الجيـــــــــــش الصحراوي بانتظار أمر بالعودة الي القتال.
بقلم: ازعور ابراهيم.
جلبت زيارة بان كي مون الي المناطق المحررة من الصحراء الغربية،أحداث مهمة،بحيث مثلت أول تحرك أممي ملموس،يقوم به أمين عام أممي؛لتسليط الضوء علي هذا الصراع،الذي ينعت ب"الصراع المنسي" وإعادته الي واجهة الأحداث الدولية.وينفرد المغرب برفض نتائج الزيارة،ويرى بأنها فرضت عليه حالة من التوحد والعزلة،وقد ترشح المنطقة لمزيد من الصعاب،وبأن ما ورد علي لسان بان كي مون،يعد "خلل" جديد طرأ علي التصور الدولي لطريقة معالجة النزاع.
ورغم التباين، في وصف الطرفين للزيارة،إلا انها أثبتت وبشكل لا يدع مجالا للشك؛أن الأفكار،التي عالجت الصراع في الماضي،كانت خاطئة،وأن الحل السياسي؛مفيد في حالة النزاعات التقليدية،التي تنشأ بين دولتين علي استعداد لتقبل نتائج الوساطة،وفي الحالة الصحراوية، كان مجرد وصفة علاجية مرادفة للانسداد والانتظار وكاشفة للفشل،ولهذا،جاء بان كي مون ليعلن وبصورة مباشرة،تعثر وافلاس الحل الاممي؛وأن الأمور لا بد وأن تصل الي نهايتها.
المغرب،الذي رفض استقبال بان كي مون،منذ البداية،ورفض السماح لطائرته بالهبوط بمطار العيون، كان يعلم بأن الزيارة سوف لن تتم لصالحه،لذالك،كان يضع العراقيل تلو الاخرى،كي ينجو من الزيارة،التي مثلت بداية فعلية لتعاقب خيبات أمله،وفشله في مواجهة المجتمع الدولي؛وكان لا بد عليه أن يلجأ الي التعامل بعقلية الطفل المدلل،الذي يحب تفجير الاشياء بحجة ادراج"نقطة لم تكن موجودة".
الاحتمال الوارد اليوم،هو أن يبادرالمغرب بمغامرة عسكرية،شبيهة بتلك التي قام بها عام 91،حينما خرج بقوات هزيلة،ومعطوبة، محاولا السيطرة علي مناطق جديدة وجعلها وراء حزامه الدفاعي،حتى يثبت بأنه الطرف الأقوى،ولهذا السبب ادخل المينورسو ضمن قائمة أهدافه الذاتية،ليمارس بحقها سياسة"الماء والشطابة"بعد اقدامه علي طرد وابعاد جزء كبير من البعثة عن المنطقة،هذه المرة في نيته تنفيذ مشروعين عسكريين يتهيأ لهما منذ مدة؛ويتعلق الأول بجنوب المنطقة،يصيب من خلاله التواجد الموريتاني بمدينة لكويرة،وهذا ضروري ليتوسع المغرب فعليا من "طنجة الي لكويرة"،والثاني يحتوي من خلاله منطقة بئر لحلو،وهي البلدة،التي تنظم فيها الجبهة معظم نشاطاتها السياسية والاعلامية،وهي كذالك، البلدة التي انحنى بها بان كي مون أمام تضحيات الشعب الصحراوي؛ومنها أعطى للتواجد المغربي في الصحراء الغربية صفة الاحتلال.
البوليساريو،العالمة بالنوايا المغربية،ومن جهتها،وضعت قواتها علي ظهر،وهي تجد صعوبة في السيطرة علي مخزون الحماس الكامن في نفوس شبابها،المندفع والمتحمس للقتال،وأمرت المدنيين بالابتعاد عن المناطق العسكرية،خوفا علي سلامتهم،وبهذا يدفع التهور المغربي بالمنطقة الي حافة حرب،قد لا تفلح الأمم المتحدة،مرة اخرى في ايقافه.