الانتفاضة وضمان تصاعدها وتذليل كل العقبات التي تقف أمام تحقيق ذلك، خاصة لم شمل المناضلات والمناضلين في إطارٍ يضمنُ انسجامهم ويُوحد مفاهيمهم من خلال:
1ـ تعبئة كل الطاقات الوطنية لربح المعركة الفاصلة ضد العدو في المناطق المحتلة، ووضع خطة وطنية تضمن التكاملية في الأدوار المَنوطة بكل مكون من مكونات الجسم الوطني داخلياً وخارجياً، بهدف تقوية الانتفاضة ودعمها معنوياً ومادياً.
2ـ الحضور القوي والعلني للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب وروافدها، من نساء، شباب، عمال وطلبة في ساحة معركة المناطق المحتلة، باعتبارها الإطار الوحيد القادر على احتواء كل المكونات وكل أشكال النضال بحكم تمثيلها الوحيد للشعب الصحراوي وللمبادئ والقيم التي تٲسس عليها المشروع الوطني.
3ـ تقوية الوحدة الوطنية كضامن للنصر ورص الصفوف وتوحيد الجهود لتفويت الفرصة على الأعداء، واعتماد مبدأ النقد والنقد الذاتي أسلوباً لتصحيح الأخطاء.
4ـ إنشاء صندوقٍ خاصٍ لدعم الانتفاضة وتشجيع روح التضامن والتكافل داخل المجتمع.
5ـ التكثيف من الحملات الداخلية والخارجية من أجل إطلاق سراح أبطال مُخيم أكديم إزيك وجميع المعتقلين السياسيين، واستمرار البحث عن المفقودين ومطالبة الدولية المغربية بالكشف عن مصيرهم.
6ـ فتح جُسور الاتصال المباشر وغير المباشر بين المواطنين الصحراويين في داخل المناطق المحتلة وخارجها، باعتباره حق إنساني مُعترف به دولياً.
7ـ استمرار العمل تجاه الأمم المتحدة وكل من الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي من أجل توفير حمايةٍ دوليةٍ للصحراويين داخل المناطق المحتلة انطلاقاً من الوضعية القانونية للصحراء الغربية وحق شعبها في تقرير المصير والاستقلال.
وفي هذا السياق يجب التكثيف من الزيارات الجماعية والمنفردة للمنظمات الدولية والبرلمانات ومراكز البحوث والدراسات والوفود الصحفية للمناطق المحتلة للوقوف على مُمارسات السلطات المغربية الوحشية ضد المواطنين الصحراويين.
الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل
25 أغسطس 2015
إن منتدى الوحدة الوطنية في مواقع التواصل الاجتماعي هو فضاء لنقاشٍ وطني جاد وبناء، يسلط الضوء على مختلف أوجه كفاح الشعب الصحراوي من أجل الحرية والاستقلال الوطني، انطلاقاً من حالة الجمود التي تمر منها القضية الوطنية، والتي يُوازيها تمادي العدو الغازي المغربي في تجاهل حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال.
ويضم هذا المنتدى العديد من مناضلات ومناضلي الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، من مختلف مواقع الفعل النضالي ومختلف فئات المجتمع، شيباً وشباباً، من بينهم أعضاء من الأمانة الوطنية، قادة عسكريون، برلمانيون، سفراء وممثلون، معتقلون في السجون ومعتقلون ومفقودون سابقين، حقوقيون من المناطق المحتلة، مسؤولو قطاعات وفروع، صحفيون وفنانون وشعراء.
ومواصلة لنقاشاته المعمقة، عكف المنتدى مطولاً على تقييم، دراسة وتحليل مسار انتفاضة الاستقلال في المناطق المحتلة كمحطةٍ بارزة وجبهة حاسمة في صراعنا مع المحتل المغربي؛ وإذ يُشيد المنتدى بالإنجازات الكبيرة التي حققتها هذه الانتفاضة العظيمة وأسلوبها الحضاري، فإنه يقف وقفة إجلال وإكبار ترحماً على أرواح شهدائنا الأبرار الذين قدموا حياتهم من أجل نصرة القضية الوطنية، ويُحي عالياً صمود وعزيمة أبناء شعبنا المغوار في المناطق المحتلة “الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا”، كما يُحي عالياً أولئك النسوة والرجال، أبطال الانتفاضة الذين ساروا ويسيرون على خطى الشهداء وعن دربهم لا يحيدون قيد أنملة، وقد دفعوا ثمن مواقفهم ونضالاتهم زهرة العمر التي قدمها مناضلونا عن طيب خاطر قرباناً على مذبح الحرية، ليُسطر التاريخ ملاحمهم قصص شموخ أربكت حسابات الغزاة وضربتْ هيبة الاحتلال في مقتل.
