-->

مبادرة ثقافية لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين لتدعيم المكتبات الصحراوية في يوم العلم




شرعت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في تسليم الكتب الثلاثين ألفا التي وهبتها الجمعية لتدعيم المكتبات الصحراوية  في مخيمات اللاجئين بتندوف.
أُجريت مراسيم التسليم الرسمي في الشهيد الحافظ بحضور وزير العدل والشؤون الدينية الصحراوي الأخ مربيه المامي ووزير التعليم والتربية الأخ محمد مولود وعدد من الإطارات الصحراوية.
وقدم ممثل جمعية العلماء عرضا عن محتويات الهبة وعدد الكتب فيها والذي يقارب 30000 كتابا وعرض على الوزيرين مراحل الفرز والتصنيف وطريقة التوزيع المتبعة متمنيا أن تصل هذه الكتب إلى جميع الصحراويين وأن لا يُحرم منها أحد وأن تبلى من كثرة المطالعة.
وأشاد الوزيران بهذه الهبة النوعية وغير المسبوقة حيث لا توجد في المكتبات المتواجدة في المخيمات إلا الكتب الإسبانية والإنجليزية نظرا لكون الأوربيين هم الجهة الواهبة الوحيدة في المجال الثقافي والتربوي. وأفاد وزير التعليم بأنه لأول مرة يُزاحم الحرفُ العربي الحرفَ اللاتيني بهذا الحجم. 
و تتزامن تسليم الدفعة الأولى من الكتب مع إحياء يوم العلم، 16 أفريل، وهو اليوم الذي كرمت فيه الجزائر مؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ورئيسها الأول الشيخ العالم العامل عبد الحميد بن باديس الذي وافته المنية يوم 16 أفريل 1940، فاتخذت من ذكرى وفاته موعدا سنويا لتمجيد العلم والعلماء.
والدفعة الأولى من الكتب عبارة عن قرابة 6500 كتابا في مجال التربية والتعليم والبيداغوجيا وعلم النفس التربوي، إمعانا في رمزية بُعد العلم في هذه الذكرى وتعبيرا عن روح جمعية العلماء.
هذا وقد كان استلام هذه الهبة لدى شعبة تندوف لجمعية العلماء في رمضان من العام الماضي. ومن ثم انطلقت عملية فرز الكتب وتصنيفها. إلا أن العملية عرفت تأخرا كبيرا بسبب العدد المرتفع للكتب وتنوعها.
وينبغي التذكير بلطف الله إذ لم تتعرض الكتب – لو كانت وُزّعت فور وصولها - إلى آثار الأمطار الغزيرة التي عرفتها المخيمات في أكتوبر الماضي حيث مس الدمار أغلب المرافق المدرسية والثقافية.
أما الكتب التي سيتم توزيعها لاحقا والتي يفوق عددها 23000 كتابا فهي كتب متنوعة تتصل بجميع المجالات كالتاريخ والقانون والفنون الجميلة وشؤون المرأة والصحة وفنون الطبخ والسياسة والعلاقات الدولية والفلسفة وعلوم الإدارة والاقتصاد والتسيير وعلوم اللغة العربية واللسانيات والأدب العربي والأدب العالمي المترجم وعلم النفس وعلم الاجتماع وعلوم الإعلام والرياضيات والعلوم التكنولوجية إضافة إلى الروايات والقصص للكبار والشباب والأطفال.
وأما كتب العلوم الإسلامية فيزيد عددها على 5000 كتابا من كل الاختصاصات من تفسير القرآن وكتب السنة والعقيدة والسيرة والشمائل المحمدية والفقه وأصول الفقه والفتاوى والدراسات المعاصرة. وقد روعي في الكتب الانسجام مع المرجعية المتبعة من إخواننا الصحراويين. 
وستتوزع الكتب – إضافة إلى وزارة التربية - على مكتبات أخرى رسمية وشعبية في مخيمات اللاجئين مثل المكتبة الوطنية ومدرسة تكوين إطارات الإدارة ومدرسة الوظيف العمومي وثانوية سيمون بوليفار بالسمارة والمدارس في المناطق المحررة والمكتبات الشعبية المسماة "بوبشير" الحديثة النشأة ومكتبة اتحاد النساء الصحراويات ومدرسة الفنون بمخيم بوجدور على سبيل المثال لا الحصر... 
وتأتي هذه العملية استجابة لرغبة السلطات الصحراوية المعبر عنها مرارا لممثلي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والمتمثلة في دعم الجهود لبناء الإنسان الصحراوي وتحصينه من الغزو الفكري والتغريب ومحاولات التنصير وتميع مقومات الشخصية الأصيلة.
رئيس شعبة ولاية تندوف (ن.حمودي)

Contact Form

Name

Email *

Message *