جــــامعة أتفاريتي ـ لاحذر إلا وسوف يرفع ـ
بهذا المفهوم العلمي النبيل أطلت جامعة أتفاريتي على الوسط الثقافي الصحراوي والأجنبي عموما والإسباني بالخصوص، لترفع التحدي في مجال الذاكرة الشفهية منها والمكتوبة مسجلة بذلك فضائل السبق وجلال الشأن في طرق مساحة معرفية لم تطرق من سنين قبلها وكان من الواجب أن يتحقق الأمر من زمن بعيد؛ ـ فحياها الله وحيا الذين ساهموا معها من أي مسافة كانت ـ ولهم أن يدركوا أن عمل النخب لن ينتهي .
فالصحراويون في كل مكان ؛ لايعلمون من تاريخهم إلا النزر القليل قياسا بما صنعوه خلال الحقب التي تشكلوا فيها كمجتمع ذي تميز حضاري في المنطقة المغاربية ،لأنه ظل تاريخا مطمورا بحكم عوامل أحاطت به في الظرفية المكانية والزمانية..، وذاك القليل منه أصابه التجاهل والتناسي و حتى التنكر ـ أحيانا أخرى ـ ولم يسلم من المسخ والتشويه والنسبية والمصادرة والوصايه . ومن وقت قريب علم بعضنا بالدلالة أن ومضات من التاريخ الصحراوي أستغلت لإغراض وأهداف ـ يعلم الله خائنتها ـ من لدن أوساط شعبية ورسمية داخل محيطنا الجغرافي دون أن يتحرك ساكن خوفا من ردات الفعل تحت أوهى الحجج ، مما يؤدي إلى إنتشار الغرر الكاذب في الرواية التاريخة .
وقفة جامعة أتفاريتي هاته ؛ مثلت طريقا للإ تصال الذي من الممكن تبادله مع من لهم دراية بالأحداث التاريخية وتشجيعهم على التأليف والرواية برؤية وطنية ، لتنقل إلى الأجيال صادقة وشاملة، مؤكدة للأجنبي أننا:ـ أحياء ولازلنا ـ ولانترك لغيرنا أن يكتب على هواه ، فإن علم المحاسن أخفاها وإن سمع المساوئ أذاعها وإن لم يسمع شئا كذب وأفترى علينا..، وهذا اللون من الإعتداء على المجتمع ـ لعمري ـ أشد من قدح الأعراض لما فيه من الضرر البالغ على سمعة الأجيال ومستقبلهم، فضلا عما فيه من طمس للهوية الوطنية وتذويب لظواهرها المقدسة ، كما تم التأكيد إبان الملتقى الأكاديمي أن أقل ما يمكن أن نسديه لتاريخ شعبنا هو جمع المعلومات وتصنيفها وبالذات المستقصاة من التراث الشفهي الذي من المعلوم أنه معرض للزوال كلما زال مستظهريه.. ولاعذر يشفع لهذا الجيل إذا لم يرفع الحذرعن تاريخ فترات زمنية ظلت مجهولة إلى يومنا هذا،حتى كادت أن تنعدم لولا ذاكرتنا الجماعية .
البعض منا اليوم ، ومنهم أولئك الذين نشروا في أوساط الجمهير في مستهل نشوء الحركة الوطنية أن السكوت عن التاريخ وترك التأريخ أولى من كتابته وإشاعته، بدوا مقتنعين أن القيم التاريخية لشعبنا قد مست..؛ وهذا يعني أن المشكل لم يعد فرض نهج سياسي ما.. وإنما كتابة تاريخ وطني لديه من فرص الإ براز مالسواه على مستوى الجوار.؛ حري بنا ـ إذن ـ أن لانضيعها جميعا وإنما نسعى ، ليس بالمعجزات وإنما بالوسائل البشرية والمادية المتوفرة التي تمكننا من حلول ملائمة للمشكل التاريخي.
ابراهيم السالم ازروق