ويُعبر المنتدى، بشكل خاص، عن اعتزازه وافتخاره بصمود، مقاومة وشجاعة المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية، وعلى رٲسهم سجناء أكديم إزيك، ويَشد على أياديهم، ويُطالب بالإفراج عنهم في أقرب وقت.
ويُدين المنتدى بشدة ما تعرضتْ له المرٲة الصحراوية، شرف الصحراويين، من ممارسات مخالفة للقيم الانسانية والأخلاق والدين على يد السلطات المغربية الغازية، من تنكيلٍ واغتصابٍ واجهاضٍ للأجنة في السجون المغربية، ومن سحلٍ في الشوارع ومضايقاتٍ مهينة، كان آخرها المُعاملة الهمجية للأخت ليلى الليلي والوفد النسوي المرافق لها، بعد رجوعهن من زيارة للجزائر الشقيقة ومخيمات العزة والكرامة، لا لسبب سوى أنهن صحراويات يُدافعن عن حقهن المشروع في الحرية والاستقلال، ويرفضن الاحتلال المغربي لأرضهن.
وبالمناسبة، فإن كل أعضاء المنتدى، يُعربون عن اعتزازهم وافتخارهم بالدور الحيوي الذي تقوم به المرأة الصحراوية كٲم وأختٍ وزوجة، وكمعلمة وملهمة لمعاني التضحية والاقدام والصبر والإباء.
إذ يَستعرض المنتدى مسيرة الانتفاضة، فإنه يقف على حجم مؤامرات العدو ويُنبه إلى الأبعاد الخطيرة لتلك المناورات، التي لا تهدف فحسب إلى إجهاض الانتفاضة باعتبارها جبهة أمامية مُتقدمة، بل وللالتفاف على قضيتنا الوطنية ككل من خلال زرع بذور الخلاف والشقاق بين الصحراويين، ويدعو المنتدى جميع الصحراويات والصحراويين إلى رصّ الصفوف وتوحيد الجهود وتجاوز العراقيل.
إن انتفاضة الاستقلال التي اندلعتْ يوم 21 ماي 2005 في المناطق المحتلة من الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، هي امتداد طبيعي لحركة نضالية تاريخية، غنية، عتيدة ومريرة، أسسَ لها الشعب الصحراوي منذ نهاية الستينات، واستمرت بقيادة طليعته الصدامية الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، فبلورها وجدد أساليبها، خصوصاً أنها جاءتْ رداً مناسباً، حضاريا وواعياً على وضع الانتظار والترقب الذي كان سمة ما بعد وقف إطلاق النار وتوقف مسار تنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي بسبب العراقيل التي ما فتئت المملكة المغربية تضعها، وفي ظل عجز المنتظم الدولي عن فرض تنظيم هذا الاستفتاء، وبالمقابل تسويق الاحتلال لمشروعه “القديم الجديد” وتضييق إحكام القبضة الحديدية على المناطق المحتلة في إطار حربٍ نفسيةٍ لزرع اليأس والقنوط وانتهاج سياسات القمع والترهيب للقبول بواقع الاحتلال.
ولقد شكلتِ الانتفاضة ضربة قاصمة لمخططات العدو المغربي، وبعثرتْ أوراقه التي كان يُراهن عليها، كما أصبحتْ معطىً جديداً كان بمثابة المِعْوَل الذي أصاب جدار الطوق الاعلامي المضروب حول المناطق المحتلة بالتصدع، وشكلتْ كذلك الصوت الجماهيري الذي فضح الاحتلال وممارساته المخزية بحق مواطنينا ومناضلينا في المناطق المحتلة وجنوب واد نون والجامعات المغربية.
