-->

بريق الامل بين موجة العواطف و بداية العواصف


الصحراء الغربية 13يناير2016 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)ـ لاشك في ان الثورة الصحراوية مستمرة حتى تحقيق الاستقلال الوطني على كامل ربوع الساقية الحمراء ووادي الذهب او استشهاد اخر مناضل صحراوي تسري في عروقه مبادى وقيم ثورة العشرين ماي الخالدة هذه حقيقة ماثلة تتوارثها الاجيال جيلا بعد اخر ولو كره المعتدون. 
رغم محاولة البعض وبكل اسف اختصار المشروع الوطني في اشخاص ورجال لهم مزاياهم كغيرهم وعليهم ما سيحفظه التاريخ عن كل ابن انثى، إلا ان المشروع الوطني يسمو فوق كل اعتبار ومصلحة الشعب هي العليا، مهما تعاظمت مظاهر العمى والغواية وانطماس البصيرة التي تكشف عن انعدام عمق في تفكير بعض القيادات "الرشيدة" والتي يظهر ضعفها في كل عملية سياسية او حركية بين الصقور والحمائم السابحين في سلطة الوطن السليب، همهم الوحيد الحفاظ على مصالحهم الخاصة وتغذية الصراع مع خصومهم السياسيين. 
ولان العسكريين الذين مكثوا في مناصبهم العسكرية زمن طويل مخضرمين بين زمن الحرب واستكانة السلم لم تعد تغريهم المناصب السياسية، بمالها وجمالها، حتى وإن كانت مهام نضالية لا مجال للمراوقة او الرفض او الاستقالة، فهي بمثابة الواجب الوطني والمناضل يعمل في الجبهة التي تحددها له الجبهة لا العكس، هذا ما يجاهر به الراضون عن مناصبهم ويستلهمونه من دروس التاريخ السياسي للجبهة الشعبية لكن يجهله الغاضبون حال غضبهم. 
وبين العلم والجهل ينجر الكثير من المريدين والاتباع وراء موجة التقديس وجعل الاحياء رموزا يتمسحون بها حتى وإن كانت بصماتها واضحة في واقع الضعف الذي تمر به القضية ويدفع الشعب الصحراوي ثمنه مقسما في الملاجئ والمدن المحتلة والجاليات والمهجر والشتات، وما يعضد الجنوح العاطفي المفتوح على انزلاقات خطيرة على النسيج الاجتماعي هو دعم ومجاهرة بعض المسؤولين لحالة التمرد وتغذية الشرخ والخلافات المزمنة بين الرفاق والتي رهنت المشروع الوطني برهة من الزمن بين جيل تقسم وتشظى ليتصارع على سلطة لاتزال مؤجلة الى تسجيد مشروع الجمهورية الذي تديره الحركة وتضعه ضمن المكاسب والرهانات التي تناضل من اجل نقلها الى كامل التراب الوطني، واصبح قادة اليوم يتلذذون باخضاع وإهانة قادة الامس، ويشرعون الباب امام بعض سماسرة السياسة لركوب موجة العواطف التي تعتبر بداية العواصف،  والتحريض والتعبئة للاشخاص بدل القضية وصيانة الوطن.
هذه الاساليب مهما كانت شعاراتها ومبرراتها لا يمكن ان تكون علاجا لعمليات التدوير والتحوير والتي تعكس نموذجا صارخا للعجز السياسي الذي امتزجت فيه السياسة بالمال والاعمال واصبح بعض الثوريين يقدم الدروس في الوطنية للبسطاء فيما يشيد الدور والقصور ويبرم الصفقات ويتجول ويسير في اضخم السيارات ويطلق لابنائه اليد الطولى في ممارسة المسموح والممنوع دون حسيب او رقيب غير ابهين بجراح الوطن التي تزيد وتكبر بممارساتهم، وتعمق الشرخ بين الشعب وقياداته "الثورية". 
فالشعب يريد قيادة تتسابق لخدمته والدفع بقضيته نحو افاق واسعة، قيادة تتنكر لذواتها لتضع بصماتها في صمت دون مساومة او مجاهرة وتسجيل انجازاتها واضافاتها في مسيرة الكفاح الوطني، قيادة تعطي من وقتها وجهدها ومالها لتطويع المناصب لخدمة الشعب لا العكس، قيادة تفرق بين المؤسسة وحرمتها والحضيرة العائلية، وابعاد الابناء وبني العم عن المال العام وترسيخ قيم الثورة وهيبة المؤسسات والسهر على احترامها وتادية المهام بكل جد وحزم وامانة.
قيادة تسكن بيوت الطين وخيم الرول، جنبا الى جنب مع اللاجئين...
لكن غابت هذه النماذج وبكل اسف في واقع اليوم واختفى المسؤول الذي لا درهم له ولا دينار المسؤول الذي يدرس ابناؤه في مدارس اللاجئين ويتطببون في مستوصفاتهم ومستشفياتهم، يشربون من ماءهم ويتنفسون هواءهم.
هذه الظوار الغريبة التي زحفت الى قادتنا وجعلتهم يعيشون وقعا غير الذي نعيش جديرة بالمحاربة والتصدي لها، وفضحها كما نصتدى لكل الظواهر السلبية التي تجتاح مجتمعنا وتؤخر ساعة النصر.
وعلى الامين العام للجبهة باعتباره المسؤول الاول والاخير عن الوضعية التي نعيشها والتي هي نتاج لتراكمات إدارته للسلطة منذ استلامه لمقاليد الحكم في الحركة والدولة، وان يبادر بشكل عاجل وجدي في رعاية عملية التصالح بين خصوم الامس واليوم، وإحالة من عجز منهم عن مهامه فكريا وبيولوجيا بشكل يضمن الانتقال السلس للسلطة من جيل الثورة للجيل الثاني والثالث وردم الهوة بين اجيال الثورة، وضخ دماء جديدة من الاطارات والقيادات المتوسطة والشابة، واختيارهم بعناية من خيرة وصفوة المناضلين الصادقين، والمخلصين، والسالكين درب الكفاح الوطني بكل جد وأمانة، قصد فسح المجال لجيل يعمل بانسجام وتناغم بعيدا عن الاعتبارات الضيقة والمصالح وترك بريق الامل امام الاجيال اللاحقة للاطمئنان على المشروع الوطني بانه مشروع اجيال وليس مرتبطا فقط بمجموعة من الاشخاص يديمونه برغبتهم وينهونه بخلافاتهم، وهذا ما يجب ان تدركه النخب وتعمل على ترسيخه في اذهان الناس حتى تظل المبادئ والمثل والقيم التي ضحى من اجلها الشهداء هي المحدد والاساس الذي يرتكز عليه مشروع كل الصحراويين.

Contact Form

Name

Email *

Message *