-->

دور جمعيات آباء وأولياء التلاميذ في تربية الأجيال الصاعدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أحبابي الكرام ونظرا لما لموضوع جمعيات آباء وأولياء التلاميذ من أهمية قصوى في حياة كل المجتمعات عبر كل العصور فإننا في الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية لسنا استثناء ، وعليه فإنني ومن هذه المنابر المتاحة لي فقط كالفايسبوك والواتساب أناشد كل المهتمين بهكذا موضوع -وأعتقدجازما- أن الصحراويين كل الصحراويين كبارا وصغارا، ذكورا وإناثا ،رؤساء ومرؤوسين ، قمة وقاعدة ، ولذا كان لزاما على الجميع إيلاء موضوع هذه الجمعيات مايستحقه من عناية وأخص بالذكر الإخوة والأخوات ولاة الولايات ومجالسهم الشعبية الجهوية والمحلية وكذا الوزراء المعنيين ، فضلا عن كل الإطارات المدنية والعسكرية في الداخل والخارج أيها الأحباب :إن تطرقنا لموضوع جمعية أولياء التلاميذ الذي إستلهم فضولنا من كثرة ما أثير حوله من كلام في مجالاته القانونية والدور المنوط به في المجال التربوي وضرورة اشراك هذه الجمعيات في العمل التربوي والبيداغوجي الذي تلعبه المدرسة كان نتيجة دوافع عدة منها :
1. الدافع الذاتي كوننا وبالفطرة مربون وآباء نعاني مشاكل كثيرة مع التلاميذ ونرى أن دور جمعيات أولياء التلاميذ غائبا تماما في هذا المجال .
2. تدني المستوى الحاصل في جميع المؤسسات التربوية وضرورة معرفة الدور الهام الذي يمكن أن تقوم به جمعية أولياء التلاميذ
3. ظاهرة التسرب المدرسي التي أصبحت آفة خطيرة تهدد المجتمع الصحراوي لما لها من عواقب وخيمة عليه مثل تفشي الإجرام والبطالة ومن يدري إنتشار المخدرات
4. إيماننا المطلق أن التربية لايقتصر القيام بها على وزارة التعليم والتربية لوحدها بل هي مهمة جميع الأطراف وحرصنا على أن يكون البيت إمتداد للمدرسة والعكس صحيح .
5. إعتبار أن الأسرة محيط التلميذ الأول يساهم في إعداده من جميع الجوانب الثقافية والدينية والصحية والنفسية ، ولن يتأتى بلوغ هذه الغايات النبيلة إلا بتكاتف جهود كامل أفراد أسرة التعليم وأولياء التلاميذ فرادى وجماعات فضلا عن دور مختلف الهيئات والإطارات والمجتمع المدني عموماأو من خلال ممثليهم في جمعياتهم ودوائرهم ومؤسساتهم المختلفة. وبقدر ماكانت هذه العلاقة علاقة منسجمة ومتكاملة بقدر ما أثرت إيجابيا على التلاميذ وعملت على نجاحهم الدراسي والتربوي لأن الدارسات العلمية التي أنجزتها فرق متخصصة من الباحثين في بعض الدول المتقدمة أثبتت مما لا يدع مجالا للشك أن نموا الطفل وإنسجامه ونجاحه ثمرة مرهونة بمدى توطيد العلاقة بين كل من المدرسة والأولياء ، إضافة إلى جهود السلطات الوطنية والمعنية منها بالخصوص وكذا المجتمع المدني، كما أن دور مختلف وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة ووسائل التواصل الإجتماعي المختلفة كاتويتر والفايسبوك والواتساب وغيرها كل هذه الوسائط الإعلامية أصبح دورها اليوم كبيرا جدا ولانبالغ إذا قلنا أنه أصبح جوهريا وفي منتهى الأهمية. أملنا أن يكون هذا الموضوع قد أضاف ولو الشيء القليل في توطيد هذه العلاقة وتعزيزها. *مهام جمعيات أولياء التلاميذ: -إن إنخراط الآباء في جمعيات أولياء التلاميذ، هذه الهيئة الرسمية الموجودة بالمؤسسات يعد بحد ذاته مساهمة فعالة لنجاح أبنائهم في حياتهم الدراسية لأن هذه الجمعيات لها أدواركثيرة تساهم بها وأن نجاح المدرسة مرهون بالتعاون مع كل الشركاء الإجتماعيين من بينهم جمعيات أولياء التلاميذ قصد تنفيذ الإصلاح البيداغوجي المتميز بالإنتقال من منطق تعليم مؤسس على تلقين المعارف إلى منطق تعلم مؤسس على تنمية كفاءات مستدامة اندماجية وقابلة للتحويل. ولكل ماسبق أعلاه نرى أنه لتحقيق الغايات والأهداف المرجوة من جمعية أولياء التلاميذ لابد من القيام بالخطوات التالية
1. التنسيق بين المدرسة والأولياء وتعريفهم بالواجبات والحقوق تجاه المؤسسة التعليمية من خلال لقاءت دورية تحسيسية يعقدها مكتب الجمعية بين الأولياء والمعلمين والأساتذة وخلق حوار مباشر بين المدرسة والأسرة تلتزم الأطراف فيه بما يخدم مصلحة التلميذ ويرفع المردود المدرسي .
