-->

تأمـــــــــــــل في مؤامرة مراكش


إن ما نشاهده الآن داخل الساحة الجامعية من تجريم الفعل النضالي للطلبة الصحراويين ما هو إلا انعكاس لوحشية النظام القائم بالمغرب ، ومحاولة يائسة منه لإقبار الصوت المكافح لسفراء القضية الصحراوية.
ولا عجب أن يتخذ هذا النظام أساليب شوفينية نتنة و آليات رجعية عفنة وأخص بالذكر الإتجاه الظلامي الطائفي من جهة و القوى الشوفينية المسماة زورا وبهتانا بالحركة الثقافية الأمازيغية .
فهذان البيدقان كانا ومنذ زمن بعيد بمثابة "البعبع" الذي يخوف به النظام الديكتاتوري أبناء الشعب المغربي الكادح من التقدميين لأجل تمرير مخططاته الطبقية التي تهدف إلى خوصصة الجامعة المغربية ونهب خيرات البلاد والعباد طاعة لسادته الإمبرياليين والصهاينة .
وفي الخارج توظيف هذا الحليف لتصفية القضية الفلسطينية (لجنة القدس...)
وقد سخر في هذه الحرب حملة إعلامية واسعة و ضخمة وجرائد رصيف ...وغيرها لتحويل الرأي العام المغربي وتوجييه عن مشاكله الداخلية (معركة الأساتذة المتدربون، حرية الرأي، حركة الاحتجاج العارمة..) باتجاه العدو الوهمي الشخصية الصحراوية
كما انتقلت حمى المخزن لكل ما هو صحراوي إلى مداهمة البيوت والبحث عن مطلوبين هناك في امحاميد الغزلان وفي كل المداشر الصحراوية.
وبخصوص تجريم الطلبة الصحراويين أقول للإعلام المغربي لا يجوز التعميم في أي مسألة ومن يطلق الكلام على عواهنه ما هو إلا جاهل أو كاذب ، لان الواقع يدل أن الغالب في الطلبة هو النضال السلمي والحوار الراقي مع إخوتهم المغاربة وغيرهم وكثيرا ما شاهدنا في دور العلم والمعرفة التثاقف الفكري والتحام الشعب المغربي مع الطلبة لتصحيح أفهامهم ومحو مغالطات الإعلام فيما يهندسه لهم من أكاذيب عن "ملف الصحراء" بل وقد يحتفل الرفاق المغاربة بأعياد وطنية صحراوية .
هذه النوعية في النخب الواعية تجعل النصر حليفنا الدائم فمن سار على درب الشهيد الولي وصل فهو من أوصى بحسن معاملة الجار بل أن الجبهة الشعبية أكرمت أسرى الجيش المغربي أيما إكرام.
وما وقع في مراكش مؤامرة ضد الجسد الطلابي نسجت خيوطها منذ أن بدأ موقع أكادير يسترجع عافيته وبالدور الريادي للطلبة النوعيين في حماية المشروع الوطني وقطع السبيل على أصحاب الأيادي المرتعشة من انتهازيين وعملاء وفي هذا الصدد يقول فارس الثائر:
" انخفضت نسبة الحلقيات الإقليمية واضطر رموز الفساد لابتعاد عن الساحة واكتفاء بعيونهم، وشحت المعلومات التي تصل إلى المخابرات المغربية من طرف العملاء بعد أن تم كشفهم فتخلى النظام المغربي عن العديد منهم. اختفت الأشكال النضالية الموسمية وأضحى التواصل والتفاعل والدردشة شبه يومية وانفتح الطلبة الصحراويين على الجميع بما فيهم المغاربة في نقاش هادف وتوعوي. "
لست بصدد تبرير أي فعل عدائي ضد المخالف اللهم إلا ما كان دفاعا عن النفس كالذي حدث في مراكش فإن المدعو عمر خالق لا يحمل صفة طالب في الكلية ولكن المسكين مُغيب و مُسير من (ح.ث.أ) وانساق إلى حتفه، فماذا كان يفعل في رحاب الحي الجامعي برفقة عصابته الإجرامية ؟
فالرواية الكاملة تقول أن بعد استهداف الطالب الصحراوي يحي لزعر والذي لولا لطف الله لحدث ما لا يحمد عقباه عمدت الحركة إلى ترويع الطلبة ومنع الصحراويين من اجتياز الامتحانات بل تجرِؤا على رواق الطلبة الصحراويين بالحرم الجامعي راسمين رموزهم الخسيسة ،علما أن أجهزة البوليس تبارك ما يفعله الأوغاد ، وكان من الطبيعي من الرفاق بأكادير تلبية نداء الاستغاثة في مراكش والإنزال إليها.
وعليه فلا بديل عن مواجهة عنف القوى الشوفينية الرجعية إلا بالعنف الثوري فالقاعدة إذن المواجهة العسكرية لهؤلاء الأنذال مع فضحهم نظريا داخل الأوساط
وهل هناك فضيحة أكبر من تطبيعهم مع الكيان الصهيوني بل و أخذ رؤسائهم صورا تذكارية مع السفاح نتنياهو !!!
وهذه المواجهة لا تقدح في سلميتنا وحتى "ما يشكو عنا بلا سنّين"
ومنذ عقود كانت نضالات الطلبة الصحراويين تتسم بالسلمية كما كانت توصي جبهة البوليساريو بالنضال السلمي ولكن مبالغة المخزن المغربي في التكيل بالشعب الصحراوي في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية من اعتقال وتصفية للعرق الصحراوي قد يؤدي إلى ردة فعل والمخزن المغربي هو من يتحمل مسؤولية أي تصعيد 

