-->

العـــــروبة خيار وليست نزوة

تفاجأت كثيرا عندما قرات خبرا مفاده ابتكار اسم جديد للدولة الصحراوية ، ونزع اسم
العربية منها الى كلمة جمهورية الصحراء الغربية .
خطوة خطيرة في نظري اقدم عليها البعض ممن يسوس الاشياء بمنطق النزوات السياسية الخاطئة ،مبررها ردة فعل عن احباط أصاب بعض السياسيين الكسالى من ظلم ذوي القربى ، بسبب ابتعادهم عنا وخذلانهم لنا على مدى اربعين عاما متجاهلين ان العرب لا يستطيعون مد يد العون لنا ولا لغيرنا وما فلسطين عنا ببعيد .
ان من يؤسس لتاريخه بثوابت ،كما اعلنت عن ذلك الجبهة في أديباتها منذ البداية على اننا جمهورية عربية صحراوية ديمقراطية ، ثم يحاول ان يدوس على ما نسجته يداه بمجرد نزوة عابرة هو بمثابة من يريد ان يشكك في أصولنا ولغتنا وديننا .
صحيح ان العربية لسان وليست معتقد كما يحاول البعض ان يفرضه ممن اعتنقوا مذهب جورج حبش واخوانه ، والشعب العربي الصحراوي عندما اعلن الدولة الصحراوية أعلنها بإعلان مازالت القلوب تنبض به حبا جارفا ووفاء لا نظير له نطقه ذات يوم الشهيد الولي مصطفى السيد " بسم الله وبعون من الله وتجسيدا لإرادة الشعب العربي ووفاء لشهدائنا الابرار وتتويجا لتضحيات شعبنا سيرتفع اليوم على ارض الساقية الحمراء ووادي الذهب علم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية " ، معبرا به عن ارادة الشعب وضميره واختياره لمستقبله ، امام العالم مقدمين له بطاقة تعريف وطنية كاملة ، واليوم بعد ما يقارب اربعين عاما على ميلادنا ،هل من المعقول ا ومن الحكمة ان نتخلى عن القيم التي دافع عنها شعبنا واقتنع بها ؟ اوليست هذه خيانة للشهيد الولي ورفاقه و تخلي عن فكرهم وهم الذين سقطوا دفاعا عن عروبة واستقلال وكرامة هذا الشعب ؟
لست هنا بصدد الدفاع عن العروبة كعرق ، كما يحاول البعض في الدول العربية لتأجيج الفتنة مع بعض الأعراق الاخرى ، ولكن من باب التسليم ان الشعب الصحراوي بأعراقه المختلفة واصوله المتنوعة يشكل حالة فريدة وهي التحدث باللهجة الحسانية وهي احدى اللهجات العربية المعروفة ، ولذلك فمن الطبيعي جدا الا ينازعه احد ان سمى نفسه الجمهورية العربية الصحراوية ، ثم ان كان البعض ممن يفكرون بأمعائهم الرقيقة يريدون بنا التوجه لإفريقيا فلا بد من تذكيرهم ان مصر العربية هي عضو في الاتحاد الافريقي ولا اظن انها تتوجس خيفة من هذه الخاصية .
قد يكون حجة اقصاء العروبة عند بعض الدول ، كان نتيجة لحساسيات مع بعض الاعراق الاخرى ، واقصاء الاسلام بسبب اتباع بعض افراد تلك الدول لديانات اخرى غير الاسلام ، وقد يكون لهذا ما يبرره ، ولكن لست أدري مالسبب والعذر الذي سيقدمه لنا اصحاب الافكار البليدة ، الذين مافتئوا يستعملون المعاول والفؤوس الفكرية لهدم مقومات الشعب ، واللعب بمصيره ؟
بقلم: محمود خطري حمدي 

Contact Form

Name

Email *

Message *