-->

من المستفيد يا ترى...؟؟؟


يبدوا أنه السؤال من فرض نفسه على أي متتبع للوقائع والأحداث المباشرة والغير المباشرة التي تدور حول قضيتنا الوطنية، هنا أخص بالذكر أحداث مدينة مراكش أو ما أصبح يعرف إعلاميابأحداث جامعة القاضي عياض بين حركة الأمازيع والطلبة الصحراويين،
هذه الأحداث التي لم تكن وليدة الصدفة كما قد يظهر للبعض، ذلك كون الوضع الداخلي للمغرب ليس بالمريح ولا يحسد له منذ أواخر سنة 2010 بدءا بخروج الفئات المهمشة من الشعب المغرب في مظاهرات عارمة وتصاعد وتيرتها وصولا الى المسيرات التي نظمها المعلمون المتدربين كان أكبرها زخما وأكثر سقوطا للضحايا على أيديأجهزة الأمن المغربية تلك التي شهدتها مدينة إنزكان جنوب المغرب معقل الأمازيغ والتصريح الساخر والعنصري الذي عقبها من قبل رئيس الحكومة المغربية في حق السواسة والأمازيغ أحد أبرز مكونات الشعب المغربي بوصفه لهم (بالبخل والتقتير) كما جاء على لسانه. والرد المباشر من قبل هذه الفئة عبر التظاهر إلى حد حرق صوره احتجاج منهم على الإهانة وهو الشيء الذي أدى مرة أخرى إلى إعادة فتح صراع مباشر مع النظام ككل عبر حكومته،
و في الوقت ذاته يعيشه إقليم الصحراء الغربيةالمحتلة تحت وقع المظاهرات المطالبة بتقرير المصير بالعيون والسمارة وبوجدور والحراكالأكاديمي الموازي له بذات الإقليم ومدن جنوب المغرب تقوده مجموعة من تنسيقيات الأطر العليا المعطلة إنطلق من العيون إلى أن وصل صداه شمالا إلى أسا والداخلة بأقصى الجنوب، ناهيك عن التضامن والتعاطف الكبيرين الذي حظي به هذا الفعل النضالي من قبل الجماهير الصحراوية التي ألتفت بدورها حوله عبر كل أماكن تواجدها مذكرتا النظام المغربي بالملحمة التاريخية لمخيم أكديم إزيك شهر أكتور 2010.
كل هذا يحدث في الآن نفسه الذي يواجه فيه النظام المغربي ضغط غير مسبوق عبر كل أقطار العالم خصوصا فما له علاقة بقضية الصحراء الغربية من جانب "حقوق الإنسان و الثروات الطبيعية"ما سبب له في فشل عديد الإتفاقياتوالأرباح التي كان يحظى بها على حساب حقوق الشعب الصحراوي وخيرات أرضه، الشيء الذي جعل النظام المغربي يعود إلى بؤرة الأزمة وأسبابها أي الحراك داخل تراب المملكة المغربية وإقليم الصحراء الغربية المحتل، لكن عودة النظام هاته على خلفية الأسباب السالفة الذكر ليس لأجل إصلاح الأمور وإحقاق الحق وإنما لكسر تلك القوة عبر خلق عوائق وعقبات أمام أي تقدم لها إلى حين القضاء عليها بشكل نهائي، لكن كل هذا يحتاج إلى ترتيبات وإستراتيجية خاصة للوصول بهذا العمل الجبان إلى المبتغى. بهذا وقع الاختيار على الحرم الجامعي القاضي عياض بمراكش كون هذا الأخير يجمع عدة فصائل طلابية وأكثرها نشاطا، 
ولعل وفاة الشاب "عمر خالق" رحمة الله عليه بمستشفى إبن طفيل بمراكش، كانت الفرصة الذهبية التي تبحث عنها الدولة المغربية لإتمام خطتها المشؤومة، بحيث سخرت لها كل الإمكانيات من القنوات التلفزيونية والإذاعات والجرائد الورقية واللإلكترونية وخدامها بمواقع التواصل الإجتماعي لتضليل الرأي العام المغربي وتحريضه ضد الطلبة الصحراويين من خلال نعتنهم بالقتلة والإرهابيين والدواعش وغيره من النعوت المشينة والمنافية لطبيعة الإنسان الصحراوي المسالم وهي التهم ذاتها التي ما فتئ النظام المخزني جاهدا إلصاقها بالمقاومة المدنية السلمية بالأراضي المحتلة من الصحراء الغربية وممثلها الشرعي الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب (بوليساريو) كلما أتيح له ذلك،
فبالتالي يمكن إعتبار هذا عملية كبح الحراكالداخلي، لتخفيف الضغط الخارجي الممارس على النظام من خلال خلق صراع عرقي دمويعبر الإستعانة بأزلامه داخل الجامعة لإشعال نار الفتنه والتفرقة بين تلك الفصائل لنسف مشروع الطالب في التحصيل المعرفي والدراسي بالدرجة الأولى ثم خلق صراع أفقي دامي ضحيته في كل الأحوال الباحث عن العلم والمعرفة, وتمكينه مستقبلا من شرعنة تجاوزاته القانونية في حقالطرفين، بين ضحية للتعذيب الوحشي الجسدي والنفسي وأخر خلف القضبان بتهم إجرامية تتنافى والقيم والمبادئ المدافع عنها سلفا من قبل الأطراف المستهدفة، بهذا يكون المستفيد الوحيد من كل هذا النظام المخزني التوسعي بعد ضربه لعصفورين بحجر واحد.
وعليه يستوجب على أصحاب العقول وإطارات الغد رفاقنا الطلبة من كل الفصائل أن تكونوا عن حسن ظن الجماهير بكم وقدر المسؤولية الملقاة على عواتقكم، تحرير الأرض والإنسان وإحقاق الحق والعدالة للمظلومين بدءا من جعل الحرم الجامعي ساحة لكسب المعرفة وتبادل الآراء والأفكار بينكم ورفاقكم والتلاحم ضد الظلم والطغيان.
وتذكروا قوله عز وجل في سورة النمل، آية 34: { قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ } 
صدق الله العظيم.
بقلم : محمد علي إبراهيم الربيو

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *