راديو السويد يعد برنامج تحت عنوان : “الصحراء الغربية والمنعطف”
أعد راديوا السويد في برنامج النزاع الاسبوعي يوم السبت الفارط حلقة جديدة حول جدوى اعتراف الحكومة السويدية بالصحرء الغربية كدولة، وذلك بعنوان “الصحراء الغربية والمنعطف”، اماطت فيها الصحفية السويدية أنيا سالباري اللثام عن الجانب المخفي الذي اثر بشكل مباشر على مسار مسألة الاعتراف بالصحراء الغربية كدولة رغم تماثلها مع القضية الفلسطينة من الناحية القانونية والسياسية كقضايا تصفية استعمار.
وخلال هذه الحلقة اجمع غالبية ضيوف البرنامج على ان السبب الحقيقي والجوهري وراء تراجع السويد عن اعترفها بالصحراء الغربية كدولة يعود الى الضغوطات الدولية والضربات الاقتصادية التي توالت على السويد بعد اعترافها بفلسطين، وكذلك ازمة الأطفال المغربيين المشردين في شوارع السويد، الابتزاز المتمثل في وقف المغرب لمشروع متجر ايكيا السويدية لصناعة الاثاث في الدار البيضاء المغربية، والتوترات السياسية التي كادت تعصف بالعلاقات السويدية السعودية، و الاستحقاق القادم المتعلق في امكانية حصول السويد مقعد في مجلس الأمن للامم المتحدة وذلك لن يتأتي الا بتقديم السويد لتنازلات سياسية والتي ربما كانت قضية الصحراء الغربية من بين هذه التنازلات للوصول الى تلك الغاية.
“رغم الحكومة السويدية كان لديها الكثير من الادلة التي تشير الى اعترافها بالصحراء الغربية . منطقة صغيرة تقع على الساحل الشمالي الغربي لأفريقيا، التي المحتلة المغرب منذ عام 1975.” راديوا السويد وخلال البرنامج اعرب ممثلوا الحزب الاشتراكي الديمقراطي السويدي وحزب الخضر واليسار اي كتلة المعارضة سابقا عن تمسكهم بالحفاظ على العلاقات والتواصل الدائم بحركة تحرير جبهة البوليساريو، التي طالبوا بالاعتراف بها في السنوات الماضية بناء على مواقفهم المؤسسة على نتائج وقرارت مؤتمراتهم الحزبية. وقامت أنيا سالباري المشرفة على البرنامج بلقاءات ومقابلات مع برلمانيين ووزراء واعضاء من الوفد الصحراوي الذي زار السويد قبل اسابيع، وذلك بعد بعد القرار الفجائي لحكومة السويد بعدم الاعتراف بالصحراء الغربية . وعلى هامش فعاليات الانشطة التي قام بها الوفد الصحراوي مع عديد الوزرات و اللجان البرلمانية السويدية اخذت الصحفية أنيا تصريخا من الوزير الصحراوي المنتدب بأوربا محمد سيداتي الذي اعرب عن امتعاضه الشديد ازاء القرار الذي اتخذته الحكومة السويدية الذي وصفه بالقرار الصادم وغير المتوقع بعد الوعود التي سبق ان قدمتها الحكومة السويدية الحالية في مؤتمراتها الحزبية وحملتها الانتخابية. ويقول محمد سيداتي “منذ سنة 1991 والقضية مطروحة ومجمدة في اروقة الامم المتحدة في وضعية كوما ولم تأتي بجديد وأملنا كبير في الاعترافات الدولية الاحادية التي لا تطلب اجماع ونقد الفيتواو لأن هذا قد يساهم الى حد كبير في حل النزاع وتحريك القضية وتحفيز بلدان اخرى على الاعتراف”. كما اكد الوزير الصحراوي المنتدب بأوربا على ان السويد تعرضت لضغط وابتزاز قوي من طرف دولتين المغرب وفرنسا التي استعملت قوتها ووزنها في الاتحاد الاوربي لثني الحكومة السويد عن الاعتراف بالصحراء الغربية كدولة. كما تخلل البرنامج جزء من المقطع الساخر لوزير الخارجية المغربي اثناء إفترائه وتقولاته على وزيرة الخارجية السويدية انها خافت وتفعفعات الى غير ذلك، كلام سوقي لا يلق بأي دبلوماسي ظنا منه ان الشعب السويدي واعلامه في غفلة عن تلك التقولات والاكاذيب التي يحاول بها النظام المغربي تلميع وجهه البشع امام شعبه وتضليله عن الحقيقه. واختتم البرنامج بتصريح للشابة النجلاء محمد لمين عضو بالشبيبة الصحراوية التي عبرت عن استيائها العميق وخيبة الامل التي اصيب بها الشباب الصحراوي عند سماعهم قرار السويد بعدم الاعتراف بالصحراء الغربية كدولة. وخلصت الصحفية انيا بعد التحقيق والمقابلات التي اجرتها مع جميع الاطراف السياسية المعنية بقضية الاعتراف بالصحراء الغربية و النزاع أنها وجدت الكثير من قطع اللغز المبتورة والتي تعطي تحليلا محتملا للقرار الاخير الذي اتخذته الحكومة السويدية والقائم اساسا على جملة من الانستنتاجات والمتمثلة في لعبة المصالح الاقتصادية والامنية واطفال الشوراع المغربين المشردين بالسويد ورغبة السويد في امكانية الحصول على مقعد في مجلس الامن لدى الامم المتحدة الشيء الذي سيعزز مكانتها دوليا وامميا.
(ترجمة الى العربية: احمد الساسي)