2. يشارك الأولياء بصفتهم أعضاء في الجماعة التربوية مباشرة في الحياة المدرسية بإقامة علاقات تعاون مع المعلمين ورؤساء المؤسسات بالمساهمة في تحسين الإستقبال وظروف تمدرس أبنائهم كما يشاركون بطريقة غير مباشرة عن طريق ممثليهم في مختلف المجالس التي تحكم الحياة المدرسية.
3. مساعدة المؤسسة على معالجة المعضلات وتذليل الصعوبات التي قد تحول دون مزاولة التلاميذ لأنشطتهم المدرسية بصفة طبيعية وعادية مثل الوقوف على أسباب التغيبات والتأخرات عند التلاميذ و التسرب المدرسي الذي أصبح معضلة تهدد المجتمع. 4. تحسيس الأولياء وتوعيتهم بضرورة المساهمة في توفير-ماأمكن- من الوسائل المادية والظروف المعنوية لنجاح العملية التربوية ويدفع إلى هذا قيام المدرسة بمبادرة برمجة نشاطات ثقافية ورياضية وترفيهية ودعوة الآباء بصفة عامة ومكتب الجمعية بصفة خاصة لهذه النشاطات قصد تمكينهم من أداء الدور المطلوب منهم بل مشاركتهم في بعض النشاطات إن أمكن وإبداء الآراء والإقترحات لأن إهمال هذا الدور يشعر الأولياء بالدونية أما مشاركتهم دائما تعود بالفائدة وتدخل الفرحة إلى بعض التلاميذ وتجعلهم يفتخرون بوجود آبائهم في المؤسسة.
5. تنشيط المحيط المدرسي والمساهمة في توسيع دائرة المعارف من خلال شراء الكتب وتوزيع الهدايا على التلاميذ وكذلك المشاركة في الحملات التطوعية داخل المدرسة . وهنا نشير إلى أن مديرالمؤسسة التعليمية ومعاونيه يكون لهم الدور الفعال في جلب وإقحام الجمعيات في العمل لصالح المؤسسات التعليمية وذلك يتم من خلال التنسيق الدائم بين أعضائها وتحميلهم المسؤولية هذا من جهة وتحميل المسؤولية كذلك للأولياء مباشرة للعب الدور المطلوب منهم وذلك من خلال إستغلال المعطيات التالية:
ـ جدول التوقيت المقرر للتلاميذ وكذا التغيرات التي قد تدخل عليه ـ التغيبات والتأخرات والسلوكات التي تسجل عليهم
ـ النتائج المدرسية التي يتحصلون عليها من خلال عمليات التقويم المختلفة ـ برمجة نشاطات ثقافية ورياضية
7. ينبغي أن يصبح لجمعية أولياء التلاميذ مكانة هامة في المنظومة التربوية فمكتب الجمعية يمكن أن يقدم اقتراحات إلىلوزيرالتعليم والتربية ، وكذلك إلى مديرية التعليم والتربية على مستوى الولاية
8- تساهم الجمعية مع الفريق االتربوي بتربية التلاميذ على دين وثقافة وقيم المجتمع الصحراوي والمحافظة على هويته العربية الإسلامية وأن نضمن لهم سلوكا أخلاقيا وتربويا لا يتناقض مع المعطيات التاريخية في بلادنا .
