-->

أوراق المغرب للضغط على الاتحاد الأوروبي


بقلم :الولي لحماد 
بعد تشديد الخناق على الدولة المغربية من طرف الديبلوماسية الصحراوية على أصعدة متعددة وملفات متعددة اقتصادية، حقوقية، سياسية ، وتلقيه أي المحتل لعدة ضربات وعلى مستويات متعددة بدأ المغرب يبادر أو يحاول الرد للخروج من المأزق لكن ماهي أشكال أو أساليب رد المغرب على هذه التشديدات القانونية التي واجهه بها الإتحاد الأوروبي من خلال فرض الإلتزام عليه و تطبيق الرقابة على الواردات المغربية القادمة إليه بما تقتضيه الإتفاقية الفلاحية والزراعية مع الاتحاد ؟؟
إن المتابع للوضع الحالي للخارجية المغربية سينتبه للتخبط الذي تعيشه في هذه الظرفية والتخبط الذي تعيشه والذي تحاول تجاوزه بخطاب متعالي وبه نوع من الغطرسة حد الوثوقية وهو الذي يتناقض مع الواقع الفعلي الذي تعيشه الدولة المغربية على مستويات عدة ..
فبعد حكم المحكمة الأوربية الواضح والذي أكد على إستمرار الإتفاقية الفلاحية والزراعية وسريانها لكن وفق الشرعية الدولية والحدود القانونية التي تستثنى منها الصحراء الغربية والذي سوق له إعلام المخزن على أنه نصر إقتصادي وسياسي على "خصوم الوحدة الترابية" وهو الخطاب الذي تناقض مع بيان وزارة الفلاحة والصيد البحري المغربية التي خرجت ببيان تهدد فيه الاتحاد الأوروبي بإلغاء الإتفاقية بمبرر عدم حمايتها من المشوشين كما تم تسميتهم ونتذكر هنا واقعة باخرة "كاي باي "التي قام باعتراضها أفراد من الجالية الصحراوية وجمعيات حقوقية و متضامنين أجانب ونددوا بما أسموه عدم رقابة الإتحاد على السلع الواردة والتي كان من ضمنها شحنة من زيت السمك القادمة من ميناء العيون المحتلة كل هذه الأساليب تحرج المحتل لأنه يسعى إلى أن يكون القرار حبرا على ورق فقط ويسعى أيضا إلى فرض التواطؤ من الاتحاد الأوروبي وبالتالي غض الطرف عن السلع القادمة من منطقة النزاع اي الصحراء الغربية. 
فاليوم خرجت علينا وزارة الفلاحة والصيد البحري المغربية ببيان يتضمن نوع من التهديد بإلغاء الإتفاقية في حالة عدم حمايتها من طرف الاتحاد لأنه هو أيضا طرف بالاتفاقية وبالتالي فعليه تحمل مسؤولياته الإقتصادية والاجتماعية وما سيجنيه إلغاء الإتفاق عليه وعلى مصالحه .. 
وقد أشار البيان إلى تبعات هذا القرار والذي سيكون المتضرر منه بالأساس وعلى مستويات متعددة هي دول الاتحاد ، لكن ماذا يعني هذا ؟؟
هذا يعني على أن المغرب يهدد بأساليبه تلك المعهودة وأوراقه التي يعتمدها دائما عندما يتعلق الأمر بإسبانيا او بدول الاتحاد الأوروبي بصفة عامة وهي الهجرة السرية والإرهاب والمخدرات ،كيف ذلك ؟؟
فكما هو معروف فدول الاتحاد تخشى الهجرة السرية لما يكلفها ذلك من مشاكل مادية وتدبير مشكلة المهاجرين وهي التي تعيش على وقع أزمة إقتصادية يستحيل معها تحمل عدد إضافي من المهاجرين واللاجئين أكثر مما هو موجود لدى هذه الدول حاليا وخاصة دول الجنوب الأوروبي ودول المتوسط ..
أما الورقة الثانية فهي الإرهاب فقد أثبتت تسريبات لويكيلكس العالمية عن ضلوع أجهزة المخابرات المغربية في الأحداث الإرهابية بمدريد "إسبانيا " سنة 2004 وأحداث أخرى بأوروبا تدخل فيها المغرب بعد ذلك ليثبت قوته الاستخباراتية ونجاعة مخططاته في مواجهة الإرهاب. 
والورقة الثالثة وهي ورقة المخدرات التي يخشاها الاتحاد ودوله فالمغرب كما هو معروف من أعتى الدول من حيث إنتاج المخدرات بأنواعها و تصديرها كما هو معلوم فهناك مناطق بالمغرب يتم فيها زراعة أنواع متعددة من المواد التي يتم من خلالها إنتاج المخدرات ك مثلا "القنب الهندي "الذي يعتبر المغرب من أبرز مصدريه وبالتالي وبحكم القرب الجغرافي للمغرب من دول الاتحاد فهو يشكل خطرا من خلال إغراق دول الاتحاد بهذه السموم بشكل خطير وبالتالي الحرب لكن بأساليب المغرب القذرة ..
كل هذه الأساليب أو الأوراق يتم توظيفها للضغط من أجل غض الطرف عن تجاوزات المغرب القانونية والحقوقية والسياسية والاقتصادية في حق الشعب الصحراوي وإلا فالمغرب يهدد بنهج سياسة الأرض المحروقة وبالتالي إعلان الحرب الشاملة ليس بالأسلحة إنما بأساليبه القذرة تلك إن تم التصدي له ولمصالحه بالمنطقة.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *