-->

القدس العربي: الأمم المتحدة تفشل في إيجاد صيغة جديدة لاستئناف مفاوضات الصحراء الغربية


تجد منظمة الأمم المتحدة صعوبة في استئناف المفاوضات حول البحث عن حل لنزاع الصحراء الغربية بين المغرب وجبهة البوليساريو رغم مخاطر العودة إلى السلاح في حالة فشل الحوار.
ولم تجد الصيغة الملائمة حتى الآن خاصة في ظل عدم تولي المبعوث الخاص الجديد هوست كوهلر مهامه رسميا. وفي أعقاب أزمة الكركرات خلال الصيف الماضي ودامت شهورا، وهي أزمة بسبب الخرق المغربي لاتفاق وقف اطلاق النار على الحدود بين الصحراء الغربية وموريتانيا؛ حيث تمركزت قوات مغربية خارج المنطقة العازلة لتعبيد طريق الى موريتانيا عبر الاراضي الصحراوية المحررة، وهو ما تصدت له جبهة البوليساريو بتواجد قوة عسكرية لمراقبة حركة النقل، سيطر هاجس على مجلس الأمن ثم الأمين العام للأمم المتحدة البرتغالي أنتونيو غوتييريس على ضرورة تحريك مكثف وسريع لمفاوضات السلام بين الأطراف المعنية.وعلمت «القدس العربي» من مصادر أممية عليمة بهذا الملف أن هناك عائقين حتى الآن بشأن استئناف مفاوضات السلام وتأجيلها إلى تاريخ غير مسمى. ويتجلى العائق الأول وهو غير صعب بل بسيط لكنه يطرح تساؤلات وهو عدم تولي المبعوث الخاص الجديد للأمين العام الألماني كوهلر مهامه رسميا وبأجندة واضحة للإشراف على المفاوضات. ويجهل هل هذا يعود إلى بيروقراطية الأمم المتحدة أم إلى اعتراض طرف من الطرفين الرئيسيين المغرب والبوليساريو على التعيين النهائي حتى الحصول على ضمانات. ويعوض كوهلر وهو رئيس ألمانيا الأسبق الأمريكي كريستوفر روس الذي كان المغرب يرفض استمراره واحتج عليه عليه مرارا وتكرارا بل وقاطعه في مناسبات متعددة رافضا استقباله.
وعلاقة بالعائق الثاني وهو بحث الفريق المكلف بنزاع الصحراء الغربية على الصيغة الملائمة لاستئناف المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو. إذ فشلت حتى الآن جميع الصيغ الماضية التي اعتمدها المبعوثون الخاصون مثل كريستوفر روس وجيمس بيكر؛ حيث لم تؤد إلى أي نتيجة تذكر. فقد جرى تجريب الحوار المباشر، ثم الجولات المكوكية لبلورة مقترحات ومقترحات من نوعية مقترح جيمس بيكر. ويعود فشل مختلف الصيغ خاصة بعد سنة 2001 الى موقف الطرفين الرئيسين، إذ تشدد البوليساريو على مناقشة آليات تطبيق تقرير المصير للبث النهائي في السيادة على الصحراء الغربية بينما يلح المغرب على مقترح الحكم الذاتي.
ورغم الفشل في استئناف المفاوضات، فقد نجحت الأمم المتحدة في شيء واحد وهو استبعاد استئناف الحرب خاصة بعد أزمة الكركرات التي اندلعت الصيف الماضي، لكن الأمم المتحدة تدرك كل الوعي، وفق المعلومات التي حصلت عليها جريدة «القدس العربي»، أن هذا الوضع لن يستمر طويلا وقد تعود الحرب أو على الأقل مناوشات في أي وقت وبشكل مفاجئ.
المصدر: القدس العربي ـ بتصرف

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *