"النواب النخبة" بين ازدواجية الخطاب والممارسة

تعرضت قناعة المترشحين لامتحان عسير في ديمقراطيتنا الحديثة، ذات الشوائب المتعددة والمتنوعة، وبحكم أن المجتمع مازال عاجزا عن تجاوز الترسبات الاجتماعية والعيوب الفكرية المتراكمة والمنتشرة بين أفراد المجتمع ، جعلت البعض يسايرها وفق مصالح شخصية، أسقطته في أول امتحان للمبادئ.
من النتائج الايجابية للعملية الانتخابية تفاؤل المواطن الصحراوي، بحضور شباني ملفت، حيث يراهن الكثيرون على هذا الفئة، جسدته إرادة جماهيرية ومطلبا ملحا لتشبيب الواجهة السياسية، في ظل تغيرات سياسية دولية وإقليمية مع مراعاة معطيات القضية الوطنية الجديدة ، وهو ما يتطلب ضخ دماء جديدة قد تصنع الفرصة المواتية لممارسة النواب لدورهم الرقابي والتشريعي الحقيقي ورغم أن هناك رأي أخر لديه شكوك بقدرة النواب الجدد على ممارسة استقلاليتهم وتحسين أدائهم، في ظل الوصاية القائمة من النظام على أقطاب المجلس، لكن الفرصة ما زالت مفتوحة أمامهم لتقديم صورة أخرى، تجسد التطلعات الشعبية المنسجمة مع التحولات الداخلية، متمثلة في تغيير و بناء سياسات جديدة، تحسم الجدل حول الملفات السياسية والاقتصادية، التي اثقلة كاهل المواطن وزادت على ما يعانيه في اللجوء، سواء على مستوى تكاليف حياتية ومعيشية أو على مستوى الهمّ العام، الذي يمسّ القضايا الكبرى والأولويات الوطنية.
نواب الشعب اليوم أمام امتحان كبير، وعلى ضوء أدائهم ستتحدد ملامح المرحلة القادمة، ومن اكبر المعضلات التي تواجههم الوضع الداخلي، الذي ينبأ بتحولات سياسية يمكن تفرزها المرحلة القادمة، يتحمل فيها النواب أعباء المسئولية، بحيث مطالبين فيها أكثر من أي وقت بالحفاظ على على دورهم كممثلين لشعب، مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية المرحلة في بعدها الاستراتيجي"، والنأي بالنفس عن الخلافات التجاذبات السياسية وطموحات الفردية الضيقة، التي يمكن أن تعرض النواب الى الاصطفاف ولانجرار وراء انقسامات، لا تخدم القضية ولا المشروع الوطني.
فهل سيكون النواب الجدد في مستوى التحديات وامال القاعدة ؟
محمد لمين عبد الرحمان