-->

كل هذه الضجة لأن "العربية و الديمقراطية" سقطتا؟

إذا كان علينا أن نسأل عن سبب تغيير الإسم الرسمي لدولتنا فعلينا أن نسأل أيضا عن
أسباب إختيار الإسم الحالي، بل و أن نسأل كذلك عن كيفية إختيار التسمية و من قام بها و لماذا لم يُستفتى الشعب منذ البداية على إسم مولوده؟
أحد لم يطرح هذا السؤال من قبل، ربما تقديسا لمن قام بذلك! و هذا خطأ فكل بني آدم بمن فيهم آباؤنا السابقون بشرٌ يخطئون و يصيبون، تماما كما يخطئ و يصيب رفاقهم من بعدهم ممن رأوا أن يعرضوا فكرة تغيير إسم الدولة الرسمي على المؤتمر الشعبي العام الرابع عشر، بما يتيح للشعب ممثلا في المؤتمرين إختيار _و لأول مرة_ إسم دولته، و هو ما لم يكن متاحا قبل 40 سنة، حين أجمع نفر "قليل" دون استفتاء الشعب على الإسم الحالي.
يراد لنا أن نفهم بأن تغيير إسم الدولة خطأ، أو لعبة، أو شيء عديم الأهمية، أو تسويقه على أنه غير "ديمقراطي" لأنه محض إرادة البعض لا الكل، بينما يتناسى اصحاب هذا الطرح أن الإسم الأول لم يكن من إختيار الشعب أيضا و لم يعرض لاستفتاء كي يتسنى للشعب حينها أن يختار.
شيء آخر يتم استغلاله _من طرف المناوئين للفكرة_ و هو أنها أسقطت "الديمقراطية" من شعار الدولة، و هنا أتساءل من أين أتى هذا المفهوم؟ من الغرب _مهد الديمقراطية_ الإجابة ؛" لا توجد أي دولة غربية .. و لا واحدة من أمهاتها ترفع المصطلح إلى درجة جعله ينتمي إلى إسمها الرسمي". فلم الإصرار على البحث عن سبب للمخالفة .. أ'للمخالفة فقط؟
علاوة على ذلك كله، يتشكل الشعب الصحراوي من اثنيات مختلفة و مختلطة _عرب، أمازيغ، و أفارقة_ هذا إذا ذهبنا بعيدا في مسألة أصول الشعب، فما العيب أن نشرك كل هذه المكونات في إسم جامع لا يقصي أحدا؟
مما يحسب للمقترح الجديد #جمهورية_الصحراء_الغربية حفاظه على إسم الإقليم _الصحراء الغربية_ متماسكا، مما يسهل تسويق الدولة في عالم السياسة كإسم دولي متعارف عليه و معترف به من طرف المجموعة الدولية كإسم للإقليم، و هو الى ذلك سيساهم في تقدم المعلومات المرتبطة به في نتائج محركات البحث العالمية، ما يقرب معلومات قضيتنا من شعوب العالم و نخبه، دون أن ننسى أن الإسم بحد ذاته يمنح للجمهورية صيغة الدولة الحديثة، التي تتخلى في اسمها عن كل الصفات.
و رغم أنني من أنصار الإسم المقترح R.S.O إلا أنني سأشعر بأسف كبير "إذا ما أصبح الخطاب الشهير لزعيم الثورة غير صالح للاستعمال في جنريك نشرة الأخبار، إذ أن الجمهورية التي أعلنها بالصوت و الصورة، لم تعد بذات الإسم_ في حال اختار الناخبون في المؤتمر القادم الإسم الجديد_، و هو ما سيجعلنا نسير إلى الإمام و إلى الخلف في وقت واحد، لتغيير أشياء كثيرة ارتبطت باسم R.A.S.D الذي من المحتمل أن نطلق عليه بعد أيام "الإسم القديم"!

بقلم ؛ مصطفى سيد البشير

Contact Form

Name

Email *

Message *