شخصية العام 2015 : نساء حملن القضية على اعناقهن فحققن الانتصار
01 يناير 2016 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)ـ تختار وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة لشخصية العام 2015 ثلاث نساء صحراويات كابرز اوجه للسنة المنصرمة وفي مقدمتهن المناضلة الصحراوية مريم الحسان، التي رحلت هذه السنة عن عمر يناهز 57 عاماً بعد صراع طويل مع مرض عضال “لم يمنعها من الوقوف على منصات عالمية في فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإسبانيا وفنزويلا والبرتغال وأستراليا وإفريقيا لتكون صوت الصحراء الغربية الرافض لكل اشكال الاستسلام والمهادنة مع المحتل الغاصب.
وتُعدّ “قيثارة الصحراء” مريم حسان من اهم الاصوات التي اوصلت القضية الصحراوية إلى شعوب الأرض، بدأت بنت مدينة السمارة تتلمس خطواتها نحو الفن منذ نعومة أظفارها، لتتحول في ما بعد إلى إحدى ركائز الفن المناضل في الصحراء الغربية . سخّرت صوتها القوي والشجي للتعبير عن هموم شعبها. غنت للشهداء وللسلام وللقضية. نشأت مريم في عائلة صحراوية محافظة تهتم بالتراث والشأن الثقافي، ودأبت والدتها عل تلقينها أساسيات الغناء والموسيقى الحسانية، وغرست فيها التراث الحساني بكل تفاصيله.
هاجرت مريم الحسان مع عائلتها سنة 1975 ضمن قوافل اللاجئين بعد اجتياح القوات المغربية الصحراء الغربية، وانضمّت وهي يافعة إلى المناضلين الصحراويين، خاضت رحلتها النضالية وظلت قاطنة في المخيمات ولكنها كانت تسافر حول العالم حاملة لواء التعريف بالقضية الصحراوية
وفي سنة 2002، قررت الرحيل نحو إسبانيا وظلت وفية لقضية شعبها.هي أخت لثلاثة شهداء، وسليلة عائلة ثورية رحمها الله رحمة واسعة وكل شهداء وشهيدات القضية الصحراوية.
أميناتو حيدار ، لبؤة الصحراء التي قهرت ظلم ملك المغرب
ولدت امنتو حيدار في 24 يوليو 1966 تعتبر من ابرز النشطاء الحقوقيين الصحراويين المدافعين عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، ورئيسة منظمة الكوديسا للمدافعين الصحراوين عن حقوق الانسان، حاصلة على عدة جوائز من أبرزها جائزة جون كينيدي للدفاع عن حقوق الإنسان.
برزت أمينتو حيدار منذ ثمانينات القرن الماضي، وذلك تزامناً مع زيارة بعثة الأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية المحتلة. قضت فترة طويلة في سجون الاحتلال المغربية, عادت الى الواجهة واصبحت تتصدر الصحافة الدولية والعالمية بعد معركة الاضراب التاريخية الذي دشنته المناضلة الحقوقية الصحراوية امينتو حيدار سنة 2009 والتي سببت للمغرب إحراج دولي كبير من جراء القمع العلني الذي مارسه ضدها ودفعت امينتو حيدار المغرب للكشف عن نواياه المبيتة وافراغ مكنوناته من حيث لا يشعرلتحصد معها انتصارات جديدة غير مسبوقة لقضية الصحراء الغربية من خلال تهاطل المناصرة المحلية والدولية رافقها دعم حقوقي وسياسي واعلامي الدولي منقطع النظير بسبب عدالة القضية الصحراوية ومشروعية حق الصحراويين في تقرير مصيرهم والعيش في كنف الحرية والاستقلال.
وخلال اضرابها عن الطعام في مطار لانثاروتي بجزر الخالدات الاسبانية عندما طردتها السلطات المغربية بعدما عادت إلى مسقط رأسها بمدينة العيون المحتلة عاصمة الصحراء الغربية في أعقاب رحلة الى نيويورك.وتسبب إضرابها عن الطعام الذي استمر 36 يوما في توتر العلاقات بين اسبانيا والمغرب.
وتعتبر أمينتو حيدار من المناضلين المدافعين عن تحسين وضعية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية منذ 1987.
حصلت على عدة جوائز عالمية مثل جائزة (روني كاسان) لحقوق الإنسان من الحكومة الجهوية لبلاد الباسك سنة 2011 لكفاحها من أجل ترقية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلّة·
وجائزة"Bremen" الألمانية وهي الجائزة الشهيرة التي أنشئت سنة 1987 من قبل مجلس الشيوخ الألماني، الجائزة تأتي تكريما و مكافأة الى السيدة الصحراوية "أمينتو حيدار" التي وصفوها ب"المناضلة" على نضالها السلمي و مدافعتها عن حقوق الإنسان، و جدير بالذكر أن أول فائز بهذه الجائزة هو الزعيم نيلسون مانديلا.
كما رشحت لجائزة نوبل للسلام.
تكبر هدي ومعركة الامعاء الفارغة التي ايقظت ضمير الانسانية
كانت السنة المنصرمة حافلة بنضالات وفصول معركة تكبر هدي ام الشهيد محمد لمين هيدالة التي خاضت معركة الاضراب عن الطعام امام مقر قنصلية المغرب في لاس بالماس كبرى جزر الارخبيل الكناري لمدة 36 يوما، وكانت تكبر هدي قد دخلت اضرابا مفتوحا عن الطعام احتجاجا على استمرار سلطات الاحتلال المغربية في ارهاب عائلتها وفرض حالة حصار امني على منزلها و رقابة لصيقة على زائريها منذ الاعتداء على ابنها من طرف خمس مستوطنين مغربيين قبل اعتقاله وتعذيبه بمركز الشرطة الرئيسي بالعيون المحتلة ليلقى حتفه بعد ذلك بيوم واحد .
وتطالب هدي بفتح تحقيق عادل و نزيه يكشف عن ملابسات ما تعرض له ابنها البالغ من العمر 21 عاما ، متهمة السلطات المغربية بتصعيد قمعها ضد النشطاء الصحراويين في رسالة تهدف الى ترهيبهم وتخويفهم من استمرار مقاومتهم للاحتلال المغربي .
وساهم اضراب تكبر هدي في التعريف بقضية الصحراء الغربية وجلب التأييد الدولي لها، بعد توقيع عارضة للتضامن مع تكبر هدي والمعتقلين السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية، كما تناولت وسائل الاعلام الاسبانية والدولية حيثيات القضية من زوايا مختلفة.
و في الشوارع الاسبانية كما في المنازل و أماكن العمل فضل الاف الاسبان في شتى المقاطعات الانخراط في حملة التأييد و إرسال صور تحمل شعار العدالة لهيدالة، و اعتبار الاضراب عن الطعام خيارا حاسما، يجب مساندته من جميع المجتمعات العالمية، و فيما أعلن الأطباء عن تدهور حالتها الصحية، بعد دخولها المستشفى، و هي بداية لمسلسل دراماتيكي يعيد إلى الأذهان رحلة أمنتو حيدار مع التبعات الخطيرة للإضراب ، لكن تكبر هدي ترى هذه المرحلة عنوانا لمواجهة الصمت و الظلم، ذلك ان هذا الخيار البطولي يمنحها كل يوم جرعة مقاومة في معركة الجوع ، مقابل صمت الضمير العالمي.