بين الأسد و النمر ٠٠٠
بين الأسد و النمر تكتمل فقرة مهمة من خطة الشتات و رسم معالم خريطة جديدة و
تحريك سكين في جرح لم يندمل بعد ...
بعد أن فعل الاسد ما فعل في بلاد الشام و أهلها و بعد أن دمر قراها و مداشرها و أحرق ريفها و قتل و عذب أبنائها و أغتصبت عصاباته نسائها بدون حسيب و لا رقيب ..
بعد أن فعل خدام الحرم المكي ما فعلوا في أهل اليمن و تفرجهم لعقود على حال أهل فلسطين و متاجرتهم الدائمة في شرف الأمة للفوز برضا الغرباء
يفيض حينها كاس العلاقة بين أم الأمة في الرياض و أختها في طهران ..
لم تكن يوماً تلك العلاقة في مستوى تطلعات شعوب البلدين ولا الأمة التي تنظر إليهما كظلال و دفء لأمة عاشت التشرد و تجرعت ظلم الاحبة و الغرباء معاً
يدفن الغرباء بين الام و أختها سموم الفتن و الحقد و سرعان ما تصعد غباره و ينزل ضبابه الحالك فتصتدم قطارت الامة في ظلمات لليل الطائفية ، شياطينهم تهمس في آذانهم زيدو في سرعة القطرات لعل أحدكم يسبق الاخر ففي نهاية النفق كرسي قيادة منطقة الشرق الاوسط ، تصتدم القطارات مرات و مرات و تتكسر أحلام الشعوب بداخلها إلى ألف جزءٍ و جزء.
تتحرك آلة المصالح الإستراتيجية من الشرق و الغرب لتصل إلى أحد أوكار جبهاتها القتالية الخصبة و التي رسمت بها معالم و حروب لن تنساها الإنسانية .
فأمريكا التي لم تخفي يوماً دعمها الدائم للعربية السعودية مقابل مصالح تراها الولايات المتحدة الامريكية مصالح إستراتيجية لا يمكن السماح بتفريط فيها في الوقت الراهن لا سيما إذا تعلق الأمر بشىء ضد عيون الخصم و حراس مصالحه في المنطقة و مصالح آيات الله في طهران
السعودية من جهتها ترى في الغرب ضمان لمصالحها الشخصية و راحة أمرائها و داعم رائيسي و محفز في مشروع قيادة الأمة و المنطقة على حساب الشعوب أولاً و قضاياهم و على حساب الخصم و العدو اللدود حسب مفهوم أهل الوهابية في الرياض ثانياً
الروس أو دب المصالح القادم من الشرق و بعقلية ثورية و طابع تمرد وجد في طهران الموطن الدافئ منذُ عقود
هو الاخر يجد في آيات الله في طهران موطن مصالح و نقطة متقدمة لعيون موسكو في المنطقة
إيران و بعد سنين من العزلة الدولية و تاريخُ حافل بتوترات الطائفية بينها و بين السعودية و بعد إجاد الحليف المناسب ترفع راية الطائفية من جديد و تعلق أمامها شعارات حقوق الإنسان و بايديولوجيتها الثورية المعهودة تبدا في إجتياح المنطقة و العالم الإسلامي ككل بفكرها الشيعي و نقدها الشديد لمنافسيها في الرياض على قيادة و ريادة منطقة الشرق الاوسط و الأمة
حرب العراق و التفريط في فلسطين و ترك بشار و حرق سوريا و اليمن و اليمنيين و التلاعب بمقدسات و هيبة الإسلام و إسكات الشيعة و تصفيتهم و دعم و تكوين معظم الجمعات المسلحة المقاتلة في سوريا تهم تلوحُ بها طهران في وجه و ظهر السعودية برغم من صحة أغلبها الدامغة
السعودية هي الأخيرة و بدعم واضح و صريح من الغرب تتهم طهران أمام الأمة بنشر المذهب الشيعي في بلاد أهل السنة و زعزعت أمن دول الخليج و دعم بشار و الحوثيين و التدخل في شؤون العراق و دعم بعض الفصائل المسلحة و....و.....و كل هذا يدخل في إطار التسابق نحوى حجرة قيادة الأمة و المنطقة على حساب شعوبها طبعاً و تحت ظل تحفيز آلتي المصالح القادمتين من الشرق و الغرب الباحثتين عن موطىء قدم إستراتيجي على حساب شعوب مغلوب على أمرها و أشباه قادة تحركم قوى المصالح و تقنعهم بفلسفة الطائفية و الدين و العرق و ترسم لهم طريق التوتر و الإحتقان و الثأر من أجل ما أسموه قيادة الأمة و المنطقة.
أُعدم نمر النمر بحق أو بلا حق الاكيد بأن سياسة أهل المصالح كان لها دور في ذالك و سيكون لها بعده
ماهي إلا ساعات من إعلان السعودية عن قطع علاقاتها مع طهران حتى بدأت مواقف أخرى تظهر مدى تشتت هذه الأمة المغلوب على أمرها و في غياب تام لصوت المواطن يعلن عن قطع العلاقات و تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي في طهران من أجل مرضاة الغرب و السعودية ...
هكذا نعيش يوميات أمة جعلت من تاريخها المعاصر و دولها و مصالحها و مصالح شعوبها مسارح يلعب فيها الأخريين و مراكز تطبيق حروب مصالح الشرق و الغرب.
بقلم: أسلوت أمحمد سيد أحمد