وانطلاقاً من كل ما سبق، فإن الانتفاضة هي انعكاسٌ طبيعي لإرادة وصمود وإصرار وتحدي الشعب الصحراوي، وتجسيدٍ واقعي على رقعة الميدان لنفسية وسلوك وممارسة الإنسان الصحراوي المؤمن بالمبادئ والثوابت الوطنية التي تحكم المشروع الوطني؛ هذه القناعات المترسخة هي التي شكلتْ أساس البناء والضمانة الرئيسية لاستمرار سفينة الكفاح من أجل التحرير الكامل للوطن المُغتصب، التي ظلتْ تشق طريقها لٲكثر من أربعة عقودٍ من الزمن ولازالت تواصل سيرها بثباتٍ وتحدٍ، والتي جربت أشرعة ومجاذيف عدة، أبرزها الكفاح المسلح الذي خاضه أسود جيش التحرير الشعبي الصحراوي البواسل، الذين كان لهم الفضل، كل الفضل في تثبيت وجود الشعب الصحراوي الأبي وتحصين مكتسباته الوطنية.
لقد جاءتْ انتفاضة الاستقلال بعد سلسلة نضالات عديدة مَهدتْ لاندلاعها وساهمتْ في استمرارها، فاختزلتِ الانتفاضة آلام الصحراويين وجسدتْ خياراتهم الوطنية في حراكٍ دائمٍ ضد العدو، يُلقي بظلاله على كل جوانب الحياة السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية، ويشمل كل فئات الشعب ومن مختلف الأعمار لضمان التواصل والتربية السياسية.
ووقفتِ الانتفاضة بالمرصاد أمام كل محاولات العدو الرامية إلى تفكيك الوحدة الوطنية وإجماع الصحراويين على الاستقلال، فاستطاعتْ أن تُفشل سياسات الابتلاع والاستيطان والتهجير التي انتهجتها السلطات المغربية منذ البداية لتغيير البنية الديمغرافية الصحراوية، وذلك بالحفاظ على عاداتِ الشعب الصحراوي وتقاليده وتلاحمه، وفرضتِ التسليم بخصوصيته كمجتمع متميز.
لقد تجلى تميز انتفاضة الاستقلال وريادتها، في أساليبها الجديدة والمتجددة، حيث نجحتْ في توظيف الملف الحقوقي للكشف عن جرائم الدولة المغربية ضد المواطنين الصحراويين في المناطق المحتلة، وهو ما أعطى للقضية بعداً دولياً سلط الضوء على القضية الوطنية بشكل عام، وخاصة جوانبها القانونية.
كما تميزتِ الانتفاضةُ كذلك بإبداعها في خلق قياداتها الميدانية واتساع رقعتها وشموليتها لكل الشرائح الاجتماعية من نساء وطلبة وعمال وفئات اجتماعية مختلفة، مما جعلها قادرة على كسر الحواجز النفسية الفاصلة بين الصحراويين، وإخراجهم من الدوائر الضيقة التي حاول الاحتلال المغربي حشرهم فيها، ليستعيدوا قوتهم الخارقة، الكامنة في وحدتهم والتحامهم، وأخذهم زمام المبادرة، وكان خلاصهم من كابوس الخوف الذي جثم على صدورهم طيلة سنوات، هو سر افتخارهم واعتزازهم بانتفاضة الاستقلال، ورهانهم عليها لكسب معركتهم المصيرية مع الاحتلال المغربي.
وقد عززتْ ملحمة “أكديم إزيك” بزخمِها الجماهيري وقوتها التنظيمية، ثقة الصحراويين بأنفسهم وقدرتهم على صنع المستحيل، وأكدتْ لهم جدوائية الفعل الوطني في تغيير الموازين؛ كما شكلتْ رسالة قوية للعالم تؤكد من جديد رفض الاحتلال المغربي، وبأن الشعب الصحراوي أصبح حقيقية لا يُمكن القفز عليها، لا بالحسابات الضيقة، ولا بالرهانات على النيل من وحدته، ولا بالمُماطلات والتسويف، وأن إرادته في الحرية والاستقلال، هدفٌ أسمى، شق طريقه إليه بتضحياتِ أبنائه، وسيصل إليه حتماً اليوم أو غدا.