حقا الطلبة الصحراويين هم دعاة سلام وشعارهم الحمام لكن بمقدورهم جعل كل حمامة قنبلة تحصد روح كل من يتطاول على عدالة قضيتنا.
علما أن الحركة الثقافية الامازيغية الصهيونية ومنذ تأسيسها ما فتئت أن تظلم أبناء شعبنا بزعمهم أن الصحراء الغربية "منطقة امازيغية" انسجاما و مشروعهم الشوفيني "الممتد من الصحراء الغربية حتى جنوب نهر النيل"، كمشروع إسرائيل من الفرات إلى النيل .
وقد تبين لنا لما لا يدع أي مجال للشك أن هذه الحركة الصهيونية تتخذ من اللغة الامازيغية غطاءا لإستقطاب أكبر عدد من الأتباع لفعل ما عجزت عنه الدولة الصهيونية داخل أوساط الجامعات العربية فهي إذن لا تمت بصلة لشرفاء الأمازيغ فنحن نكن لهم كامل التقدير والاحترام وتربطنا بهم أخوة وحسن الجوار.
هذا المؤامرة تشبه ما حدث قبل العام المنصرم في فاس من تجريم الفعل النضالي لطلبة النهج القاعدي الديمقراطي بعد مقتل طالب من فصيل التجديد الطلابي من حزب العدالة والتنمية والتي حُكم فيها على الرفاق ب111 سنة بينهم ، ومن تم اخذ ذلك ذريعة لسن قانون عسكرة الجامعة .
وعلى ذكر النهج القاعدي فإن هو كذلك لم يسلم من جرائم هذه الحركة المجرمة حليفة النظام ففي 2007 استشهد رفيقان، الأول الشهيد عبد الرحمان حسناوي الذي قتلته أيادي العصابات الصهيونية بموقع الرشيدية ولم تكتفي بقتله بل أخذت دمه الزكي وكتبوا به على جدران الحي الجامعي رموزهم الشوفينية العنصرية ، في تحدٍ صارخ للأخلاق الإنسانية بل قل ما نجد نظير هذه الجريمة البربرية النكراء إلى في شريعة الغاب ،والثاني الرفيق الشهيد محمد الطاهر ساسيوي استشهد يوم 22 ماي 2007 بموقع مكناس على يد نفس العصابة.
والجدير بالذكر أن دولة الحق والقانون لم تتابع الجناة بل أطلقت صراحهم رغم اعترافهم باقتراف الجريمة !!!
وهنا يظهر الكيل بمكيالين من قضاء السلطة و حقدهم الضغين على كل مناضل صحراوي من اجل نشر ثقافة الخنوع واليأس والاستسلام للأمر الواقع داخل صفوف الطلبة . وهذا فصل جديد من فصول الملحمة ظاهره الانتقام واتخاذ مجرى العدالة وباطنه التشويش وحمل الناس وتثليبهم على بغضنا إطرادا إلى إلاجماع الوطني بمغربيةّ الصحراء الغربية ، فالعدو يبقى عدوا على ما اقترفته أياديه الآثمة من جرائم يندى لها جبين الإنسانية في حق أبناء شعبنا البطل لكنه سيرِد وشيكا مورد الهزيمة خزيا وردى.
هي مؤامرة بكل ما تحمل الكلمة من معنى في حق أبناء الصحراء الشامخة المجد ويبقى الأدهى والأمر في هذه المسرحية هو غدر وظلم ذوي القربى من المندسين الذين يسربون المعلومات للعدو ، فما الذي يفسر حصول صفحة في الفيسبوك للحركة الشوفينية على صور جد خاصة لمناضلينا الأشاوس؟ بل أن بعض الصور ملتقطة هناك خلف الجدار بأراضينا المحررة ؟
إلى غياهب الذل والنسيان أيها الخونة ولنا وقفة مع التاريخ هو من سيكشفهم وسيلفظهم بعيدا تماما كما يلفظ البحر جثث الغرقى.
وكرد فعل جاهيري على اعتقال الطلبة انتفضت امحاميد الغزلان ولبت النداء آسا في انتظار زلزال في بقية المداشر الصحراوية يهز النظام الملكي وأذنابه
فلا فرق بين معتقلي اكديم ازيك و معتقلي الصف الطلابي فالكل أبناء وطن واحد شركاء في المظلومية
إننا الآن بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى :
* ترتيب البيت الداخلي بالالتحام والوحدة الوطنية .
* النضال ثم النضال من أجل تحرير رفاقنا الطلبة المعتقلين ولا نريد خطاب الانهزام والمسكنة بقدر ما نريد ترجمة ذلك إلى أرض الواقع .
* العمل على إيجاد الطاقات النوعية داخل الجسد الطلابي .
* عدم اللين والتساهل مع الإختراقات ومع أصحاب العيون الخائنة .
* فتح نقاش حول وظيفة usario ومدى جديته في التعاطي مع ما يقع لطلبتنا بالمواقع الجامعية المغربية .
عاشت الصحراء حرة أبية قبلة للأحرار ومربضا للثوار
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
الحرية للطلبة المعتقلين
السجن لي مرتبة و القيد لي خلخال و حبل المشنقة أرجوحة الأبطال.
الطنطان في 2 فبراير 2016

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *