-->

قراءة في خطاب الملك المسجل

وصل الملك تحت جنح الظلام، وهذا ما لم يقم به زعيم في العالم قط، لأن تفقد الرعايا
ليلا يعني عدم الاهتمام بهم و ليل العيون دامس منذ اربعين سنة مضت عندما وصلتها جحافل السكارى و الحشاشين في مسيرة الجياع بحثا عن ما يفترسوه.
يبدو ان الخطاب هذه المرة سجل في وقت غير لائق فرضته ظروف صحة الملك عندما تحسنت قبل سفره الى الهند. ما دل على ذلك هو خلو الخطاب من كثير من الاحداث مرت بها المنظقة و العالم ونتائج القمة الافروأسيوية التي حضرها الملك. 
بدأ الخطاب دون بسملة وهو من يدعي امارة المؤمنين، لقد تذكر في السطور الاولى بأن التعامل مع "قضية الصحراء له سلبيات" ولم يدرك الملك ان المغرب لا يسعى الى ارضاء الصحراويين اكثر من سعييه الى ارضاخ الصحراويين لاحتلاله لارضهم منذ اربعين سنة مضت.
في اطار التعامل مع ماسماه "أقاليمنا الجنوبية" في المجال السياسي والتنموي قال انه "وصل الى مرحلة النضج" نعم انه النضج في اساليم التعذيب و "المغالطات القانونية" و استباحة الارض و الانسان الصحراوي و اسغلال ثرواته، و مضايقته بالمستوطنين المغاربة، شهد الملك نفسه ان الصحراويين "رجال تجارة وعلم يعيشون من جهدهم بكرامة وعزت نفس و لايتتظرون المساعدة من احد" ولم يدرك ذلك الا الان بعد اربعين سنة من الاحتلاله لارضهم الصحراء الغربية في اشارة منه الى ان (سياسة الكارطيات لم تجدي نفعا).
حاول الملك ان يكذب على نفسه من خلال الاعلان عن انطلاق مشاريع ضخمة من قبيل الطريق السيار المزدوج و ايصال خطوط السكك الحديدية الى ما اسماه "الاقاليم الجنوبية" و لم يسعفه الحظ حيث بعد لحظات عبر عن استحالة قيام هذه المشاريع متذرعا بنقص التمويل وهو يدرك جيدا انه يستطيع فعل ذلك من مداخيل المغرب من المخدرات فقط. 
لم يغيب الملك في خطابه كعادته التهجم على الجزائر ووصفها "بالعدو" ولم يدرك بعد ان قبلة الثوار تحتفل هذه الايام بنشوة النصر والانتصار وليس على جار او باحتلال. انما بانتصار الحق على الباطل انتصار الثورة الجزائرية التي قادها الشعب و دفع من اجلها اغلى ابنائه، وضد اكبر دولية استعمارية في العالم. 
فنوفمبر شهر الثورة و لا يجوز ان تدنسه "المسيرة السوداء" باحتفالياتها المسروقة ليلا والمفروضة نهارا على الصحراويين في المناطق المحتلة من خلال اشهار صور "الملك المفترس" واعلام الجنرال الفرنسي "ليوطي" وفرض سيطرة امنية على المنطقة بمختلف التشكيلات الامنية المخزنية.
خطاب جاف جفاف مضامينه لم يقف على جديد و الا الاحلام الملكية في التنمية والحلول القديمة و مقترحات اكل عليها الدهر و رفضها الصحراويين جملة وتفصيلا، لم يحضر الملك العيون نهارا لانها ستشتعل انتفاضتها نهارا لان الاحرار لا يكافحون في الخفاء ولا تحت جنح الظلام لان الحق ظاهر على اهله و الباطل قاتل لفعله.
بقلم : بلاهي ولد عثمان

Contact Form

Name

Email *

Message *