-->

أبو الوليد الصحراوي كما عرفته. الجزء الخامس


إن بعض الملتحقين بصفوف الثورة ،سواء في تلك الحقبة التي قدم فيها أبو الوليد الصحراوي أو بعدها ،كان التحاقهم بالجبهة مجرد مطية لتحقيق مآرب ذاتية دنيئة،فمنهم من تحصل على بطاقة وطنية صحراوية وعاد أدراجه من أجل الحصول على سكن وبطاقة إنعاش،ومنهم من جاء بسبب ملاحقته قضائيا في جرائم ذات طابع جنائي،ومنهم من إلتحق في السنوات الاخيرة هربا من ساحة المعركة الحقيقية ألا وهي انتفاضة الاستقلال المباركة بحثا عن مكاسب مادية بعد أن تحولت الثورة الى بقرة حلوب،ومنهم من جاء في إطار مهام استخبارتية وعاد بعد ان أستكمل مهمته بنجاح دون أن ننتبه له.
وكان أبو الوليد الصحراوي من ضمن الذين إلتحقوا بالثورة في بدايات التسعينات بعد أن أصبح محل ريبة لدى الاجهزة الأمنية المخزنية،خاصة وأنه عرف بين أنداده بالمجاهر بحتمية إستقلال الشعب الصحراي من خلال نشاطه الدؤوب في مختلف مناحي الفعل النضالي الطلابي،فأختار اللحظة المناسبة في الإلتحاق بمخيمات العزة والكرامة بعد أشهر من دراسة خطة الفرار، وإلا كان وقع فريسة لأجهزة القمع المغربية في زمن عرف بسنوات الجمر في المغرب التي عرفت إختفاء عدد كبير من الصحراويين الذين فقدوا في ظروف غامضة.
وقد حكى لي أبو الوليد في العامين اللذين قضيناهما في إنتظار تغيير الاختصاص الجامعي الكثير من مغامراته وملاحقاته من قبل أمن المخزن المغربي،وكانت تلك الذكريات تمثل له جزءا مشرقا من حياته لا يعي قيمته الا من عايشه عن كثب.
وبعد محاولات عديدة مع بعض الكليات في جامعة قسنطينة،تمكن أبو الوليد الصحراوي من التحول الى كلية علم الاجتماع، وذلك في الموسم الدراسي 1995/1994 ،ولم يكن إختصاص بمثل علم اجتماع يمثل طموحا له،ولكن التخلص من عقدة إختصاص (علم المكتبات)جعله يرضى بأي اختصاص أخر مهما كانت طبيعته،فقد كان علم الاجتماع في تلك الفترة يأتي في ترتيب متأخر في رغبات الطلبة الجامعيين.
وبالنسبة لي أنا ،فقد تكفل أحدهم بتحويلي الى اختصاص يتطابق والمعدل الذي تحصلت عليه ،لكنه تحجج في أخر لحظة بعدم موافقة الجامعة بسبب تأخر الطلب،فوقعت بين خيارين أحلاهما مر،إما التسجيل للسنة الثالثة على التوالي وانتظر ماستسطره الاقدار في العام المقبل أو قتل الاحلام التي رسمتها لحياتي في بناء مستقبل مشرق من خلال ترك مقاعد الدراسة والاندماج في الحياة العملية،فأتجهت الى الخيار الثاني بعدما طاف بذاكرتي جميع الاصدقاء والمعارف الذين تركوا الدراسة في سن مبكرة وأستطاعوا النجاح في حياتهم العملية،ولما لا فقد أحظى أنا كذلك بنفس النجاح الذي حالفهم.
بقلم الاستاذ:التاقي مولاي ٱبراهيم.

Contact Form

Name

Email *

Message *