-->

مجاعة مضايا مستمرة... وكيلو الحليب بـ300 دولار


تفاقمت أزمة الغذاء في بلدة مضايا في ريف دمشق المجاورة للحدود اللبنانية، بسبب الحصار الذي يفرضه الجيش السوري وحزب الله على البلدة المجاورة للزبداني ومنع سكان البلدة الذين يصل عدد إلى 40 ألفا من الخروج منها. ومنذ اسبوع توفي اكثر من 15 شخصا في مضايا بسبب الجوع وعدم توفر أي نوع من الأطعمة لتناوله، كما أن الاحوال الصحية سيئة جدا نظرا لعدم توفر الأدوية، وغالبية الاشخاص الذين توفوا هم من كبار السن والأطفال.
من المفترض ان تكون مضايا على جدول أعمال ألأمم المتحدة لإدخال المساعدات الغذائية اليها ولكن تطبيق اتفاق الزبداني - كفريا الفوعة الذي يشمل مضايا يتأخر تطبيقه بسبب استمرار المفاوضات، ومن المتوقع ان يتم ادخال مساعدات إلى مضايا في الايام المقبلة، ولكنها لن تكون كافية، إذ ان المسلحين في البلدة يسيطرون على كل شيئ ويعاملون السكان بطريقة سيئة، وهم يملكون كميات من المواد الغذائية لاستهلاكهم الشخصي.
هذا كله لا يبرر تطويق البلدة والأهالي الآمنين ومنعهم من الخروج منها من قبل الجيش السوري النظامي وحزب الله، ولكن الأخيرين يقولان انها الحرب وأن المتواجدين في الداخل هم من المسلحين وعائلاتهم ولا يمكنهم السماح لهم بالتنقل والخروج من المنطقة قبل اجلاء كل أهالي كفريا والفوعة.
من الحرب العالمية الأولى لم يشهد العالم المجاعات سوى في سوريا في مضايا وقبلها في مخيم اليرموك، وقد قامت هيئة العلماء المسلمين في لبنان اليوم بحملة لجمع الاموال والمواد الغذائية لمساعدة اهالي مضايا، ولكن كيف ستصل هذه المعونات وعن اي طريق؟ فمن المستحيل ان يدخل اي شخص او يخرج من مضايا دون استهداقه من قبل القوات التي تحاصر البلدة.
وبعد طول انتظار وانتشار ما يحصل ضغطت الأمم المتحدة على النظام السوري، الذي وافق على ادخال شحنة من المواد الغذائية الى مضايا، ولكن اجراءات ادخال هذه المساعدات تستلزم بعض الوقت، وكل ساعة او اقل يموت شخص في البلدة من الجوع.
7 أشهر من الحصار المستمر ولم يتحرك العالم، واليوم يسقط المسنون والأطفال الواحد تلو الآخر وايضا لا يوجد من يتحرك، والأهالي يأكلون الحيوانات من قطط وفئران وحمير وأحصنة وكلاب، ويطهون أوراق الاشجار لإطعام الكهول والأطفال.
وقد علم موقع "ليبانون فايلز"، ان كيلو الأرز وصل سعره الى 100 دولار وكيلو الحليب إلى 300 دولار ولا أحد يستطيع الدخول أو الخروج بسبب القنص والألغام، كما علم ان المجاعة بدأت تنتقل ايضا إلى بلدة بقين قرب مضايا وهي بلدة محاصرة ايضا، حيث توفي أمس رجلين مسنين جوعا وهما من الزبداني، مع العلم ان غالبية المتواجدين في مضايا وبقين هربوا في الماضي من الزبداني بسبب الهجوم الذي حصل عليها من قبل الجيش السوري وحزب الله.
كما بدأت تنتشر حالات التسمم بين السكان في مضايا وبقين بسبب تناول المواطنين لأوراق الشجر وخصوصا أشجار الزيتون وهم يأكلون اليوم ثمار المنغا غير الناضجة ويطهونها بالمياه.
المصدر: موقع "ليبانون فايلز"

Contact Form

Name

Email *

Message *