-->

الأفلان يتهم “أطرافا” بالعبث في الحزب ويردّ على من أوّلوا تصريحات سعداني: ”موقف الحزب من قضية الصحراء الغربية من موقف الدولة الجزائرية”


الجزائر 16 نوفمبر2015 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)ـ ردّت أمس، جبهة التحرير الوطني على من أسمتهم “أطرافا” تحاول استغلال وتأويل تصريحات أدلى بها الامين العام لجبهة التحرير الوطني عمار سعداني خلال استضافته في حصة “قضية ونقاش” على قناة تلفزيونية خاصة مؤخرا، وأكد الافلان أن “هناك اطرافا تحاول العبث في الحزب والصيد في المياه العكرة وأن توقعه في فخ التصريحات الخاطئة”، مجددا تأكيده “ان موقف الافلان من قضية الصحراء الغربية من موقف الدولة الجزائرية وأن الافلان لطالما تمسك ويتمسك بمشروع بناء المغرب العربي الكبير”.
وأوضح أمس، المكلف بالاعلام بجبهة التحرير الوطني حسين خلدون في تصريح لـ«الأحداث” أن الامين العام لـ«الافلان” عمار سعداني لم يدل بأي تصريحات تمس أو تسيئ للقضية الصحراوية، مؤكدا أن هناك أطرافا تحاول العبث في الحزب من خلال تأويل تصريحات لعمار سعداني مؤخرا، والتي لم يسئ من خلالها الى القضية الصحراوية، مضيفا أن الحزب يعلم جيدا ان هناك اطرافا لم يذكر اسمها تريد خلق بلبلة اعلامية للضرر به.

وتابع خلدون قائلا: “إن الامين العام للحزب استضيف في حصة “قضية ونقاش” على قناة النهار وكان موضوع الحصة يتمحور حول مبادرة الافلان لتشكيل جبهة وطنية لدعم برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة التي اطلقتها الافلان مؤخرا وحول نقطة أخرى تتمثل في تعديل الدستور، الا أنه وقبيل اختتام الحصة سأل الصحافي سعداني بخصوص ملف قضية الصحراء الغربية، فرد الامين العام للحزب بأن هذا الملف يحتاج لوقت اطول للحديث عنه ودعا لتخصيص حصة اخرى لهذا الموضوع.. وأوضح خلدون في هذا السياق “أن من يرغبون في العبث بالحزب أوّلوا هذه التصريحات وأضافوا لها بعض الكلمات التي ارادوا من خلالها الاساءة للحزب العتيد...”. 
وهاجم المكلف بالاعلام بالافلان هؤلاء قائلا: “إن موقف الافلان من الصحراء الغربية من موقف الدولة الجزائرية الداعم والمساند لها ولا داعي للتشكيك فيه”. 
وفي السياق ذاته، أضاف خلدون أن جبهة التحرير الوطني لطالما تمسكت ببناء المغرب العربي الكبير، فكيف لها أن تسيء للقضية الصحراوية؟، مشيرا الى أنه يتعيّن على المشككين في هذا أن يقفوا طويلا عند موقف الجزائر الداعم للقضية الصحراوية، مؤكدا “موقفنا من موقف الدولة الجزائرية...”. 
وكانت عديد المواقع الالكترونية قد تحدثت عن تصريحات نسبت للامين العام للافلان، أين اكدت ان سعداني خرج بتصريحات غامضة وغير مفهومة حول القضية الصحراوية كقوله سيخرج الناس الى الشارع، وتساءلت عما يقصد سعداني من هذه التصريحات المفاجئة، والتي لا تمثل موقف الجزائر الثابت.
ونقل موقع “وكالة المغرب العربي للانباء” الصحراوي على سعداني ان يصحح كلماته وأن يتكلم باسم نفسه، ألا يتذكر سعداني كلمة البطل الراحل هواري بومدين الذي قال لن اترك الصحراويين لوحدهم، ونحن كصحراويين نقول لسعداني قل ما شئت فالجزائر ذات مواقف لا تغيرها انت ولا غيرك والجزائر اكبر منك وستبقى الجزائر مدافعة عن حقوق المظلومين مثل ما فعلت سابقا في جنوب افريقيا وتيمور الشرقية وفلسطين وغيرها من الدول ولا زالت الجزائر صاحبة المبادئ والقيم والمواقف”.
وكانت وسائل الإعلام المغربية قد هللت ووجدت ضالتها في تصريحات الأمين العام لجبهة التحرير بخصوص ملف الصحراء الغربية والتصريحات الاستفزازية للعاهل المغربي تجاه الجزائر بمناسبة الذكرى الأربعين لاحتلال المغرب للصحراء الغربية. واعتبرت وسائل إعلام نظام المخزن أن هذه التصريحات تعد مؤشرا على مراجعة جزائرية لموقفها تجاه الملف.
ونفس الوسائل الاعلامية المغربية أوّلت حسب أهوائها تصريحات عمار سعداني التي كانت مادة إعلامية خصبة وعلى طبق من ذهب للموقع الإخباري المغربي ‘’يا بلادي’’ الناطق بالفرنسية القريب من المخزن والمعروف بمقالاته المتهجمة على الجزائر، فاعتبر في تأويله المغلوط لتصريحات عمار سعداني ‘’مؤشرات على مراجعة في السياسة الجزائرية تجاه المغرب’’. بل وأكثر من ذلك اعتبر أن سعداني باعتباره مقرب من دوائر الحكم ‘’مخول لإبلاغ الطبقة السياسية بذلك’’. 
الضالة نفسها وجدها موقع ‘’هيسبيرس’’ المغربي الذي وصف تصريحات عمار سعداني بغير المعهودة، في إشارة إلى أن له رأي مخالف عن الرأي المجمع عنه في الجزائر. 
هذه التأويلات الخاطئة تلجا اليها في العادة أبواق المخزن في محاولة لبث الشكوك ومغالطة الرأي العام رغم أن الجزائر موقفها واضح من القضية وقد جددت مؤخرا التأكيد على موقفها المحايد في قضية الصحراء الغربية، وهو ما جاء على لسان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة.
وقال لعمامرة إن الجزائر توجد على مسافة واحدة من طرفي النزاع، جبهة البوليزاريو والمملكة المغربية التي تراجعت عن التزام كان قد قطعه ملكها الراحل الحسن الثاني على نفسه في بداية التسعينات، وهو تنظيم استفتاء حول استقلال الصحراء الغربية.
وألقى لعمامرة في مقابلة صحفية مع فضائية “العربية” بالمسؤولية على الطرفين المتنازعين ومعهما هيئة الأمم المتحدة، بصفتها الجهة المتكفلة بالقضية في حل الأزمة، وأوضح أن “الجزائر وباعتبارها ليست طرفا في القضية، لا تدعم ولا ترفض مقترح الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب على جبهة البوليزاريو”.
وبدوره أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الشعبي الوطني النائب نورالدين بلمداح أول أمس، خلال تدخله في أشغال الندوة الأوروبية الـ 40 للدعم والتضامن مع الشعب الصحراوي، تمسك الجزائر بالحق في تقرير المصير كحل وحيد لنزاع الصحراء الغربية المحتلة من قبل المغرب منذ 40 سنة، مشيرا الى أن “تقرير المصير حق أساسي من حقوق الانسان التي تنص عليها التشريعات الدولية لكافة الشعوب وإنه لظلم ومن غير المنطقي أن يبقى الشعب الصحراوي محروما من هذا الحق”.
المصدر: الاحداث الجزائرية

Contact Form

Name

Email *

Message *