9- المساهمة في توعية أولياء أمور التلاميذ من خلال تنظيم لقاءت معهم على ضرورة الإتصال بالمؤسسات التربوية التعليمية وتقديم المساعدة المعنوية على الأقل لأولادهم لأنه من الأخطاء التي يقع فيها الأولياء عدم الذهاب إلى المدرسة أثناء فترة الدراسة بل أن بعض الآباء قد لا يكونون قد دخلوا المدرسة التي قضى فيها أبناؤهم عدة سنوات ، لأن شعور الطفل بإتصال الوالدين بالمدرسة والقائمين عليها يجعله يدرك أنه لم ينقطع عن أسرته ووالديه وهذا الشعور يعطيه الثقة في نفسه وفي المكان ومن فيه من ناحية ويشجعه على الإستقامة والإجتهاد من ناحية أخرى
10 -السهر والدفاع على مصالح التلاميذ عموما فيماعدا القضايا التقنية والتربوية التي هي من إختصاص المسؤلين المؤهلين لهذا الغرض ( نقصد بهم المدير، مستشار التربية ، المفتش ) . ـ هذا وينبغي أن تتنوع وتتعدد مجالات تدخل هذه الجمعيات-قدر الإمكان- على التكفل بتوفير الحقيبة المدرسية بكل عناصرها للتلاميذ المعوزين بالمؤسسات العمومية، وتقديم النظارات الطبية للذين يشكون من قلة النظر-مثلا- إلى جانب التكفل بالتلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة أما الشق الثاني فيتعلق بالتنشيط التربوي والثقافي والرياضي إذ يجب أن تعمل الجمعية من موقعها التربوي والإجتماعي إلى جانب باقي الشركاء على بلورة برنامج العمل السنوي للأنشطة بالمؤسسة.
وإلى جانب ما ذكر يمكن للجمعية، أن تنفذ برامج موازية تستهدف الآباء والأمهات والتلاميذ، والمساهمة في التنشيط المدرسي بمختلف أشكاله وتنظيم رحلات أوخرجات مدرسية. أما في ما يتعلق بالشق التربوي نقول إنه يفترض في جمعية آباء وأولياء التلاميذ القيام بكل واجباتها على الوجه الأكمل وذلك -مثلا- من خلال تتبعها لظاهرة تغيبات التلاميذ للتقليص من نسبها رغم ما يعتري هذه المهمة من صعوبات لكونها تتطلب متابعة يومية وإجراء اتصالات متكررة بأسر التلاميذ كما أنه من مهام الجمعية محاربة ظاهرة الانقطاع عن الدراسة إلى جانب دورها التقييمي لمردودية المؤسسة التعليمية والرقي بمستوى أدائها إضافة إلى الوقوف عند الاختلالات الموجودة وإلى جانب ذلك تخصص الجمعيات حوافز للتلاميذ المتفوقين، وتقدم المساعدة للذين يواجهون تعثرا دراسيا. وأود أن أشيرا قبل أن أنهي هذا المقال أنه على العائلات الصحراوية بالمهجر عموما أن تفكر هي الأخرى في صيغ للتنسيق بشأن أبنائها المتمدرسين بالخارج وكيفية إحكام التنسيق مع مختلف المؤسسات التعليمية وفي مختلف مراحل التعليم ليتسنى لهؤلاء الأطفال الإندماج بسلاسة وسهولة في المجتمع هذا وأتمنى أن أكون قد وفقت لنقل جانب ولويسير عن دور وأهمية جمعية آباء وأولياء التلاميذ الصحراوية التي لازالت في طور التكوين وإرهاصاته الأولى راجيا من جميع الصحراويين وغيرهم وخاصة المهتمين أن يتفضلوا بالإدلاء بآرائهم في -هذا الموضوع الذي أنشره نظرا لأهميته عندي وعندكم بلاشك للمرة الثانية في الفايسبوك والواتساب- وقريبا سينشر في مواقع مختلفة هامة أخرى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تقبلوا تحيات أخيكم في الله محمدسالم بشري ألمين -إغورري- بلباو- إسبانيا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *