-->

من يثأر للشهيد أشماد؟


ببرودة دم محيرة وإستهتارا تام بجهود السلام المبذولة منذ أكثر من 24 سنة اغتالت أيادي الغدر والإجرام التابعة للقوات المسلحة المغربية الشهيد أشماد أباد جولي في يوم أغر على قلب ووجدان كل صحراوي الا وهو الذكرى الأربعين لإعلان الدولة الصحراوية الفتية،فقد ذكرني سيناريو إغتياله بسيناريو إغتيال الزعيم العربي صدام حسين الذي أذاق الكيان الصهيوني سما ناقعا من خلال صواريخ العباس والحسين التي هزت كيان دويلة إسرائيل وأسكنت الذعر والرعب في قلوب الإسرائليين،فأختير له جزاءا من جنس العمل أين تم إعدامه يوم عيد الإضحى المبارك في إشارة صريحة الى الرغبة الجامحة في إشفاء غليل الكيان الصهيوني من خلال ضرب مشاعر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بهذا الفعل الشنيع....ومن يدري فربما عرف المحتل المغربي القيمة الحقيقية للشهيد أشماد فتم أختياره بعناية فائقة لتصفيته في هذه الذكرى الغالية على كل صحراوي غيور،ومالفرق بين الشهيد أشماد والشهيد صدام؟
إن مأثر الشهيد أشماد وخلاله ومواقفه ووطنيته ليست في حاجة لمن يروجها من خلال مقال أو قصيدة شعرية،لأن كل من عرفه من قريب أو بعيد يشهد له بالنبل والكرم ودماثة الخلق وشهامته وغيرته على وطنه ومصير شعبه،ناهيك عن القيم الإنسانية النبيلة التي فطر عليها،فكم من محتاج أغاثه وكم من مدان سدد دينه وكم من مكروب أفرج كربته،وبالتالي فأيادي الغدر والإجرام المغربية لم تقتل رجلا عاديا قد نتجاوز محنة أغتياله كما فعلنا مع غيره من شهداء إنتفاضة الإستقلال المباركة،خاصة وأن مسرح الجريمة هو المنطقة العازلة قرب جدار الذل والعار والضحية كان بصدد إسعاف رؤوس من الإبل من ملكه تعرضت لإطلاق نار من قبل جنود مغاربة،وكان أعزلا،فماهي مبررات هذه الجريمة ومن يأخذ القصاص للشهيد أشماد؟
فحسب الرواية المغربية التي لا يمكن أن يصدقها عاقل،تقول أن القوات المغربية أطلقت أعيرة نارية تحذيرية،فكيف لهذه الإعيرة النارية التحذيرية أن تسقط من الجو كالنيازك لتقتل الشهيد أشماد؟ولكن مادامت سياسة العدو المغربي مبنية على التضليل والبهتان والأكاذيب في مقابل سياسة حسن النوايا التي تنتهجها جبهة البوليساريو فلن نستغرب التصريح الذي أدلى به السيد محمدعبدالعزيز رئيس الدولة والأمين العام للجبهة الذي يري بأن إغتيال الشهيد أشماد من شأنه تقويض جهود السلام المبذولة في المنطقة منذ وقف إطلاق النار سنة 1991م،وإعتقد أن السيد الرئيس الذي طالما تأثرت كثيرا في تكويني السياسي برؤيته وتبصره ومعالجاته الحكيمة لمختلف قضايا الشأن الوطني والإقليمي والدولي يدرك جيدا حجم الألم والأسى الذي يعصر قلب كل صحراوي وصحراوية هذه الإيام بسبب هذه الفاجعة الأليمة التي حلت بشعبنا وهو يخلد ذكراه الأربعين لإعلان دولته الفتية في سابقة خطيرة أقدم عليها العدو المغربي الذي تجاوز كل القوانين والأعراف الدولية بقتله للشهيد أشماد ،وإعتقد أن القصاص للشهيد أشماد سيكون بإرادة شعبية وبمباركة رسمية،فقد سئمنا حياة الذل والإنتظار في بيداء لاماء بها ولا شجر،وكما قال الشاعر:تقضي البطولة أن نمد جسومنا جسرا فقل لرفاقنا أن يعبروا.
الأستاذ:التاقي مولاي إبراهيم

Contact Form

Name

Email *

Message *