-->

مأساتنا المنسية الجدار والألغام


شيده الاحتلال لتقسم الوطن والشعب ما بين عامي "1980 و 1987 " على طول قدر ب 2700 كلم وحصنه بما بين 05 الى 07 ملاين لغم ولفه بجدار أخرمن السرية والتعتيم حتى تظل جريمته دفينة رمال الصحراء بعيدا عن أنظار العالم.

رفض المغرب التوقيع على الاتفاقيات الدولية التي تحظر الالغام تجنبا للملاحقة القانونية لان فعله "الاجرامي" هذا جعل الصحراء الغربية تصنف من بين ال 10 دول في العالم الأكثر تلوثا بالالغام.
وفي وقت يبدو حضور ما نطلق عليه نحن " الحملة الدولية لإزالة جدار الاحتلال " خافتاً دولياً " يحاول المغرب توظيفه ضمن مفهوم الأمن الإقليمي وتسويقه تحت مظلة مكافحة الإرهاب والهجرة والجريمة المنظمة، ونعجز نحن في المقابل رغم ما نملك من " ترسانة أدلة الإدانة" لإثبات أمام العالم أن الحامي حرامي""
وقعت الجبهة سنة 2005 على اتفاقية جنيف لحظر الالغام واتبعتها سنة 2006 بخطوة عملية باشرت من خلالها منظمة " لا ند ما ين أكشن " التي أصبحت تعرف فيما بعد بمنظمة " العمل ضد العنف المسلح بالصحراء الغربية عملية إزالة الالغام وتطهير المناطق المحررة شرق المنطقة العازلة من مخلفات الحرب، استطاعت المنظمة تحقيق نتائج كبيرة رغم خطورة وصعوبة العمل بين حقول الألغام وتمكنت خلال سنوات العمل المتواصل من تطهير ارضي شاسعة بمنطقتي " زمور وتيرس لكن "المنطقة العازلة" المقدرة ب 05 كلم شرق الجدار التي تمثل بتلوثها الخطير"حقل الموت الأكبر" ظلت حتى الساعة محظورة أمام عمليات نزع الالغام بموجب بنود اتفاقية توقيف اطلاق النار الموقعة في 06 ديسمبر1992 بين المغرب وجبهة البوليساريو، والخطير في الامر ان المناطق التي تم تنظيفها سابقاً من الالغام ومخلفات الحرب تلوثت مرة أخرى حسب المراقبين بفعل الامطار الاخيرة والسيول التي جرفت معها الالغام من المنطقة العازلة الى الأودية والأبار والمراعي ومعها عاد الموت والدمار ليتربص من جديد بالانسان والحيوان والبيئية.
وفي وقت يتستر المغرب على جريمة الجدار ويرفض الكشف عن خرائط وأماكن زرع حقول الالغام تواصل الجبهة تعاونها مع المنظمات الدولية العاملة في ميدان نزع الالغام ومساعدة الضحايا، ودمرت أمام وسائل الاعلام مخزوناً هائلا من الالغام، وأنشئت المكتب الصحراوي لتنسيق العمل المتعلق بالالغام سنة 2013 وقبله الحملة الصحراوية لحظر الالغام والجمعية الصحراوية لضحايا الالغام وأخيرا الحملة الدولية لإزالة جدار الاحتلال وتعمل هذه الجهات على تجريم الجدار دوليا وتنظيف الاراضي المحررة من خطر الالغام ومخلفات الحرب ومساعدة الضحايا وإحصائهم في خارطة بيانات دقيقة حتى نتجنب التناقض في عددهم فهناك تباين كبير في الارقام التي يقدمها المسؤلون لوسائل الاعلام فبين من يقدرها ب 1500 ضحية وهناك من يقفز بالرقم الى 2500 ضحية لحاجة في نفس يعقوب""
وبالمناطق المحررة توجد اليوم منظمتين ناشطتين في عمليات النزع والتنظيف هما شركة (DML) الابريطانية و منظمة المساعدة الشعبية النروجية "DPA". 
لم يعد جدار الموت المتربص متواريا في عمق الصحراء كما أراد له الاحتلال في الماضي وبفضل وسائل الاعلام الدولية خاصة الاوربية بدأت مأساته الانسانية تتكشف للعالم فقد وصفته صحيفة “أفتن بوستن” النرويجية ب "اطول واخطر جدار في العالم" وقد أصبح عنوانا للعديد من الاشرطة الوثائقية.
مخطئ من يظن أن الالغام التي تحيط بجدار الموت ذاك، تعود الى مرحلة الحرب ما قبل 1992 فقد عثر مؤخرا على لغم بضواحي الناحية الاولى يعود تاريخ صنعه الى 2002 مما يعني أن الاحتلال ما زال يزرع حقوق الالغام التي تستهدف في الغالب البدو أو المارة الابرياء مميا طرح السؤال اخر عن دور بعثة المنورسو التي يجب أن تزاح كما الجدار من تلك الربوع الطاهرة.
بقلم الصحفي: الناجم لحميد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *