حكاية من البداية
أثناء الاجتياح المغربي الموريتاني كانت عائلتي تقطن مدينة اوسرد وكنت حينئذ صغيرا لكن بعض الذكريات ما تزال منقوشة في ذاكرتي كانها حدثت البارحة.

حكي لي والدي بعد ذاك بانهم عذبوه وهددوه بالقتل ان لم يزودهم بالمعلومات(رد لخبار) عن الجبهة ،ذهبو به إلي اوسرد وهو مقيد فاشبعوه ضربا في النهار وهو في زنزانه وفي الليل مقيد بالسلاسل هو و من معه من الأسري ولولا تدخل احمدو ولد اعلية وهو قاضي المدينة وكان موقوف من طرف الجبهة وهو قريب لولد المعيوف الذي الح على أن (راس الغاية عندو هو يطلسلو لمحابيس) لاحالوهم إلى انواگشوط ،فوافق ولد المعيوف على إطلاق سراحهم. كان ذلك في اواخر سنة 1975.
كان ولد العيوف عندما تقوم الجبهة باي عملية سواء في الجزء الذي تحتله موريتانيا او في التراب الموريتاني يعطي اوامره للجيش (اصنادرة) بالهجوم على الساكنة في الليل بالعصي والحبال، فيدخلون على المنازل عنوة (وكانت الابواب حينئذ لا تصد) ويضربون من فيها انتقاماً لاي عملية ضدهم. فلم يكن هناك لا أمن ولا امان.
في سنة 1977 قام ولد المعيوف في اوسرد بالقبض على مجموعة من التجار واتهمهم بانهم يجمعون التبرعات لصالح الجبهة وزج بهم في السجن ولا قوا عنده من التعذيب ما لا اذن سمعت ولا عين رأت وبقيت اثار التعذيب على اجسادهم إلى اليوم.
كان يعطي اوامره للقبض على الاطفال يهددونهم تارة ويغرونهم تارة أخرى،بل اكثر من ذلك كان ولد المعيوف عندما يستولي على بعض الأسرى كان يأمر بانتقاء احدهم ويأمر بإطلاق النار عليه حيا.
هذه هي بعض الاعمال التي كان يقوم بها ولد المعيوف عندما كان عقيدا في الجيش الموريتاني ، اهذه هي البطولة التي يصفها به البعض؟
لا اعتقد ان الأخطاء التي يرتكبها الأفراد مهما كانت مسؤلياتهم يمكن ان تنسب إلى شعب بأكمله ، فعندما وقعت الدولة الصحراوية مع الشقيقة موريتانيا اتفاق السلام في شهر غشت 1979 ولت كل الضغينة والحقد إلى الأبد واصبحت في محله المحبة والوئام....