-->

الإستراتيجية الواجبة للأجهزة الأمنية الصحراوية


الصحراء الغربية 12 يناير 2016 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)ـ لبناء أي مجتمع وازدهاره وتطوره لابد من دراسة جيو إستراتيجية في طبيعة المتغيرات المساهمة في بنائه، سواء كانت متغيرات مستقلة سنجد أن من أهمها الجيش والمخابرات والأجهزة الأمنية وذلك لما لهذه الأجهزة من دور في تحقيق الاستقرار كأرضية "مهمة وملحة" لابد منها حتى تنطلق منها عملية التطور والبناء السياسي والاجتماعي والاقتصادي للدولة، لأن مفهوم الأمن أصبح مرناً وديناميكياً خاضعاً لسيطرة التهديدات فكلما ظهرت تهديدات جديدة توسع مفهوم الأمن ليشملها، هذه الأخيرة التي لم تعد تقتصر على القوة العسكرية ( مصدر تهديد تقليدي) بل توسعت إلى تهديدات أخرى لاتماثلية (من غير الدول) والتي تعتبر في حدِّ ذاتها الأبعاد الجديدة للأمن.
ونظرا لشدة هذه المتغيرات المرضية وطبيعتها المزمنة، يمكن القول بأن المنطقة أو البيئة التي يوجد فيها الأمن الصحراوي خاصة "الساحل الإفريقي"، تنتج عددا من المعضلات الأمنية الأساسية التي سوف تتفاقم في السنوات القادمة بحكم استمرار هذه الحركيات السببية، التي تتنامى بفضل الضعف الدولاتي للنظام السياسي والأمني لدول المنطقة "دولتي مالي والنيجر" والتنافس المحتدم على الموارد الأولية من كبرى الدول خاصة الو.م . أ وهو ما نشهده الآن من تنامي للإرهاب والجريمة المنظمة والتطرف الديني وتجارة المخدرات ، وربما نشهد تنامي معضلات أخرى ليس فقط في المنطقة ولكن ربما في حدودنا إذا لم تستدرك الأجهزة الأمنية الصحراوية الموقف لمواكبة متطلبات المرحلة، التي باتت فرضية ملحة للأمن الصحراوي بحكم أن الظرف تغير بفعل العوامل المذكورة سلفا، لان "أمن الدولة الصحراوية مرتبط بالتعاون والتنسيق مع دول الجوار لضمان حد ادني من أمنها" أو بعبارة أخرى " إلى ما لحكتنا النار الحكنا بعد اللهب". 
وإذا لحظنا الأزمة التي تعيشها منطقة الساحل بحكم قرب مخيمات اللاجئين من هذه المنطقة خاصة دولة مالي تبدو عصية على الحل ما يحتم على الأمن الصحراوي إعادة قراءة الواقع الجيوسياسي بتصميم رؤية إستراتيجية أمنية وطنية استباقية تراعي كل المتغيرات والمعطيات، وكذا الاعتماد على خبرة دول المنطقة في المجال الأمني والاستخباراتي والعسكري للتصدي لمصادر التهديدات والأخطار العابرة للحدود خاصة في مجال مكافحة الإرهاب الدولي، ومع التحولات التي جاء بها الربيع العربي والتي زادت معها حدة وخطورة التهديدات الإقليمية.
لذا وجب على جبهة البوليساريو والجمهورية الصحراوية ترسيخ ثقافة الأمننة لدى المواطن الصحراوي حتى لا يصبح الأمن هاجس بالنسبة له.، إضافة إلى الاهتمام بالأمن بمفهومه الشامل من خلال رصد الأحداث المؤثرة على أمن الوطن والمواطن وتحليلها وتقييمها ورفعها لصانع القرار الأمني.
فرض إستراتيجية جديدة في الشراكة المجتمعية بين مؤسسات المجتمع والأجهزة الأمنية، من أجل التطلع إلى صحوة المواطن وإحساس المجتمع بمسؤوليته باعتبار المواطن هو جهاز المناعة بالنسبة للأمن وهذا ما يتطلبه الأمن الصحراوي في هذه المرحلة خاصة مع التغييرات الأخيرة.
بقلم: صيلة دلاهي خبير في الشؤون الامنية

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *