-->

مجزرة التحالف العربي في اليمن: دولية إلى إجراء تحقيق "عاجل وحيادي"


اليمن 16 اكتوبر 2016 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)ـ أجمعت ردود الفعل الدولية على إدانة الهجوم المروع الذي استهدف السبت الماضي مجلس عزاء في العاصمة اليمنية صنعاء, مؤكدة أن استهداف المدنيين عمل غير انساني يتناقض مع القوانين الدولية, و يستوجب إجراء تحقيق "عاجل و حيادي" مع فرض وقف إطلاق نار فوري.
وقد أقر التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن بأنه قتل عن "طريق الخطأ" قبل أسبوع أكثر من 140 شخصا وأصاب 525 آخرون في تشييع جنازة والد وزير الداخلية الموالي للحوثيين في صنعاء جلال الرويشان, حيث أعلن فريق تقييم للحوادث تابع للتحالف العربي أمس السبت أن "معلومات مغلوطة" قدمتها جهة في الجيش اليمني تسببت في الغارة.
وأوضح أن هذه المعلومات المغلوطة قدمتها "جهة تابعة لرئاسة هيئة الأركان العامة اليمنية" إلى "مركز توجيه العمليات الجوية في الجمهورية اليمنية".
وقد أوصى الفريق ب "اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق الأشخاص الذين تسببوا في الحادثة والعمل على تقديم التعويض المناسب لذوي الضحايا والمتضررين".
كما أوصى ب "ضرورة قيام قوات التحالف فورا بمراجعة تطبيق قواعد الاشتباك المعتمدة بما يضمن الالتزام بها" مؤكدا أنه "سيستمر بالتحقق من ملابسات الحادثة (..) والإعلان عن أي نتائج يتم التوصل لها حال انتهائها".
وفي خضم هذه التطورات أعلنت بريطانيا أول أمس الجمعة أنها تعتزم طرح مشروع قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى هدنة فورية في اليمن واستئناف محادثات السلام.
وكان المجلس المكون من 15 عضوا قد فشل هذا الأسبوع في الاتفاق على بيان يندد بالغارة الجوية.
ورفضت روسيا البيان ووصفته بأنه "شديد الغموض" وقال دبلوماسيون إن موسكو رفضت إجراء مزيد من المحادثات بشأنه.
وقال السفير البريطاني في الأمم المتحدة ماثيو ريكروفت للصحفيين الجمعة "البيان الخاص باليمن مات للأسف" وتتعين الموافقة بالإجماع على بيانات المجلس, مضيفا "قررنا بدلا من ذلك طرح مسودة قرار لمجلس الأمن بشأن اليمن يدعو إلى وقف فوري للاقتتال واستئناف العملية السياسية سنوزع ذلك (مشروع القرار) على الزملاء في المجلس في الأيام القادمة".
وفي أعقاب الغارة الجوية على دار العزاء طالب الأمين العام للأمم المتحدة, بان كي مون, بإجراء تحقيق عاجل وحيادي في هذه الحادثة وشدد على ضرورة تقديم المسؤولين عنها إلى العدالة.
كما طالب كل الأطراف بضرورة الامتثال لالتزاماتها وفق القانون الدولي الإنساني بما في ذلك المبادئ الأساسية بشأن التناسب والتمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية واتخاذ التدابير الاحترازية من أجل حماية المدنيين وبنيتهم الأساسية.
من جهتها أعلنت الولايات المتحدة أنها مستعدة لمراجعة دعمها للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.
وفي هذا السياق قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض نيد برايس " في ضوء هذه والحوادث الأخيرة الأخرى بدأنا مراجعة فورية لدعمنا الذي تقلص بالفعل بشكل كبير للتحالف الذي تقوده السعودية ومستعدون لمراجعة دعمنا بما يتفق بشكل أفضل مع المبادئ والقيم والمصالح الأمريكية بما في ذلك تحقيق إنهاء فوري ودائم للصراع المأساوي في اليمن".
على صعيد متصل أدانت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان القصف معتبرة أن قصف قاعة عزاء تحوي مئات المدنيين يعد جريمة ضد الانسانية.
وأضافت كرمان أن هذه الجريمة لن تسقط بالتقادم ويجب أن لا يفلت مرتكبوها من الملاحقة والعقاب.
من جهتهم طالب الحوثيون في اليمن اليوم الأحد باجراء "تحقيق دولي مستقل" حول "جرائم حرب" للتحالف العربي الذي أقر بانه قتل بطريق الخطأ قبل أسبوع 140 شخصا في مجلس عزاء في صنعاء.
وقال المتمردون على موقعهم الالكتروني "سبأ نت" نقلا عن "مصدر مسؤول بوزارة الخارجية" أن "نتائج التحقيق الذي نشر عن قيادة تحالف دول العدوان في جريمة الحرب التي ارتكبتها باستهداف صالة العزاء بالعاصمة صنعاء لا تبرئها من انتهاك القانون الإنساني الدولي وانتهاك كافة القيم والأعراف الإنسانية".
ودعا هذا المسؤول الامين العام للامم المتحدة الى "العمل على تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة برئاسة شخصية دولية محايدة رفيعة المستوى في أسرع وقت ممكن للتحقيق في جرائم الحرب في اليمن التي ارتكبها تحالف العدوان ومن خلفه".
واكد ان "داعمي ومرتكبي هذه الجرائم بحق الشعب اليمني لن يفلتوا من العقاب".
للإشارة فإن الرياض التي تدعم مع حلفائها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي سبق ان تعرضت لاتهامات بقصف اهداف مدنية. وقتل في هذه الحرب 6885 شخصا منذ مارس 2015 قرابة نصفهم من المدنيين بحسب الامم المتحدة.

Contact Form

Name

Email *

Message *