الاحتلال ومغامرة الكركرات هل تنجح الدروع البشرية فيما فشلت فيه الالة العسكرية
بعد الاعلان عن تنظيم مسيرة نحو منطقة الكركرات المحررة في الشهر القادم، يكون الاحتلال المغربي قد اتخذ من المدنيين دروع بشرية وهي جريمة ضد الانسانية في حق المدنيين محرمة دوليا، مثلما فعل في المسيرة السوداء، اذ يجرم القانون الدولي إقدام أي طرف من الأطراف المتنازعة في الصراعات والحروب على استخدام المدنيين كدروع بشرية وفق اتفاقيتي جنيف عام 1929 وعام 1949 والبروتوكول الإضافي لها عام 1977 وأيضا معاهدة روما عام 1998.
وأصل الدروع البشرية من الدروع التقليدية التي تحمي صاحبها من ضربات السيف، اما في القانون الدولي فهو مصطلح سياسي وعسكري يصف وضع مدنيين تم اقحامهم بشكل متعمد حول نقاط عسكرية او توتر واستخدامهم لردع الطرف الاخر او اجباره على الانصياع لرغبته.
وتشير عدد من الدراسات ان الدروع البشرية ظهرت منذ عرفت الحرب بين الناس، لكن أقدم وقائع عسكرية ذُكرت فيها تعود للقرن الـ18، فقد استخدمت القوات البريطانية-الأميركية بعض اليسوعيين -الذين كانوا أسرى لديها- دروعا بشرية في هجومها على قلعة "شامبيلي" الخاضعة للجيش الفرنسي في منطقة كبيبك بكندا.
ومع تقدم القوات المهاجمة امتنعت الحامية الفرنسية في "شامبيلي" عن إطلاق النار، واكتفت القوات الأميركية-البريطانية بضرب حصار على القلعة لتبدأ مفاوضات تنتهي بمغادرة آخر جندي فرنسي لأميركا الشمالية في أواخر 1760.
كما عرف عام 1914 خلال الحرب العالمية الأولى، استخدام الجيش الألماني للمدنيين البلجيكيين كدروع بشرية في معاركه البرية ضد قوات الحلفاء.
وفي الحرب العالمية الثانية، أقر القائد الألماني غوتلوب برغر بوجود خطة وافق عليها هتلر من أجل إنشاء معسكرات لأسرى الحرب البريطانيين والأميركيين في المدن الألمانية الكبيرة لحمايتها من غارات طيران الحلفاء.
لكن لم يتم تنفيذ الخطة بعدما أدرك برغر أنها ستنتهك معاهدة جنيف 1929 وتعلل بعدم وجود أسلاك شائكة كافية من أجل إقامة هذه المعسكرات.
الدروع البشرية في غزو العراق للكويت
بعد الغزو العراقي للكويت عام 1990 ، استخدم الرئيس العراقي صدام حسين الرعايا الغربيين كدروع بشرية لردع دولهم من المشاركة في تحالف دولي لضرب العراق. وبحسب وسائل إعلام غربية، ظهر بعض هؤلاء الرعايا مع صدام حسين في اجتماع بقصره كعلامة على دعمهم له، لكن تقارير أفادت بأن ذلك حدث رغما عنهم، بينما كان آخرون محتجزون في منشآت عسكرية وصناعية.
الحرب في أفغانستان
استخدمت حركة طالبان الحاكمة آنذاك النساء والأطفال كدروع بشرية ضد هجمات قوات التحالف في حوادث منفصلة أعوام 2006 و2007، و2008، بحسب صحيفتي التايمز والتلغراف البريطانيتين وقناة إيه بي أس الأسترالية.
الغزو الأميركي للعراق
ذكر الضابط الأميركي سكوت إيوينغ أنه خلال خدمته في العراق ما بين عامي 2005-2006، لجأت القوات الأميركية إلى توزيع الحلوى على الأطفال العراقيين ليبقوا حول دباباتهم كنوع من الحماية ضد هجمات المقاومة.
الانتفاضة الفلسطينية الثانية
بحسب مسؤولين إسرائيليين ومنظمتي العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش، فقد استخدمت القوات الإسرائيلية المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية في نحو 1200 مناسبة.
حرب غزة 2008-2009
خلال هذه الحرب التي أطلقت عليها إسرائيل اسم " الرصاص المصبوب"، اتهمت منظمتا العفو الدولية و"كسر الصمت"، إسرائيل باستخدام المدنيين، ومن بينهم الأطفال، كدروع بشرية، لحماية تمركزات القوات أثناء التوغلات في قطاع غزة، وأيضا للسير أمام الآليات العسكرية لدى اقتحام منزل يعتقد أنه مفخخ.
حرب غزة عام 2014
اتهم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إسرائيل بالاستمرار في استخدام الأطفال الفلسطينيين كدروع بشرية وإجبارهم على العمل كمرشدين.
حرب لبنان عام 2006
اتهمت إسرائيل حزب الله باستخدام المدنيين لحماية مواقع إطلاق الصواريخ، لكن تحقيق منفصل أجرته هيومان رايتس ووتش خلص إلى أن الحزب لم يجبر أحدا على التواجد بهذه المواقع.
الحرب الأهلية في ليبيا عام 2011
عمل بعض التابعين للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي كدروع بشرية في مناطق حظر الطيران، من أجل حماية مقر القذافي والمطارات الليبية.
دروع داعش لتنفيذ جماتها
التنظيمات المسلحة بمختلف ايديولوجياتها تعتمد هي الاخري الدروع البشرية في الكثير من هجماتها.
الاحتلال ومغامرة الكركرات هل تنجح الدروع البشرية فيما فشلت فيه الالة العسكرية
يحاول الاحتلال المغربي الزج ببعض المدنيين المغاربة في مسيرة تتناقض واحكام القانون الدولي، وذلك لتشريع احتلاله على منطقة عجزت الته العسكرية عن احتلالها وضمها بالقوة، لكن بالنظر الى الميدان وجهل غالبية المغاربة بتلك التضاريخ وخوفهم من الانجرار واراء مغامرات غير مدروسة العواقب يبدد تلك حقيقة تلك المسيرة التي ستذهب ادراج نظيرتها التي هدد بها المخزن ولم يرى له اثر في منطقة تفاريتي تزامنا مع عقد المؤتمر الثالث عشر لجبهة البوليساريو 2011.
إعداد : الصالح ابراهيم الصالح