-->

هذا الموعد مع التاريخ


لست أبالغ إذا قلت؛ إن ـ إعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية 1976م ـ كان مفاجئا للغزاة وللكثيرمن الدوائر السياسية إقليميا ودوليا وحتى ربما للعديد من أبناء الشعب الصحراوي ؛ سواء المقيمين في كنف الإستعمار أودول الجوار ، أنذاك .
المفاوضات بين الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب والحكومة الإسبانية، إتفاقية مدريد، الإجتياح العسكري للوطن ، الوحدة الوطنية، كلها مؤشرات أوحت للكل أن منعرجا هاما بدأ يأخذ مسلكه في مواجهة شرسة للسياسة الإستعمارية في المنطقة .
وصمم الكثير من الصحراويين أن لايتخلفوا عن مطالب ذالكم الموعد التاريخي؛ فكانت العمليات العسكرية لجيش التحرير الشعبي الصحراوي في الوطن وخارجه وبالذات؛ عملية أنواكشوط التي إستشهد فيها و بها قائد الثورة ، الولي مصطفى السيد ورفاقه. لفت إنتباه المسؤولين السياسيين والعسكريين في إسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة وأذنابهم الغزاة إلى خطورة المشكلة الصحراوية؛ خاصة وأنه لم تترك للصحراويين وسيلة أخرى للتعبير أوردة الفعل غير ذلك. 
ويعلم الجميع ؛ من الصحراويين وسواهم ، أن الحدث سيطفئ في غضون أيام شمعته الأربعين والبعد عن الوطن من حيث الملازمة المادية والعـضوية ـ على الأقل ـ لايزال ؟ مثل ماقال ، آلبير كامبو" التاريخ يجري، بينما الفكر يتأمل" لكنها، أقصد ـ الاربعين سنة ـ عضدت المسيرة بالمحاسن الجمة التي تعصى على التجاوز أو التذ ويب، وإن يغاضبني ما أعتبره أحيانا نوعا من النفاق المحسوس على حساب الحقيقة الناصعة والمعارضة الجنونية لكل ممكن أو ضروري وعدم الإستفادة من الأحداث المتوالية والظروف السياسية الراهنة والنظر بترقب واع فيما يجري بالجواروالإختباء خلف الموضوعية المصطنعة والعداء القوي والشديد للجديد أيا كان الطبيعة الوطنية الخالصة ـ طبعا ـ التي يرتديها أو يقتديها . وهذا نتيجة لعدم القدرة على التحرر من معتقدات وآراء مناقضة لكل منطق، حتى وإن أ ضحدت بآيات النبي موسى عليه السلام. وأضيق لي منه من يجعل من الحبة قبة ويتخذ من كل فعل سببا لخدش الجسم الوطني والتأثير على النفسية العامة ويتحول فجأة تحت تأثيرما إلى مماثلة ما لايرضى .
نعم؛ سوف تمر على الإعلان أربعون سنة ، يحق لنا أن نتساءل فيها : ـ هل كان محض صدفة ؟ولمصلحة من تم؟ أعلن قيام الجمهورية؛ كإطار سياسي وإجتماعي وقانوني يعزز على مدار الزمن الوجود التاريخي للشعب الصحراوي ويماسك وحدته ويزيد من شرعية كفاحه ويمده بوسائل جديدة من أجل الحرية والإستقلال بناء على قراءة سياسية سليمة ورؤية فكرية ثاقبة ، رغم ماقيل حينها ،كما تم الإعلان ـ أيضا ـ لأجل كل الصحراويين ،قاصيهم ودانيهم ، هرمهم ويافعهم ، عالمهم وجاهلهم وتوالت السنون وأستحل البعض ما أستحل وأستأ ثر البعض بما أشتأثربه من أفضلية أو قذارة وحاز البعض ماحاز من صيت ؛ فالعاكف فيه والبادي سواء وعلينا أن نهدي للحدث ما يستحق من تخليد عرفانا بفضائله علينا ونجعل منه مدمرة تسحق سياسات الغزاة والنكرر على الدوام :
ـ الحياة في طرد الغزاة ونقلع عما سوى ذلك ولا يثنينا عن الوجهة الوطنية أي ثان مهما كان .
بقلم : ابراهيم السالم ازروك

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *