نضـــــــال الطالب الصحراوي… و لعبة المخزن
عملت مؤخرا اجهزة الامن و المخابرات المغربية على تشويه سمعة الطلبة الصحراويين الدارسين بالجامعات المغربية بطريقة مختلفة عن سابقاتها التي فشلت فيها فشلا ذريعا، اذ يعتبر الطالب الصحراوي حتى داخل جامعات العدو شخصية محبوبة من طرف معظم التنظيمات الطلابية التي تشكل شريحة معتبرة من المجتمع المغربي .
فبالرغم من المحاولات المتكررة الهادفة للمس من قيمة و نزاهة و اعتدال الطالب الصحراوي و هي الخطوة التي فشلت فيها اجهزة المخابرات المغربية التي جندت العديد من اعوانها داخل المواقع الجامعية و خاصة بعد تفاقم الازمات الاقتصادية و السياسية التي تهز المملكة المغربية بشكل شبه مستمر بدءا بالإضرابات التي تخوضها الجماهير المغربية ضد واقعها المعاش و مطالبة الاساتذة المتدربون و سلسلة الاضرابات التي نظمها الاطباء المغاربة احتجاجا على تهميشهم و اقصائهم الممنهج من طرف السلطات المغربية.
كما يشهد المغرب العديد من الازمات الخارجية التي حاول اشغال الرأي العام عنها بإفتعال ازمة وهمية و التي كان اخرها صمت بعض الدول الافريقية الهامشية المؤيدة للطرح المغربي اثناء القمة الـ26 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الافريقي، و الغاء اتقافية التبادل الزراعي بين المغرب و الاتحاد الاوروبي و مطالبة البرلمان السويدي الاعتراف بالدولة الصحراوية و عزلتها داخل افريقيا وتصنيفها ضمن اكثر الدولة انتهاكا لحقوق الانسان و تصديرا للمخدرات …الخ.
و للاسف وجد نظام الامن المخزني بعد محاولات متكررة الطريقة المثلى التي تخلصه عناء مأمورية الاوامر الملكية بزرع الفتنة بين الطلبة الصحراويين الذين يكنون الاحترام و التقدير لمختلف فصائل التنظيمات الطلابية التي هي انعكاس لأطياف الشعب المغربي الشقيق بعيدا عن القناعات السياسية مباشرة بعد وفاة الطالب المغربي عمر خالق بالموقع الجامعي مراكش، و هي الحادثة التي رفضت العدالة المغربية مباشرتها بفتح تحقيق مستقل وشفاف من شأنه توضيح ملابسات الحادث، مدعية ان المتسبب الرئيس هو الطلبة الصحراويين.
لم ينتهي الامر عند هذا الحد، بل تم استغلال العديد من وسائل الاعلام المغربية التي من بينها قنوات تلفزيونية من اجل زرع البلبلة و غرس الفتنة بين الطلبة و تحويل نضال و كفاح الطالب الصحراوي السلمي داخل الحرم الجامعي المنطلق من تبادل الافكار و ترقية الحوار البناء الى وصفه بالطالب الراديكالي و نعته بالانفصالي و المناصر لتقرير المصير و ما الى ذلك من النعوت المثير للحقد من اجل تحويل النضالهم من عمودي ضد نظام المخزن الى افقي ضد الشعب المغربي المناضل من اجل حقوقه و كرامته المسلوبة من طرف نظامه المخزني.
فلا يجب على الفئة المثقفة كنخبة طليعية حملت بحكم الواقع المسؤولية الفعلية لحماية الوطن و نبذ الفتنة و تحليل مخرجات وقرارات السلطات السياسية التي قد تجرها للدخول في حرب وكالة يكون ضحيتها الشعب بالدرجة الاولى مثل ما يحصل الان، فدخولنا كطرف في لعبة الانظمة المحسومة النتائج يعني غفلتنا عن دورنا الاساسي و مساهمتنا في ارضاء و تحقيق اهداف العدو الحقيقي للشعبين المغربي و الصحراوي.
بقلم : الناجم بشري