-->

مسؤولية ملك المغرب عن هزيمة العرب في حرب67 , يعيد الى الواجهة تورطه في اختطاف قادة الثورة الجزائرية 22 اكتوبر 1956


كان الدكتور “حسنين هيكل” رحمة الله عليه, قد كشف تجسس جهاز المخابرات الاسرائيلية “الموساد”, على القمة العربية المنعقدة بالمغرب22 اكتوبر 1956, بايعاز من الحسن الثاني ملك المغرب الراحل .
واستعرض في كتابه « كلام في السياسة », المعلومات والمعطيات والتحريات والتحقيقيات التي قادته الى استنتاجاته, واضعا بذلك الحسن الثاني الذي لازال انذاك على قيد الحياة في قفص الاتهام, واعطائه فرصة الدفاع عن نفسه ضد تلك الاتهامات الخطيرة.
اتهامات الصحفي المصري البارز لملك المغرب, اعتبرها البعض انذاك ذرائع واهية, اريد بها تبربر هزيمة مصر بقيادة عبد الناصر في حرب 67, بينما اعتبرها البعض عندما اعاد التاكيد عليها من جديد في برنامج “شاهد على العصر ” مجرد تخريفات من شيخ هرم.
ولكن الوثائق السرية التي افرجت عنها اسرائيل نهاية الاسبوع الماضي حملت الخبر اليقين, عندما كشفت ان الحسن الثاني خصص لجهاز المخابرات الاسرائيلية جناحٍا كاملا من الفندق الذي احتضن اشغال القمّة العربيّة المنعقدة بتاريخ 13 سبتمبر1965، ليتمكنوا بسهولة من توثيق وقائع المؤتمر، الذي كان مغلقًا في قسمه المُهّم.
تلك المعلومات التي كانت بالنسبة لاسرائيل بمثابة “اكبر كنز استراتيجي” كما قال الجنرال “شلومو غازيت” رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة الاسرائلية “أمان”, حيث تمكنوا بواسطتها من هزيمة الجيش العربي في حرب 1967, ولكن ايضا في تعميق الخلافات وتوسيع الهوة بين الاشقاء لافشال رهان الوحدة العربية.
دقة معلومات حسننين هيكل واستنتاجاته تقودنا الى استحضار ما قاله بخصوص واقعة اختطاف قادة الثورة الجزائرية سنة 1956.
يقول حسنين هيكل في لقاء مع قناة الجزيرة ضمن برنامج « شاهد على العصر » – ” إن الحسن الثاني، تدخل من خلال نفوذه كرجل ثاني في القصر الملكي (أمير)، من أجل ترتيب الرحلة الجوية بين الرباط وتونس، والتي كانت ستقل والده الملك محمد الخامس، وقادة الثورة الجزائرية من السياسيين، وهم أحمد بن بلة وحسين آيت أحمد ومحمد بوضياف ومحمد خيضر، إلى جانب المكلف بالإعلام في الجبهة يومها، مصطفى الأشرف، على متن طائرة واحدة، لكنه تدخل كي يسافر والده على متن طائرة خاصة به، فيما تم تخصيص طائرة ثانية تقل قادة الثورة الجزائرية، تابعة لشركة جوية مغربية.
ورأى هيكل في هذه الحادثة عملا مدبرا, من طرف الحسن الثاني والمخابرات الفرنسية، حتى يسهل اختطاف قادة الثورة، بعد إنزال الطائرة التي كانت تقلهم على مطار الجزائر، التي كانت يومها تحت السيطرة الفرنسية، لأنه من غير الممكن تحقيق هذا الهدف، في حال سفر القادة الجزائريين، على متن طائرة واحدة برفقة الملك المغربي محمد الخامس، وإلا عد ذلك انتهاكا لحرمة دولة ذات سيادة.
وتطرق محمد حسنين هيكل، إلى حيثيات اختطاف الطائرة، مشيرا الى المحادثة التي جرت بين الجيش الفرنسي وقائد الطائرة، الذي طلب منه الهبوط الفوري بمطار الجزائر، أو إسقاطها، ليرد القائد بأن الطائرة متواجدة فوق مدينة مايروكا (عاصمة جزر البليار) الاسبانية، في عرض البحر الأبيض المتوسط، بغرض التزود بالوقود، فأصر الجيش الفرنسي على قائد الطائرة بالهبوط بعد التزود بمطار الجزائر، بحجة وجود مطلوبين على متنها.وأضاف هيكل، بأن قائد الطائرة رد بأن لديه عائلة بالمملكة المغربية، وهو يخاف على مصيرها، فطمأنه الجيش الفرنسي، وعند ذاك، قرر قائد الطائرة التوجه نحو الجزائر، مع التفكير في إمكانية الانحراف نحو الأجواء التونسية، غير أن ذلك لم يحدث. وعند هبوط الطائرة بمطار الجزائر كان القادة يعتقدون أنهم بمطار تونس، غير أن مفاجأتهم كانت كبيرة عندما جاء الأمن الفرنسي بمطار الجزائر للقبض عليهم، لأنهم لم يبلغوا بما جرى بين قائد الطائرة والجيش الفرنسي، تفاديا لأي رد فعل من قادة الثورة، الذين كانوا مسلحين.
وما خفي اعظم !

Contact Form

Name

Email *

Message *