-->

بعد الزج به في حرب الصحراء الغربية،الجيش المغربي يعيد تكرار التجربة المصرية الفاشلة في اليمن.


تبعد اليمن عن المغرب بمسافة تقدر بخمسة الاف كيلومتر،لكن البعد الجغرافي لم يحول دون اقدام حكومة المغرب علي ارسال قوات من بلادها للقتال في اليمن كطرف وكيل عن السعودية.وبذالك يكون المغرب قد اقترب من تكرار التجربة المصرية الفاشلة علي الارض اليمنية خلال ستينيات القرن الماضي؛عندما فقدت مصر 26 الف جندي من اصل 70 الف كان جمال عبد الناصر قد ارسلها للقتال علي مدى ستة سنوات الي جانب الجمهوريين اليمنيين بزعامة الرئيس عبد الله السلال.
وتخجل الحكومة المغربية عند الحديث عن دواعي ارسال جنود مغاربة للموت خارج ارضهم وعكس ارادة شعبهم،في حرب لا شأن لبلدها فيها سوى توخي الدعم المالي من دول الخليج الغنية بالنفط، ويسود تذمر كبير هذه الايام، اوساط الحكومة المغربية،وعلي رأسها الملك، اثر تأخر الدعم المالي المقدر بملايين الدولارات، والذي وعدت السعودية بضخه في خزينة المغرب العمومية؛مقابل اعماله العسكرية في اليمن الي جانب جيشها هناك، والمكون في معظمه من مرتزقة من امريكا اللاتينية، واساسا من الكولومبيين.
ويري المسؤولين المغاربة بأن الاستمرار في تلبية المطالب السعودية يزداد صعوبة وقد لا يصبح بمقدور المغرب الوفاء بها مستقبلا،خاصة وأن الحرب بدأت تطول وتجد السعودية صعوبة في وقفها؛بل تتجه نحو الاقرار بخسارتها.وحتى الآن يرى المغرب نفسه يربح من وراء مشاركته التي يصفها مسؤوليه بالرمزية في هذه الحرب،خاصة بعد ما بدأ يتسلل الي علم المغاربة عدم مجانية هذه المشاركة،والتي لم تكلفه حتى الآن سوى سقوط طائرة وموت طيارها؛لكنه يخشى من أن تتطور المطالب السعودية الي ما هو ابعد ؛عشية الحديث عن قيادة سعودية لحرب برية وشيكة في سوريا وربما اخرى باليمن ايضا،حينها لا يمكن للمغرب التراجع بالامتناع عن تنفيذ الاوامر العسكرية السعودية ،كي لا يتهم بالتولي وخذلان حليفه السعودي.
الملك المغربي المنزعج من تأخر وصول مليارات الدولارات الخليجية،التي يحتاجها لشراء السلم الاجتماعي الهش داخل مملكته؛اصبح يخشى علي مصيرها؛لذالك ،سارع بارسال وزيره للداخلية،لستفسار السعوديين حول الموضوع.
وعلاقة بالموضوع دائما، كانت دول في مجلس التعاون الخليجي قد عبرت مرارا وتكرارا عن رفضها القبول بفكرة تقديم مساعدات مالية من اموال شعوب المجلس لدول وممالك بعيدة عن محيطه الجغرافي، وأن هذه المساعدات لا يمكن الاستمرار بالوفاء بها، وأن المغرب الذي ينجز ويؤدي الخدمات لبعض دول المجلس،يبقى طرف معوق ومكلف ماليا لا غير.
وكانت ايران،التي يعاكس المغرب مصالحها الجيو-سياسية في منطقة نفوذها السياسي والديني، قد تساءلت عن سبب حشر المغرب لنفسه في صراع لا يهمه وهو المتورط في احتلال الصحراء الغربية منذ عام1975؛ويعجز عن تخليص مدينتي سبته ومليلة الواقعتين علي ارضه من الاحتلال الاسباني لهما منذ 1580م ،السؤال نفسه،القاه المندوب السوري في الامم المتحدة علي مسامع الوزير المغربي في الخارجية والتعاون منذ مدة قصيرة.
بقلم: ازعور ابراهيم.

Contact Form

Name

Email *

Message *