-->

رد الجميـــــل

بعد 5 سنوات من العمل و المرور بالعديد من المحطات النضالية أصبحنا اليوم على
مرمى حجر من انعقاد المؤتمر 14 للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب و هو المحطة الختامية و الاساسية لحصد ما تم انجازه خلال هذه الفترة, مرت امام أعيننا الندوات السياسية التي كانت النواة الحقيقية لمحتوى جلسات هذا المؤتمر حيث تم فيها نقاش التقارير الخاصة ببرامج العمل و المقترحات التي نتمنى الوقوف عليها بعد المؤتمر لتسيير مؤسساتنا بالطريقة المناسبة في غضون هذه الوضعية المفروضة و المرفوضة كما قال رئيس الجمهورية محمد عبد العزيز.
كان لي الشرف حضور احدى هذه الندوات بالشهيد الحافظ اين تم نقاش المقترحات الخاصة ببعض القطاعات, وقد حضر نقاش هذه المقترحات عدد من الاطر الصحراوية الذين اكدوا جميعهم على تحقيق برنامج عمل يخدم الصالح العام و بادروا بتقديم مقترحات مثمرة و جادة, و في نفس الوقت عبروا عن غضبهم ازاء الوضع الراهن و ما عليه مؤسساتنا من عدم الانضباط و سوء التسيير و نقص الجدية في العمل وهذا الرأي الاخير هو الغالب بين الكثير من الموظفين و كذا المواطنين بصفة عامة ، و من المعروف ان المؤتمرين ليسوا ببعيدين عن هذه الفئات مما يضمن التمثيل في المؤتمر وحمل الرسالة التي اردنا ايصالها الى المؤتمر و ان لا يكون ممن قيل فيهم " لا تنهى عن خلق و تأتي بمثله عار عليك ان فعلت عظيم ", أتمنى أن نكون جادين في ما نسعى اليه من اصلاح و تحقيق اهدافنا السامية .
وإذا كان غياب المحاسبة و الرقابة داخل مؤسساتنا هو الغالب ، فلنتذكر انه حاضر عند المحاسب الاعلى في الدار الاخرة, وبالتالي يجب ان يكون من اولويات المؤتمر ايجاد قانون صارم للمحاسبة و الرقابة في جميع المؤسسات و غلق الثغرات القانونية التي يستغلها البعض لأغراض شخصية و بذلك نكون قد قمنا بتقوية الثقة التي اصبحت شبه مفقودة بين الشعب و السلطة و لو ان من هم في السلطة لم يأتوا من خارج هذا الشعب, لكن رغم كل ذلك لا يمكن ان تكون الصورة سوداء في اعيننا و نفشل في ما طمحنا اليه خلال 40 سنة التي مضت من اللجوء و قساوة الطبيعة و العطاء من اجل قضيتنا العادلة. 
من المؤسف ان نكون جميعا ننتقد النظام في الوقت الذي نحن هم من يجب علينا ان نقف الى جانبه و نعبد طريقه و نصنع المعجزات من اجل بقاءه و الحفاظ عليه, و يشمل ذلك بعض ممن يمثلون النظام نفسه آملين من نقدهم تحقيق غايات شخصية نفعية , و بالتالي أصبح النظام اشبه باليتيم و يتهم من طرف الجميع وينعت بالأصبع من يدافع عنه و كأنه قد ارتكب جريمة شنعاء, هذا لا يعني انه ليس هناك ما هو في حاجة الى الاصلاح و قد يكون بالنسبة للبعض اكثر من ذلك. 
نحن جميعا ابناء هذا النظام - الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب – و ترعرعنا في كنفه ،درسنا و تعلمنا في حضنه, ألا يستحق منا رد الجميل؟ ألا يجب ان نكون ابناؤه البررة ؟ و كما يقال " خير ما جبروه اهلك يحرك بي الطامعو" ...
القضية ليست ملكا لأحد و لا هي قضية اشخاص ،فلنسمى بتفكيرنا و نعمل لأجل هذا الوطن الجريح الذي سقط في سبيله الشهداء الأبرار, و قدم من اجله آباؤنا و أجدادنا أغلى ما يملكون.
تأكدوا أن نجاح نضالنا يكمن في وحدتنا فلنشد عليها بالنواجذ و نرقى بأهدافنا و نضع نصب اعيننا الهدف الأسمى ألا و هو الاستقلال التام...
عاشت الصحراء الغربية حرة مستقلة...

بقلم: حمودي بشرايا

Contact Form

Name

Email *

Message *