وفي ظل وضعيةٍ تنذرُ بالانسداد النهائي لأفق الحل السياسي وعودة القضية لمربعها الأول، بسبب الرفض الواضح والصريح للنظام المغربي لاحترام حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال، واستمراره في سياساته الاستعمارية، والمدعوم من طرف قوى دولية كبيرة، ونظراً للآثار التي ستترتب عن هذا الموقف المتعنت للحكومة المغربية، بات لزاما علينا، أكثر من أي وقتٍ مضى، أن نحافظ على مكاسبنا ونعززها.
وفي هذا السياق تأتي المناطق المحتلة كجبهةٍ حاسمةٍ في الصراع أذا ما وظفتْ حركتها النضالية أحسن توظيف، ودعمتْ بقوةِ حضور الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب كإطارٍ جامعٍ لكل مُكونات النضال الصحراوي، وتأطيرها لساحاتِ الفعل الوطني في المناطق المحتلة وجنوب واد نون والمواقع الجامعية المغربية، من أجل خلق نقلة نوعية في الصراع المباشر ضد العدو، تبعد الخوف عن الجماهير وتشجعها على الخروج للشارع.
إن المنتدى، ٳذ يُؤكد على أن المناطق المحتلة أصبحتْ رهاناً حقيقياً يستدعى تكاثف جهود كل الصحراويين لكسبه، فإنه يرى أن ذلك لن يتٲتى إلا بتقوية الانتفاضة وضمان تصاعدها وتذليل كل العقبات التي تقف أمام تحقيق ذلك، خاصة لم شمل المناضلات والمناضلين في إطارٍ يضمنُ انسجامهم ويُوحد مفاهيمهم من خلال:
1ـ تعبئة كل الطاقات الوطنية لربح المعركة الفاصلة ضد العدو في المناطق المحتلة، ووضع خطة وطنية تضمن التكاملية في الأدوار المَنوطة بكل مكون من مكونات الجسم الوطني داخلياً وخارجياً، بهدف تقوية الانتفاضة ودعمها معنوياً ومادياً.
2ـ الحضور القوي والعلني للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب وروافدها، من نساء، شباب، عمال وطلبة في ساحة معركة المناطق المحتلة، باعتبارها الإطار الوحيد القادر على احتواء كل المكونات وكل أشكال النضال بحكم تمثيلها الوحيد للشعب الصحراوي وللمبادئ والقيم التي تٲسس عليها المشروع الوطني.
3ـ تقوية الوحدة الوطنية كضامن للنصر ورص الصفوف وتوحيد الجهود لتفويت الفرصة على الأعداء، واعتماد مبدأ النقد والنقد الذاتي أسلوباً لتصحيح الأخطاء.
4ـ إنشاء صندوقٍ خاصٍ لدعم الانتفاضة وتشجيع روح التضامن والتكافل داخل المجتمع.
5ـ التكثيف من الحملات الداخلية والخارجية من أجل إطلاق سراح أبطال مُخيم أكديم إزيك وجميع المعتقلين السياسيين، واستمرار البحث عن المفقودين ومطالبة الدولية المغربية بالكشف عن مصيرهم.
6ـ فتح جُسور الاتصال المباشر وغير المباشر بين المواطنين الصحراويين في داخل المناطق المحتلة وخارجها، باعتباره حق إنساني مُعترف به دولياً.
7ـ استمرار العمل تجاه الأمم المتحدة وكل من الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي من أجل توفير حمايةٍ دوليةٍ للصحراويين داخل المناطق المحتلة انطلاقاً من الوضعية القانونية للصحراء الغربية وحق شعبها في تقرير المصير والاستقلال.
وفي هذا السياق يجب التكثيف من الزيارات الجماعية والمنفردة للمنظمات الدولية والبرلمانات ومراكز البحوث والدراسات والوفود الصحفية للمناطق المحتلة للوقوف على مُمارسات السلطات المغربية الوحشية ضد المواطنين الصحراويين.
الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل
25 أغسطس 2015
Comments
Post a Comment