-->

هل ترسم الكركرات أفاق هجمة الشهيد محمد عبد العزيز؟


ما ميز سياسة المغرب مؤخرا هو محاولته عبثا الإقدام على قرارات يصفها بالإستباقية لتخفيف الضغط ، ومع كل محاولة يأتيه الصفع الصحراوي حاسماً ودبلوماسياً على وجهه.. لكنه لا يمل ويعاود الكرة بعد حين وهذه المرة يبدو ان الصفعة اقوى من أن يتم تحملها لانها تأتي عسكرية وهو ما شكل إرتباكا وصدمة لم تكن محسوبة أو غير مُدرجة على أجندات المخابرات المغربية والعقل السياسي الذي يدير الملفات بالمغرب أو من يرعاها من الخارج .

نستطيع ،كما يستطيع غيرنا ، أن نجزم بأن رسائل الجيش الصحراوي أسمعت من به صمم لتصل حدود المفجأة مسامع فرنسا وحتى الأمم المتحدة وتحطم أوهام المغرب الذي ظل لعشرات السنين يخفي نفسه خلف ستارة واهية من المظهر الكاذب في تعاطيه العلني أو الإعلامي مع ما يسميه "بالوحدة الترابية من طنجة الى لكويرة " وجاءت قضية الكركرات لتكشف الحقائق وتفند زيف الدعاية المغربية وتحول أحلامها إلى أضغاث تتبدد على أرض الواقع الصحراوي الذي يرسم حدوده ويفرض إيقاعه المقاتل الصحراوي دون سواه. 
الكركرات قد تكون البوصلة التي ستحدد مسار الأحداث وبالتالي فإن استحواذ هذه القضية على إهتمام ومتابعة الشعب الصحراوي لكل تطوراتها بكثير من التفاصيل ،جعلت الجميع قادة وقاعدة يجمع على حتمية ترتيب بعض من الأولويات على ضوء ما ستؤول اليه الأمور في قادم الأيام التي يترقبها شعبنا على نطاق التطلعات للخروج من الوضع الراهن بعد ربع قرن من الجمود وما ستفرضه علينا جميعا من مقتضايات مختلفة على السابق، يبدو انها تميل باغلبها الى سياق جديد قد يكون بعيدا عن السلام وخاصة أن الاحتلال المغربي وبالتجربة كانت ومزالت إرادته في الحل العادل والنهائي غائبة وفي كل الأوقات، إلا بإتجاه المناورة والصلافة والتعنت وبالتالي من المقدر أن يواصل المغرب تعامله مع الأمم المتحدة في المرحلة القادمة بإستخدام المزيد من المناورات والحيل ،علما أن التلوّن والتقلب حسب الطقس او المناخ السائد دوليا ليس جديداً على النظام المغربي ، ومن ثمَّ فإن أي مقاربة لا تأخذ في حساباتها وفي معطياتها هذه الحقيقة، سيكون تعويلها أو رهانها في غيرموقعه. 
اخيرا ،صحيح أن الموقف الصارم للجبهة من قضية الكركرات حقق عدة أهداف في اكثر من اتجاه وكان لهذا الموقف الحازم التاثير الايجابي على معنويات شعبنا الذي ودع بالأمس القريب الشهيد محمد عبد العزيز،و رغم ذالك لا يجب ان ننغر بل يجب أن نرفع من وتيرة الإستعداد لأن الوضع الحالي يستوجب اليقظة والحيطة والحظر البعيد عن الغرور،ويبقى الأساسي هنا ليس فقط العودة للحرب او عدمها انما هي مستوى رؤية المستقبل وفق المصلحة الوطنية القادرة على إستشراف المرحلة القادمة وتفعيل المعركة في أكثر من إتجاه قد تكون بداية الإعلان عن هجمة الشهيد محمد عبد العزيزالشاملة الذي استحق كل هذا الحزن على رحيله،و الذي جاء في أصعب الظروف وأشدها قساوة، فله المجد والخلود، ولشعبنا البقاء والنصرالاكيد.
بقلم :لحسن بولسان

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *